تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وهو على فراش الموت]

ـ[وليد]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:55 م]ـ

قال الفقيه أبو الحسن علي بن عيسى:

دخلت على أبي الريحان البيروني وهو يجود بنفسه، قد حشرج نفسه، وضاق به صدره.

فقال لي وهو في تلك الحال:

ذكرتَ لي يومًا حِسَاب الجدات من قبَل الأم، وقد أُنْسِيتُه فأعده عليّ.

فقلت له إشفاقا عليه: أفي هذه الحالة؟

قال: يا هذا أُودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أُخليها وأنا جاهل بها؟

فأعدتُ عليه ذلك وحَفِظَه.

وخرجتُ من عنده فسمعتُ الصراخ عليه وأنا في الطريق.

..

..

منقول

.

.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 10:21 م]ـ

قال الفقيه أبو الحسن علي بن عيسى:

دخلت على أبي الريحان البيروني وهو يجود بنفسه، قد حشرج نفسه، وضاق به صدره.

فقال لي وهو في تلك الحال:

ذكرتَ لي يومًا حِسَاب الجدات من قبَل الأم، وقد أُنْسِيتُه فأعده عليّ.

فقلت له إشفاقا عليه: أفي هذه الحالة؟

قال: يا هذا أُودع الدنيا وأنا عالم بهذه المسألة، ألا يكون خيرًا من أن أُخليها وأنا جاهل بها؟

فأعدتُ عليه ذلك وحَفِظَه.

وخرجتُ من عنده فسمعتُ الصراخ عليه وأنا في الطريق.

..

..

منقول

.

.

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

الأستاذ الفاضل: وليد المصري

جزاك الله خيرا .... على هذا الموضوع القيم ... الذي يبين شرف العلم وعلو الهمة .... نتمنى أن نسير مسيرة .... هؤلاء العلماء .... همم عالية تنطح السحاب

وأسوق في هذا الموضوع كذلك .... ما قرأته ...

أولها: لعالم وإمام جليل هو شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أحمد السرخسي من كبار علماء الأحناف رحمهم الله؛ صاحب كتاب المبسوط في الفقه، كان إماماً علامة حجة.

سجن ذلك الإمام في بئر؛ لأن حاكم البلدة التي كان فيها واسمها أوزجند، تزوج جارية قبل أن يستبرأها؛ فسئل السرخسي عمن فعل ذلك فقال: فعله حرام لا يجوز، ونكاحه باطل؛ فغضب منه الحاكم فسجنه في بئر هناك، وبقي محبوساً نحواً من عشر سنين، فسأله الطلاب وهو في السجن أن يشرح لهم كتاب (الكافي) للحاكم الشهيد محمد بن محمد، وهو أحد متون الأحناف المهمة؛ فأجابهم لذلك رحمه الله، وأملى كتابه المبسوط نحواً من ثلاثين مجلداً؛ وهو في السجن بأوزجند والقصة معلومة مشهورة؛ يذكر في شرحه الأدلة والأقوال والخلاف والترجيح مما كان شيئاً عجباً.

حتى قال في شرحه عند فراغه من شرح العبادات: هذا آخر شرح العبادات، بأوضح المعاني وأوجز العبارات، أملاه المحبوس عن الجمعة والجماعات.

وقال في آخر كتاب العتاق: انتهى شرح العتاق، من مسايل الخلاف والوفاق، أملاه المستقبل للمحن بالاعتناق، المحصور في طرق من الآفاق، حامداً للمهيمن الرزاق، ومصلياً على حبيب الخلاق، ومرتجي إلى لقائه بالأشواق وعلى آله وصحبه خير الصحب والرفاق.

وخرج من السجن رحمه الله آخر حياته وتوفي بعد خروجه بنحو أربع سنين.

قصة كتاب تحفة الفقهاء:

فقد ألف علاء الدين السمرقندي رحمه الله كتابه تحفة الفقهاء، فصار عمدة في المذهب الحنفي، وكان لهذا العالم الجليل بنت تسمى فاطمة، رباها فأحسن تربيتها، وعلمها فأحسن تعليمها.

يقول اللكنوي في الفوائد البهية: كانت فاطمة فقيهة علامة تفقهت على أبيها، وحفظت تحفته.

وقد تسامع ملوك وأمراء ذلك الزمان بها فخطبوها من أبيها، فامتنع من تزويجها ..

وكان من طلبة الشيخ تلميذ اسمه علاء الدين الكاساني، لازم شيخه واشتغل بالعلم عليه، وبرع في الأصول والفقه، وألف كتابه العظيم (بدائع الصنائع)، وكان شرحاً لكتاب شيخه (تحفة الفقهاء)، وعرضه على شيخه ففرح به الشيخ فرحاً شديداً، وزوجه ابنته، وجعل الكتاب مهرها، فقال فقهاء عصره: شرح تحفته وزوجه ابنته.

وكانت المسائل تأتي لعلاء الدين السمرقندي فيخرج الجواب عليها بخطه وفيه توقيعه وتوقيع ابنته وزوجها!!.

* وهؤلاء علماء الشافعية رحمهم الله فقد مضى وقت على الديار التي ينتشر فيها المذهب الشافعي أن العروس إذا زفت لزوجها يوضع في رحلها ليلة الزفاف كتاب (مختصر المزني) من عظيم مكانته عندهم ومعرفتهم قدره وجلالة مؤلفه ..

* يقول المعافى بن زكريا: كان بعض الثقات بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله وهو في سياق الموت؛ فذُكر له دعاء عن جعفر بن محمد، فاستدعى محبرة وصحيفة، فقيل له: أفي هذه الحال؟! فقال: ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات.

* وقال القاضي إبراهيم بن الجراح الكوفي تلميذ أبي يوسف القاضي: مرض أبو يوسف، فأتيته أعوده، فوجدته مغمىً عليه، فلما أفاق قال لي: يا إبراهيم، ما تقول في مسألة؟ قلت: في مثل هذه الحالة؟! قال: ولا بأس بذلك، ندرس لعله ينجو به ناج؟ ثم قال: يا إبراهيم، أيما أفضل في رمي الجمار ـ في المناسك ـ أن يرميها ماشياً أو راكباً؟ قلت: راكباً، قال: أخطأت، قلت: ماشياً، قال: أخطأت، قلت: قل رضي الله عنك. قال: أما ما كان يوقف عنده للدعاء، فالأفضل أن يرميه ماشياً، وأما ما لا يوقف عنده، فالأفضل أن يرميه راكباً.

ثم قمت من عنده، فما بلغت داره حتى سمعت الصراخ عليه، وإذا هو قد مات رحمه الله.

منقول

سبحان الله!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير