سئل الجنيد: عن محبة رب العالمين فأطرق رأسه ودمعت عيناه ثم قال عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه، ناظر إليه بقلبه، أحرقت قلبُه، عظمته و هيبتِه فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله وإن تحرك أو سكن فبأمر الله فهو بالله ولله ومع الله فبكى القوم وأجهشوا بالبكاء، وقالوا: ما على هذا مزيد، ومن سكنت محبة الله قلبه استحى من الله أن ينظر إليه في مكان لا يرضاه. رزقنا الله وإياكم محبته.
14 – إدامة النظر والتأمل في أسماء الله وصفاته:
فالوقوف مع اسمين من أسماء الله وهما السميع البصير
السميع الذي يسمع المناجاة وهو السميع القريب وهو السميع العليم فلا يفوته ولا يخفى عليه شيء من أفعال العباد، فهو المطلع على السرائر وهو العليم بذات الصدور "مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (المجادلة: من الآية7).
تقول عائشة _رضي الله عنها_: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله، وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبر سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ" (المجادلة:1).
ومتى آمن الناس بذلك واستشعروه فإن أحوالهم تتغير وتتبدل.
وهو البصير _سبحانه_ لا يخفى عليه شيء من أعمالهم يبصر كل شيء وإن دَق وصغر يبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ويبصر ما تحت الأرضين السبع كما يبصر ما فوق السماوات السبع.
وهو البصير يرى دبيب النملة السوداء تحت الصخر والصوِّوان ويرى مجاري القوت في أعضائها ويرى عروق بياضها بعيان ويرى خيانات العيون بلحظها ويرى كذلك تقلب الأجفان ومن علم أن ربه مطلع عليه استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يحب.
15 – الدعاء:
سلاح المؤمن وهو الصلة بين العبد وربه، هو السبب إذا انقطعت الأسباب والباب إذا أغلقت الأبواب هو الحبل المتين والسلاح المبين "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ" (البقرة: من الآية186)، فليسأل العبدُ ربَّه وليتضرع إليه ليلاً ونهاراً بلسان صادق وقلب خاشع بأن يرزقه خشيته ومراقبته في السر والعلن.
منقول
اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن ..... اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[19 - 10 - 2009, 12:58 ص]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
تعليق:
ليكن لك هدف في الحياة تسعى لتحقيقه؛ فإن ذلك سيشغلك بالسعي لتحقيق هدفك، ويسمو بنفسك؛ لأن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
أخيرًا ... أختي الكريمة ... أخي الكريم ... احرصي / احرص على تناول الدواء الذي وصفته لك ألا وهو: (مراقبة الله تعالى) وداوم على تناوله، ولا تيئس إن لم تر أثره لأول وهلة، ولا تبخل على نفسك بركعتين تركعهما وقت السحر (ولو مرة في الأسبوع أو في الشهر) تطلب فيها من الله كل ما تريد من توبة ومغفرة وإعانة على طاعته، وفقني الله وإياكم للتحلي بصفة مراقبة الله –تعالى- في كل أمورنا.
ملاحظة:
الدواء الموصوف صالح لكل وقت وزمان ولكل الأعمار وعدد الجرعات ليس محددا ولا يُؤْمَرُ بإبعاده عن الأطفال بل يُطْلبُ إعطاؤهم جرعات كثيرة منه، وفي حال نفاد الدواء يرجى مراجعة أقرب صيدلية منك.
ـ[معلم متوسطه]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 10:23 ص]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
مشكورة أختنا في الله على هذه النصائح الجميلة التي يجب أن تكتب بماء الذهب كما فُعِل بالمعلقات العشر في العصر الجاهلي.
دمت في حفظ الرحمن
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 12:39 م]ـ
ومراقبة الله دواء لكثير من الآفات والأمراض، وهي وسيلة فعالة للرقي علاوة على أنها محرك الأعمال وضميرها ..
شكراً زهرة، كلمات من ذهب ..
ـ[رحمة]ــــــــ[23 - 10 - 2009, 02:33 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن ..... اللهم آمين ... اللهم آمين ... اللهم آمين
اللهم آمين
جزاكِ الله خيراً أختي على النصائح المفيدة و الموضوع المميز
بارك الله فيكِ و تقبل دعائنا اللهم آمين
ـ[أمة الله العلى]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 01:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
موضوع قيم جزاك الله خيرا. http://www.mzaeen.net/sing/hawaa-up_Kdl0uyYVur.gif
¥