جزاك الله خيراً أستاذتنا .. جعل الله قلبك وبريدك عامرا بالإيمان .. بلى والله التقوى في كل شىء .. هي ميزان التوكل على الله .. وكما يقول الله عز وجل .. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .. فما بالنا بجزاء التقوى من عند الله.
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 06:16 ص]ـ
والله كلما أقرأ لهذا الرجل ازدادُ حباً له .. تبقى كلماته ومواعظه، وهو دفين ..
لله درّه عالما
وشكرا بلّ الصدى، اختيار أكثر من موفق.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 12:32 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... بل الصدى
جزاك الله خيرا .... على جلب من مثل هذه القصص المؤثرة ... جعلها الله في موازين حسناتك.
وأنا كذلك من محبي كتابات الشيخ علي الطنطاوي ... فقد كان في زمانه يمثل صوت الناس .... يعيش همومهم وآلامهم .... إلى جانب ذلك يمتلك روح الدعابة ... الأسلوب الجميل في الطرح ... كما في هذه القصة التي ذكرتيها أختي العزيزة ... ولكم تعجبني آراؤه في المسائل النحوية ...
وهناك قصة جميلة أخرى ذكرها الشيخ من نفس الكتاب ... منها التي ذكرت ... ومنها قصة أخرى ـ لو تسمحي ـ لي بذكرها في نافذتك الجميلة ... قصة مؤثرة ولكن فيها روح الدعابة ... وكنتُ قد كتبتها في منتدى إسلامي .... إليكِ القصة ... وربما سمعتِ بها ... ولكن لا يضر سماعها من جديد ....
قصة واقعية ليست من نسج الخيال .... قصة وقعت في زمن الشيخ علي الطنطاوي ـ رحمه الله ـ وقد ذكرها في كتابه (فصول في الثقافة والأدب)
يحكى أنّ ..... شاباً فيه تقى وفيه غفلة طلب العلم .... كان يتعلم أمور الدين والفقه من شيخه الذي يتولى تدريسه مع مجموعة من الطلاب في مسجد الحيّ ..... ذات مرة ... التفت هذا الشيخ لطلابه وقال: لقد حان الآن أن تتعلموا صنعة .... فالعالم لا يكون عالة على الناس .... ولا يمدُ يده إلى أبناء الدنيا .... فليذهب كل واحدٍ منكم وليشتغل بالصنعة التي كان أبيه يشتغل بها، وليتقِ ِالله فيها ..... وتبدأ قصة أخينا هذا .... يدخل على أمه ....
وإليكم الحوار ... أمي: ما هي الصنعة التي كان أبي يشتغل بها؟ فاضطربت وقالت: أبوك قد ذهب إلى رحمة الله، فما لك ولصنعة أبيك؟ فألح عليها حتى اضطرّها للكلام فأخبرته وهي كارهة لقد كان أبوك يعمل لصاً ..... فقال لها: الشيخ أمرنا أن يشتغل كلٌ بصنعة أبيه ويتقي الله فيها ... قالت الأم ويحك! وهل في السرقة تقوى؟
وكما قلنا أنّ في أخينا هذا غفلة ... فقال لها هكذا قال الشيخ ... ثم ذهب فسأل وتتبع الأخبار حتى عرف كيف يسرق اللصوص المهم أعدّ عدّة السرقة، وصلى العشاء وانتظر حتى نام الناس، وخرج ليشتغل بصنعة أبيه كما قال الشيخ .... فبدأ بدار جاره، ثم ذكر الشيخ إنه قد أوصاه بالتقوى، وليس من التقوى إيذاء الجار، فتخطى هذه الدار ... ومرّ بأخرى فقال في نفسه: هذه دار أيتام، والله حذر من أكل مال اليتيم .... وما زال يمشي حتى وصل إلى دار تاجر غني ليس له إلا بنت واحدة .... ويعلم الناس أن عنده أموال تزيد عن حاجته ... فقال:ها هنا ...
وعالج الباب بالمفاتيح التي أعدها ففتح الباب ودخل، فوجد داراً واسعة وغرفاً كثيرة، فجال فيها حتى اهتدى إلى مكان المال، وفتح الصندوق فوجد من الذهب والفضة والنقد شيئاً كثيراً .... فهمّ بأخذه، ثم قال:لا، لقد أمرنا الشيخ بالتقوى، ولعلّ هذا التاجر لم يؤدِّ زكاة أمواله ... لنخرج الزكاة أولاً .. وأخذ الدفاتر وأشعل فانوساً صغيراً جاء به معه، وراح يراجع الدفاتر ويحسب، وكان ماهراً في الحساب خبيراً، بإمساك الدفاتر، فأحصى الأموال وحسب الزكاة جانباً، واستغرق في الحساب حتى مضت ساعات، فنظر فإذا هو الفجر ....
فقال: تقوى الله تقضي بالصلاة أولاً .... وخرج إلى صحن الدار، فتوضأ من البركة وأقام الصلاة، فسمع رب البيت فنظر فرأى عجباً، فانوساً مضيئاً، ورأى صندوق أمواله مفتوحاً ورجلاً يقيم الصلاة ... فقالت امرأته: ما هذا؟ قال والله ما أدري! ونزل إليه فقال ويلك من أنت وما هذا؟ قال اللص: الصلاة أولاً ثم الكلام، فتوضأ ثم تقدّم ْ فصلِّ بنا، فإن الإمامة لصاحب الدار ..... فخاف صاحب الدار أن يكون معه سلاح ففعل ما أمره به، والله أعلم كيف صلى؟ فلما قُضيت الصلاة قال له: خبرني ما أنت وما شأنك؟
قال: لص ... قال وماذا تصنع بدفاتري؟ قال: أحسب الزكاة التي لم تُخرجها من ست سنين، وقد حسبتها وفرزتها لتضعها في مصارفها ... فكاد الشخص أن يُجن من العجب، وقال له: ويلك، ما خبرك؟ هل أنت مجنون فخبره خبره كله .... فلما سمعه التاجر ورأى جمال صورته وضبط حسابه ذهب إلى امرأته فكلمها، ثم رجع إليه فقال له: ما رأيك لو زوجتك بنتي وجعلتك كاتبا ً وحاسباً عندي، وأسكنتك أنت وأمك في داري، ثم جعلتك شريكي؟ فقال: أقبل .... وأصبح الصباح فدعي بالمأذون وبالشهود وعقد العقد!
المصدر كتاب الشيخ الطنطاوي (فصول في الثقافة والأدب)
ص/23 ..... بتصرف
¥