سبيل هذا الدين بسلاحه، سواء أكان سلاحا معنويا بحجة أم برهان، أو سلاحا ماديا بسيف أو سنان.
وفي دائرة أهل القبلة الإسلامية يمكن إلحاق مؤتمرات التخريب المعروفة زورا باسم: "التقريب بين المذاهب" بهذا الصنف من الحوارات الناجحة، ولعل ما حدث أخيرا في العراق من تنكيل بأهل السنة خير شاهد على نجاح ذلك التخريب لعقائد أهل السنة!.
وسنة الله، عز وجل، في خلقه، بوقوع التدافع، جارية لا محالة، ولو أبى الكفار الأصليون ومن سايرهم في حواراتهم الهابطة.
والحوار في ديننا: حوار الأقوياء الذين استعلوا بدينهم، لا حوار الضعفاء المنهزمين الذين أعطوا الدنية في دينهم، فهو حوار:
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ).
و: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، فلا بد أن تقع المفاصلة بخلاف ما نراه اليوم من المعانقة وكأن الخلاف في مسألة فرعية يسوغ الخلاف فيها فلا يضلل فيها المخالف فضلا عن أن يكفر!.
و: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)
فالظالم منهم لا يرده إلا حد السيف، فمن سأل مسترشدا أرشد، ومن سأل معتقد صادقا جودل عله يرجع عن معتقده الباطل فإن أبى فلنا ديننا وله دينه فهو عندنا كافر أصلي ونحن عنده على ذات الحد فليس في الأمر تعصب إذ نفي التكفير المتبادل نفي لصحة ما يعتقده كل طرف بغض النظر هل هو صحيح في نفس الأمر أو لا ولو أزال المسلمون نصوص التكفير ونصوص الولاء والبراء من كتبهم فلن يزيل القوم ذلك من كتبهم وعقول أبنائهم الذين يتشربون العقائد الأصولية في الكنائس أو العقائد الإلحادية في المعاهد وكلاهما على ذات الحد من العداء للإسلام وأهله، ومن سأل متعنتا مشككا مثيرا للشبهة زجر بالحجة الدامغة، ومن حمل السلاح غازيا لأرض المسلمين أو صادا لدعوتهم أن تبلغ سائر الأمم قوتل، ولا يكون ذلك إلا في أزمنة القوة التي يشرع فيها جهاد الطلب، فلكل مقام مقال.
والله أعلى وأعلم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[28 - 10 - 2009, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل مهاجر
حوار الحضارات هو أبرز التحولات الفكرية في العالم الإسلامي في هذا الزمن وقد قال الله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} آل عمران85 وفي هذه الآية الكريمة حاجز لنا عن حوار الحضارات الذي لابد فيه من تقديم التنازلات حتى يصل المتحاورون إلى أرضية مشتركة فليت شعري عن أي ثابت سيتنازل المسلمون وهو كما ذكرت سيف قد سل وصار يضرب به أهل المذاهب كما يضرب به اليهود والنصارى والمضروب المطعون معروف.