فهي حرب لها بعد عقدي ظاهر، ولا تخلو من متاجرة بالدين لتحقيق مكاسب سياسية استراتيجية للدولة الفارسية المتمددة في المنطقة بشكل مستفز منذ سقوط العراق في ظل ضعف وتخاذل أهل السنة فقد فشلوا في نصرة إخوانهم في بلاد الأفغان ثم في العراق ثم أخيرا في غزة فهم من فشل إلى فشل أغرى بهم أعداءهم!.
وقد عاش أهل السنة والزيدية في اليمن في جو مستقر نسبيا لم يخل من مناوشات، حتى أن رئيس الدولة نفسه: زيدي وإن كان أهل السنة هم الغالبية في اليمن فيشكلون نحو 75 % من السكان، والشاهد أنهم أقرب طوائف الشيعة لأهل السنة لا سيما الأحناف والشافعية، رحمهم الله، في الفروع وإن خالفوا أهل السنة في جملة من الأصول فهم على أصول المعتزلة فضلا عن مقالتهم في الإمامة وإن كانت أحسن حالا بكثير من مقالة الإمامية فليست كفرا بالإجماع والكلام عن التكفير المطلق للأقوال لا المعين للأفراد. ولكن الإشكال أن بذرة الغلو في علي، رضي الله عنه، فيها كامنة، وقد نجحت إيران في استثارتها، لا سيما، أن الحوثيين كما يقول أحد الباحثين اليمنيين من فرقة من الزيدية يقال لها الجاوردية، تتسم بنوع غلو إضافي يجعلها تقترب كثيرا من المذهب الإمامي مذهب الدولة الفارسية، وخطة استعادة اليمن السعيد كما كان الحال لما استقدمهم سيف بن ذي يزن ليساعدوه على طرد الأحباش فاستولوا على اليمن حتى أسلم واليها "باذان" رحمه الله لما كاتبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم معلما إياه بمقتل كسرى ولما يصله الخبر فعلم أن ذلك لا يكون إلا عن وحي فدخل في دين الإسلام ولكنه بطبيعة الحال لم يكن إماميا!، أو الخطة التي أطلق عليها: "يمن خوش هال" باللغة الفارسية التي أطلقها الحرس الثوري الفارسي قد دخلت حيز التنفيذ، والأمر يتطلب صرامة في القضاء على تلك البذرة الخبيثة قبل أن تمتد بجذورها في تلك الأرض فيصعب اقتلاعها بعد ذلك.
وهكذا البدعة تبدأ صغيرة مقبولة في عين المستهين بها ثم يغلو صاحبها يوما بعد يوم حتى يقع في البدعة المغلظة، والمذهب الإمامي نفسه قد جرى عليه هذا التطور، فلم يكن أول ظهوره على هذا الحد من الانحراف ولم يتعد في أوله كونه خلافا سياسيا، ثم لم يلبث أن تطور فصار خلافا دينيا في الأصول التي يوالى ويعادى عليها بل يكفر منكرها، فركن الإمامة من أعظم، إن لم يكن أعظم الأركان عندهم، كما صرح بذلك صاحب "منهاج الكرامة" فلا يقف الغلو عند حد، والحوثيون يشاطرونهم جزءا كبيرا من هذا الغلو، وقد ترددت الأنباء عن انتقالهم رسميا زمن قائدهم السابق إلى المذهب الإمامي.
ومن العجيب أن أحد المفكرين الإسلاميين! من مصر عندنا ممن عرف بتقاربه مع الدولة الفارسية ينكر على شاشة الجزيرة أن يكون الخلاف دينيا فيدعو الفقهاء للسكوت فالأمر سياسي بحت يحل عبر مفاوضات الموائد المستديرة!.
وهو، كما تقدم، خلاف عقدي، وإن كانت له أبعاد ومكاسب سياسية، ولكن تاريخ الحروب الدينية والمذهبية شاهد بأن أقوى سلاح فيها هو شحن الجماهير بالعواطف الإيمانية، ولو كانت باطلة، وهكذا تم شحن رجال الحملات الصليبية حتى أثر عنهم أن كانوا يرسمون صورة رجل عربي يضرب المسيح عليه السلام، ويقولون: هذا ما يفعله نبي العرب بالمسيح عليه السلام! ليستنهضوا همم المغفلين لتنفيذ مخططات تخدم رءوس الطغيان، وما أكثر المغفلين في كل عصر ومصر.
ولولا تخاذلنا في القيام بأمر ديننا ونصرة إخواننا لا سيما في النوازل الأخيرة ما استطال أهل البدعة فادعوا لأنفسهم بطولات زائفة يحققون بها مكاسب جماهيرية في أوساطنا، ليبشروا ببدعتهم الشؤم في مجتمعاتنا.
وإلى الله المشتكى.
اللهم احم بيتك المحرم وسلم حجاجه من ضيوفك وسهل لهم أداء المناسك ورد عنهم إفساد المفسدين وردهم إلى أهليهم سالمين مأجورين وارزقنا الحج كما رزقتهم.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 08:41 ص]ـ
يارب ياكريم ارزقنا الشهادة في سبيلك ودفاعا عن دينك يارب يارب
نسأل الله إحدى الحسنيين، هو ولي ذلك.
تقبل الله دعواتك، أستاذنا محمدا.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 09:23 ص]ـ
الأستاذ القدير مهاجر
يبقى لحضورك ألقه الخاص، لما يحمله من ضخامة المعلومات ودقتها، وقراءة ما بين السطور، والتحليل المنطقي البعيد النظر، ولما تتميز به مشاركاتك عامة من الحدب على الأمة، وتحذيرها من الأخطار المحدقة بها، وبيان أحوالها الخافية على كثير من أبنائها مع الأسف، فجزاك الله خير الجزاء، ونصر بك الإسلام والمسلمين.
ـ[معالي]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 09:25 ص]ـ
الغالية مجرد أمنية
ممتنة لحضورك هنا، وسعيدة به كثيرا، وأرجو الله أن يخيب ظنوننا الخائفة، وأن يديم علينا الأمن والأمان، وأن يرزق جميع ديار المسلمين هذه النعمة العظيمة والأمة في عز وتمكين ونصر مبين.
ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[07 - 11 - 2009, 10:01 ص]ـ
حفظ الله الوطن و رجاله!
¥