{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}. فالمؤمن على الدوام بحاجة إلى الهداية وبحاجة إلى التسديد لما يعرض له من الأمور ولما يجد له من الأحوال، فهو بحاجة إلى الهداية المجملة وبحاجة إلى الهداية المفصلة .. فتوكلي على الله واستعيني بربك واسأليه التوفيق والسداد: (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي، اللهم اهدني وسددني) (رب أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر الهدى إليَّ، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكَّارةً لك رهَّابةً لك مطواعةً إليك مخبتةً أواهةً منيبةً، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد لساني، واسلُلْ سخيمة قلبي).
واجعلي من دعائك دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأخلاق وسيئ الأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
والخطوة الثانية هي:
تنظيم أوقاتك، فبتنظيم الوقت تحصلين ما تريدين، فاجعلي لكل شيء حظًّا ونصيباً، وبعبارة أخرى: اجعلي لكل شيء حقه ولكي تحصلي ذلك عليك بتنظيم وقتك، وخير ما تقومين به هو أن تنطلقي من أوقات الصلوات؛ فبعد الفجر لك نظامك وبعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء لك كذلك نظامك الذي قد أعدته مسبقاً، وبهذا تستطيعين أن تجعلي للإعانة في البيت وإعانة والديك الكريمة حظاً ونصيباً وكذلك العناية بأخيك، وكذلك تحصيل دراستك وكذلك إجمام نفسك وراحتها، بل وممارسة رياضة لطيفة كرياضة المشي مثلاً في بعض أوقاتك التي تجدين فيها فسحة وترويحاً عن نفسك، بل وكذلك علاقاتك الاجتماعية بأخواتك في الله، بل وربما انتقلت إلى أمر آخر وهو أن تحفظي شيئاً من كتاب الله عز وجل ولو كان بمقدار سطرين أو ثلاثة فإن هذا لا يستغرق منك مقدار نصف ساعة كل يوم وتكونين بذلك قد حصلت تلاوة وعبادة وحفظاً وتعلماً ونورت قلبك بأعظم الكلام الذي فيه كل الهدى الذي يهتدي به المؤمن في دينه ودنياه.
فينبغي إذن أن يحصل لك تنظيم لأوقاتك، وبهذا تستطيعين أن تحصلي كل ما تريدين، وبهذا الأسلوب تستطيعين أن تعرفي أن مقدار ساعة مثلاً أو ساعتين لأخيك في أموره الدراسية قد تكفي، بحيث لا تبالغين في وقت تدريسه على حساب القيام بشؤون أخرى هي أجل وأعظم كالعناية بوالدتك مثلاً .. نعم تدريسه مهم وهو بحاجة إلى من يعينه ولكن أيضاً لابد من تعويده على قدر من الجد والاجتهاد حتى لا يحصل اتكال كامل عليك، خاصة في أداء واجباته وحل التمارين، فاجعليه يستعد لذلك ويقوم به بنفسه ثم تكونين أنت المصوبة له ثم بعد ذلك تشرحين له ما أشكل عليه، وكذلك الشأن في دراستك، فإنك تبدئين بمراجعة ما حصلته في يومك التعليمي ثم بتقييد الأمور التي تحتاج إلى استحضار وحفظ بحيث تفردينها في كتاب خاص وتفردين دفتراً للمسائل المُشْكلة عليك وتحاولين أن تعدي الدرس ليوم غد - بإذن الله عز وجل – هذا عدا حاجتك إلى مجالسة والدتك المجالسة التي تكون بين البنت وأمها والسؤال عن حالها ومداعبتها وملاطفتها وإشعارها بأنك تبذلين كل هذا الجهد عن طيب خاطر، فإن هذا له دوره العظيم في راحة نفسها وطمأنينة قلبها، وبهذا تجمعين كل الخير - بإذن الله عز وجل – بهذين الأصلين العظيمين.
أما الأصل الأول فاجعليه دأبك في شؤونك، واجعليه عادتك في كل ما يعرض لك، فلا انفكاك لك عن الاعتماد على الله جل وعلا، وأما تنظيم الوقت فهو يجعلك تربحين ليس فقط أعمالك وأشغالك بل وتربحين عمرك، لأن هذا الوقت هو عمرك في الحقيقة، فما العمر إلا مجموع من الأيام والليالي ومجموع من هذه الساعات التي تنقضي شيئاً فشيئاً:
تَفُتُّ فُؤَادَكَ الأَيَّامُ فَتَّا ... وَتَنْحِتُ جِسْمَكَ السَّاعَاتُ نَحْتَا
وَتَدْعُوكَ الْمَنُون دعاءَ صِدقٍ ... أَلاَ يَا صَاح أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا
ومما يعينك على هذا الأمر أيضاً ألا ترهقي نفسك بتجميع المشاغل على نفسك، فما استطعت أن تؤخريه من المشاغل إلى وقته فهذا هو المطلوب حتى لا تزدحم الأمور عليك فلا تعرفين بعد ذلك من أين تبدئين ومن أين تنتهين، ولكن ما استطعت أن تتخلصي منه من الأمور المشغلة فتخلصي منه، وابدئي بالأهم فالأهم، فما يفوت وقته يقدم على ما لا يفوت وما يمكن أن يؤخر لا يقدم على ما يمكن أن يقدم، فاعرفي ذلك واحرصي عليه فإن هذه أمور نظرية لا فائدة تجنى من وراءها إلا إذا طبقت وأخذت بها عملاً.
منقول .... بتصرف
ـ[التهنفل]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 09:04 م]ـ
جميل هو التفاؤل و النجاح
اثابك الله يااخيتي
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[09 - 11 - 2009, 09:13 م]ـ
جميل هو التفاؤل و النجاح
اثابك الله يااخيتي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... التهنفل
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة .... وأسأل الله أن
يجعل حياتك كلها تفاؤل وأمل ونجاح وتوفيق .... اللهم آمين
وأهلا وسهلا بك في منتدى الفصيح المبارك .... نزلتِ أهلا وحللتِ سهلا ....
وسننتظر بالتأكيد مشاركاتك الجميلة .... فلا تحرمينا منها.
¥