(2) التوجيه النبوي التربوي إلى أن في حياة الإنسان المسلم بعض المناسبات التي عليه أن يتفاعل معها تفاعلاً إيجابياً يمكن تحقيقه بتُغيير نمط حياته، وكسر روتينها المعتاد بما صلُح من القول والعمل، ومن هذه المناسبات السنوية هذه الأيام المُباركات التي تتنوع فيها أنماط العبادة لتشمل مختلف الجوانب والأبعاد الإنسانية.
(3) استمرارية تواصل الإنسان المسلم طيلة حياته مع خالقه العظيم من خلال أنواع العبادة المختلفة لتحقيق معناها الحق من خلال الطاعة الصادقة، والامتثال الخالص. وفي هذا تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من المهد إلى اللحد، وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين: " فالعبادة بمعناها النفسي التربوي في التربية الإسلامية فترة رجوعٍ سريعةٍ من حينٍ لآخر إلى المصدر الروحي ليظل الفرد الإنساني على صلةٍ دائمةٍ بخالقه، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسيته صفاءً وسلامةً " (عبد الحميد الهاشمي، 1405هـ، ص 466).
(4) شمولية العمل الصالح المتقرب به إلى الله عز وجل لكل ما يُقصد به وجه الله تعالى وابتغاء مرضاته، سواءً أكان ذلك قولاً أم فعلاً، وهو ما يُشير إليه قوله صلى الله عليه وسلم " العمل الصالح "؛ ففي التعريف بأل الجنسية عموميةٌ وعدم تخصيص؛ وفي هذا تربيةٌ على الإكثار من الأعمال الصالحة، كما أن فيه بُعداً تربوياً لا ينبغي إغفاله يتمثل في أن تعدد العبادات وتنوعها يُغذي جميع جوانب النمو الرئيسة (الجسمية والروحية والعقلية) وما يتبعها من جوانب أُخرى عند الإنسان المسلم.
(5) حرص التربية الإسلامية على فتح باب التنافس في الطاعات حتى يُقبِل كل إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير كالعبادات المفروضة، والطاعات المطلوبة من حجٍ وعمرةٍ، وصلاةٍ وصيامٍ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ ... الخ. وفي ذلك توجيهٌ تربويُ لإطلاق استعدادات الفرد وطاقاته لبلوغ غاية ما يصبو إليه من الفوائد والمنافع والغايات الأُخروية المُتمثلة في الفوز بالجنة، والنجاة من النار.
(6) تكريم الإسلام وتعظيمه لأحد أركان الإسلام العظيمة وهو الحج كنسكٍ عظيمٍ ذي مضامين تربوية عديدة تبرزُ في تجرد الفرد المسلم من أهوائه ودوافعه المادية، وتخلصه من المظاهر الدنيوية، وإشباعه للجانب الروحي الذي يتطلب تهيئةً عامةً، وإعدادًا خاصاً تنهض به الأعمال الصالحات التي أشاد بها المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحاديث مختلفة، لما فيها من حُسن التمهيد لاستقبال أعمال الحج، والدافع القوي لأدائها بشكلٍ يتلاءم ومنزلة الحج التي -لا شك –أنها منزلةٌ ساميةٌ عظيمة القدر.
(7) تربية الإنسان المسلم على أهمية إحياء مختلف السُنن والشعائر الدينية المختلفة طيلة حياته؛ لاسيما وأن باب العمل الصالح مفتوحٌ لا يُغلق منذ أن يولد الإنسان وحتى يموت انطلاقاً من توجيهات النبوة التي حثت على ذلك ودعت إليه.
وليس هذا فحسب؛ فهذه الأيام العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس والمضامين التربوية، التي علينا جميعاً أن نُفيد منها في كل جزئيةٍ من جزئيات حياتنا، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها، والله نسأل التوفيق والسدّاد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.
منقول
ـ[رحمة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة على الإفادة الجميلة
و بارك لكِ هذا النقل الجميل و المفيد
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً أختي الكريمة على الإفادة الجميلة
و بارك لكِ هذا النقل الجميل و المفيد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... ما رأيك أن ننفذ ما فيه وأوله الصيام .... ؟؟
ـ[رحمة]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:58 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة ... الرحمة
جزاك الله خيرا .... على مرورك الطيب على هذه النافذة ... ما رأيك أن ننفذ ما فيه وأوله الصيام .... ؟؟
طبعاً أختي إن شاء الله أدعو الله أن يمكنا من صيام الأيام كلها و يتقبل منا جميعاً صالح الأعمال بإذن الله
بارك الله فيكِ و وفقك للخير دائماً
ـ[إماراتية]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:49 ص]ـ
أنا بالنسبة لي تديني طول العام لا يتغير كما هو
أعتقد أنني على الصواب
ـ[فصيحة حدي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 03:59 ص]ـ
بارك الله بك أختنا زهرة ..
ماأحوجنا لهذا التذكير، وشحذ الهمم.
أعان الله الجميع.
ـ[دخون]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:10 م]ـ
تذكير راائع
وجزاءك ِ خير الجزاء عنه
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 01:12 م]ـ
أنا بالنسبة لي تديني طول العام لا يتغير كما هو
أعتقد أنني على الصواب
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
أختي الحبيبة .... إماراتية
إيمان العبد يزيد وينقص .... وما أحوجنا في تنويع العبادات التي نؤديها ... عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسالوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم] رواه الحاكم وهو في الصحيحة وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
وتعتري قلب المؤمن في بعض الأحيان سحابة من سحب المعصية، فيظلم وهذه الصورة صورها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ علته سحابة فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء] رواه أبو نعيم في الحلية وهو في الصحيحة.
أختي الغالية .... إماراتية
الروتين الحياتي الذي نمارسه أصبح يرافقنا حتى عند تأدية صلواتنا ... فأصبحنا نصلي الصلاة من أجل أن نؤديها فقط دون أن نشعر بلذتها ... حركات فقط ... ولقد أختفت تلك اللذة التي ينبغي أن تصاحب قلوبنا ...
تنويع ما نفعل من عبادات يشعرنا بلذة الحياة .... ودمتِ موفقة
أختي العزيزة إماراتية
ما رأيك ... هل ستغيرين!!
¥