تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنه لا يكاد يجتمع جماعة من أهل الخير والغيرة حتى ينقسموا إلى فريقين: فريق متفائل يتحدث عن انتشار الحجاب وكثرة رواد المساجد، وفريق متشائم يتحدث عن أمور سلبية كثيرة، وينفضُّ القوم على انقسام كما بدأوا، والحقيقة أن كلاً منهم على صواب، وما ذلك إلا لأن كل فريق يتحدث عن جانب من الواقع وعن الأشياء التي رآها، وإن من طبائع التكوين الحضاري أنه يسمح بتساوق التقدم في بعض المجالات والتخلف في مجالات أخرى، لكن علينا دائماً أن نبحث عن شيء عملي يحول بيننا وبين القاعدين المتفرجين؛ إن التشاؤم ليس من الأمور المستحبة، لأنه يجعل صاحبه يشعر بالمرارة، ويدفعه في اتجاه الاستسلام للمشكلات، والإكثار من الشكوى دون الحصول على أي شيء، أما التفاؤل فإنه قد كان من دأب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتدل أحاديث كثيرة على أنه صلى الله عليه وسلم ـ كان يغتنم كل مؤشر يتيح شيئاً من التفاؤل حتى يشرحه لأصحابه، (وأنا في أثره وعلى هديه، تفديه نفسي)، إن أعظم ما في التفاؤل أنه يشير دائماً إلى وجود فرصة لعمل شيء أفضل وأجود، وإذا تأملنا في أحوال المتفائلين، فإننا نجد أنهم ينقسمون أيضاً إلى فريقين: فريق يتحدث عن التفاؤل، ويطرب لسماع كل ما يشير إليه، وفريق يصنع التفاؤل، أي يسهم في تقدم الحياة العامة وازدهار معاني النبل والفضيلة، وكما أننا نجد في صناعة الأشياء من يصنع الإبر والكؤوس والأقلام ... ويصنع السفن والطائرات كذلك تجد الأبطال العظام الذين يبثون روح التفاؤل في جيل بأكمله، وتجد من يساعد ولده على أن يكون متفائلاً, ونحن اليوم في حاجة إلى الرواد الكبار الذين يجعلون من الإنجازات الملموسة منابع ثَرَّة للشعور بأننا في خير وإلى خير، كما أننا في حاجة أيضاً إلى من ينشر روح التفاؤل من خلال أصغر الأعمال الإيجابية، حيث لا يأتي بالأمل إلا العمل، أما المتفرجون على ما يرون والذين يفرحون بانتصارات لم يخوضوا معاركها، فإن عليهم أن يعيدوا حساباتهم، لعلهم يعثرون على وسيلة تنقلهم من دائرة البطالة إلى دائرة الفعل.

محبكم د. عبد الكريم بكار

في 18/ 11 / 1430

ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ظ€ ط¯.ط¹ط¨ط¯ ط§ظ„ظƒط±ظٹظ… ط¨ظƒط§ط± ( http://www.drbakkar.com)


• مقال رائع جداً:
منظراً يضطرك أن تتألم، منظر غاب عن ناظر الرجل كثيراً ولابد من المطالبة باستعادته!!
* أمٌ تمشط شعر ابنتها وتضع البكلة في شعرها تمرر عليه يدها المبتلة وتلويه وتلويه حتى يلتف ويلتف ثم تضع على الغرة البنسة الصغيرة وتهدد بالسبابة إياك أن تسقط غرتك على عينك.
* المرأة التي تطبخ وتردد أناشيد الإذاعة تبتسم لوحدها وتفكر في أمور كثيرة كثيرة تتذوق الحساء بالملعقة تلسعها الحرارة وتظل تتذوق رغم البخار تغسل يديها وتمسحها بملابسها وتخرج لتأخذ حماماً سريعاً ورشة عطر خاطفة وتبقى في انتظار زوجها كل شيء وضعته على السفرة، الخبز والملاعق والسلطة والشطة الحارة.
* تغسل الملابس تدعكها ثم تعصرها بقوة فتتحرك مع العصر كل يديها وكتفيها فلا تحتاج لعمليات شفط ولا شد تمسك بيديها ملابس زوجها، تشعر بأنها تحمل في داخلها رائحة عرقه وكده وتعبه، تشمها بحب فتحتضنها ثم وبعد تردد تغمسها في رغوة الصابون.
* تقرأ أمام المدفأة وتغزل وتحيك وينقض غزلها طفل رضيع تنتفض وهي تهرول نحو بكاءه المزعج (أواع أواع أواع) تحمله بحنان وتقبله بشغف وتلتهم خدوده وتحتضنه كله حتى أقدامه الصغيرة تلصقها بخديها، تغير له ملابسه بكل لطف وتفتح أصابعه الصغيرة لتزيل ما علق فيها من خيوط سود وتمرر نظرات السعادة على كل جزء في جسده، تتلذذ بتمسكه في خصلات شعرها.
* تصحو الصبح بخفة تجهز الأولاد للمدرسة وتضع مسحة من الجبن في منتصف خبزة طويلة وتغلقها ثم تعود فتفتحها لتتأكد من أنها أحاطت بكل الجوانب فتزيد من كمية الجبن والبيض المقلي ثم تضع في حقيبة الفطور كل شيء تستطيع وضعه عصير حليب كعكة شطيرة بسكويت فاكهة، بل تتمنى لو وضعت كل محتويات المطبخ كي لا يجوع كي لا يحتاج كي يزداد نشاطاً وحيوية.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير