ثم انتقلت المعركة إلى الخرطوم، مع استغلال غير محترم من القيادة السياسية في كلا البلدين للمباراة لتجييش الجماهير بعيدا عن أزمات المسلمين الحقيقية في البلدين، وجاءت العناوين تثير الاهتمام والضحك في نفس الوقت: فتح جسر جوي لنقل 10000 مجاهد! إلى أرض المعركة في استاد المريخ بأسعار مخفضة وتأشيرة مجانية، وفتح جسر جوي آخر من بلاد العدو، فضلا عن 2000 مجاهد عبروا برا إلى السودان وأظنهم أكثر من ذلك، وإنما هذه هي التصريحات الرسمية من السلطات السودانية، ولا أدري هل تم عمل إنزال جوي من طائرات الهليكوبتر إلى أرض المعركة لتحرير بطاقة التأهل إلى المونديال من يد العدو أو لا؟!، فضلا عن التسليح الخفيف بالسكاكين والعصي.
فرصة ذهبية، كما ذكر أحد الفضلاء في موقع مفكرة الإسلام لتصدير أزمات البلدين إلى استاد نادي المريخ ليتلهى المسلمون بعيدا عن ضوضاء السياسة والاقتصاد ...... إلخ، فهي من جنس الصراعات الوهمية التي ابتكرتها إيران بعد الانتخابات الأخيرة وما صاحبها من تصدع في الجبهة الداخلية فتم افتعال معركة وهمية قبل موسم الحج لرأب الصدع، وكذلك فعلت مصر والجزائر، افتعلتا معركة استاد نادي المريخ، واستبيحت دماء في الأشهر الحرم، وإن لم يقع قتلى، والله أعلم، وتشاحنت أمتان مسلمتان من أجل كرة مملوءة بالهواء!، ولا أدري كم مجاهدا عبر من كلا البلدين، ومصر خصوصا باعتبارها دولة الجوار، كم مجاهدا عبر منهما إلى غزة لنصرة إخواننا في الملة أثناء الحرب الأخيرة؟!.
هذه معاركنا، وهذا طموحنا، وهذه هممنا، التي اضطرت الدكتور القرضاوي والشيخ عباس مدني إلى الظهور على الشاشات تهدئة للجماهير، فذهبت كلمات أهل الفضل هباء، إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة!.
وفي الستينيات كما يقول لي أحد القضلاء: كانت القومية جامعة بعد رحيل المستعمر، فاستبدل المسلمون الرابطة القومية بالجامعة الإسلامية، حتى حدثت فضيحة 67 فكفر الناس بالقومية، وضاقت الدائرة فاصبحت وطنية فكل قد انكفأ على نفسه، ثم ضاقت فلا جامعة الآن، وقد نحيت الجامعة الإسلامية، والبشر قد جبلوا على التحزب والتعصب فلا بد من معقد ولاء وبراء إذ لا ينفك إنسان عن حب وبغض، ومع غياب التصور الصحيح أصبحت الرابطة كروية!، وعندنا في مصر تصبح أحيانا أهلاوية وزملكاوية فهي أضيق حتى من رابطة المنتخب، وليس هذا حالنا بل هو حال المسلمين في سائر الدول الإسلامية المتقدمة كرويا كمصر ودول الشمال الإفريقي!، وجل الأحقاد المتبادلة بين دول هذا الجناح: أحقاد كروية من ثمانينيات القرن الماضي، فلا نوجد مناسبة تقريبا بلا مشاحنات على غرار حرب داحس والغبراء وكأن الزمان قد استدار ورجع المسلمون إلى جاهليتهم الأولى.
فضلا عن دخول الجارة: السودان طرفا في المعركة، فلك أن تتخيل مباراة استخفت ثلاث دول إسلامية من هذا الوزن فأقحمتها في هذه الأزمة، وكل يلقي المسئولية على الآخر ولن يعترف أحد بخطئه، والله أعلم، فإن الكبر مانع قائم بالكل.
والسؤال الآن ولا زالت الاشتباكات مستمرة حتى الآن أمام السفارة الجزائرية في مصر، واستدعاء السفراء ............. إلخ من الإجراءات الاحتجاجية مستمر.
من يعيد إلى المسلمين في كلا البلدين صوابهم، وهل يمكن لهذا الصدع أن يلتئم بعد كل ما حدث، وماذا لو جمعت تظاهرة رياضية جماهير البلدين مرة أخرى هل سينسى المصريون ثأرهم!، وماذا استفاد الفائز وماذا خسر المهزوم، وماذا جنينا سوى سخرية وتحريش الصحف الإسرائيلية كصحيفة معاريف التي تولت كبر ذلك، وإن لم تكن هي المسئول المباشر عن هذه الفضيحة، وإنما صنعناها بأيدينا وأحسنوا هم استغلالها، ولا يلاموا فهم أعداء يتحينون الفرص.
اللهم ألهم المسلمين بعض العقل فقد ضحكت من جهلهم الأمم.
وإلى الله المشتكى.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 08:53 ص]ـ
علاقات الشعوب الإسلامية والعربية أكبر من أن تسوق في ميزان رياضي لا طعم له ولا رائحة.
هذا الموضوع لا يناسب الفصيح من كل وجه، وفيه ما فيه من أسباب الفرقة.
عذرا أخي محمد على الإغلاق