مضت السنوات مسرعة و كبر الطفل و كبر حلمه كانت اول انطلاقة له في هذا العالم وهي تطبيق فكرته و هي احياء المجوهرات التقليدية التونسية التي فقدت في ذالك الوقت ليحلق في خياله و يمضي نحو عزيمة تملكه
بدأ يرسم كل فكرة تصميم تخطر بباله و ينظر الي افكاره فلا يري انها رسم علي ورق انها يري فيها حلمه وهدفه
لم تخلو حياته المهنية من الاتهامات و الانتقادات المصممين و التجار حيث اوحوا اليه بان نجاحه مستحيل و كان يقاوم تلك الفكرة و يرفضها نهائيا و يعرف ان نجاحه الحقيقي يكمن في ايمانه بقدراته علي النجاح
اوقف و تحدي كل تفكير سلبي و كل تأكيد لبؤسه انكر الملموس و اكد النجاح استطاع ان يصنع ذاته عند اول فكرة حلقت في خياله الي هدف يراه بعينيه يخطو اليه يوما بعد يوم و استمر في التدريب علي التصميم حتي اتقن مهنته
و مع ذالك قهر بكل قوة و عزيمة و اصرار علي النجاح مشاعر اليأس و الظروف الصعبة التي عاش بها
لنقف قليلا قبل ان نتابع سرد القصة لكم سؤال لكل متابع معي و قارئ و من احس بهذه القصة و كلماتها التي تنطق عن تجربة و معاناة و تتحدث عن طموح و عزيمة و رغبة لذالك كانت صادقة
من اين بدأ هذا الطفل رحلته مع صناعة ذاته و النجاح في حياته؟
بدأ بفكرة خيالية دارت في عقله الصغير و الاغرب من هذا كله ان نجاحه الكبير لم يكن الا من ميزة احس بها في نفسه تلك الميزة كانت كفيلة بان يقدم علي المغامرة بروح مرحة و ان تعطيه نتيجة و عقيدة بان بعد كل كبوة هناك امل جديد في مستقبل افضل لو نظر هذا الطفل علي انه فاشل امكانياته ضعيفة و اقتنع بكلام من هم حوله لتحطت حياته و لكنه نظر الي نفسه من الزاوية المشرقة انه انسان لديه ميزات خاصة يمكنه بقدرة تفكيره المبدع ان يكون الافضل و يتحدي كل مصمم و ينافس اكبر المصممين
دعوني اسئلكم سؤال او بالاحري كل منا يسأل نفسه و خصوصا الناس الذي يفترضون انهم فاشلين امكانياتهم ضعيفة
ماهي مميزاتي؟ و هل نستطيع ان نكون الافضل؟ هل نظر احدنا يوما الي المرٍِِآة؟
بالتأكيد اخر مرة نظرتم فيها الي المرآة كانت اليوم صباحا ستقولون انكم وجدتم انفسكم اعلم هذا و لكن انا اقصد ماذا وجدتم فيها؟ ماذا رأيتم في انفسكم من ميزات؟
وبينما انتم مستغرقون في لذة كلامي معتبرين بحكمة احكامي سأكمل البقية
و بدأ هذا الشاب بالانتاج و تحويل افكاره الي واقع ملموس و حقق اول حلمه و بداية شهرته من تصميم طقم يحمل شعاره الذي اختار له اسم (الخيالي) و اعجب تجار السوق بهذه الموهبة الواعدة و منذ ذالك الوقت اثبت تفوقه و بدأ تكاثر الطلبات علي هذا التصميم الذي اثار ضجة كبيرة في السوق و حقق النجاح المرجو ليعد او ل تصميم حقيقي له و عمل هذا الشاب علي انتاج هذا التصميم و احسن صاحب المحل معاملته و اكرمه علي هذه الفكرة الناجحة و التصميم الرائع و ظل علي هذا الحال عشرين سنة من العمل المتواصل و الانتاج
اسمحولي لنقف هنا قليلا لاطلعكم علي سر ميزة رائعة اكتشفتها فيكم اريدكم ان تكتشفوها انتم ايضا في انفسكم ستسألون باستغراب و تعجب كيف عرفتي اننا نمتلك ميزة؟ ستقولون ايضا بعد هذه التساؤلات كلام ليس صحيح اذهبي و اعملي علي القائها في مكان اخر؟
اجيبكم فما دمتم تسألون عن ميزاتكم و تريدون معرفتها و مادمتم متابعين معي القصة فان ذالك يدل علي حياة قلوبكم و خير في نفوسكم و شعور الامل بعد ان كان بريقه في يوم من الايام قد غاب انتم تمتلكون ارادة صدقوني انكم تمتلكون ارادة غير طبيعية لقد عرفتم الان ميزاتكم والسؤال الاهم هو
ماذا نستطيع ان نفعل بميزاتنا؟
نستطيع عمل الكثير و نكون اكثر من عاديين في خدماتنا للناس و للمجتمع
و استمر الشاب بالعمل حتي خطرت بباله ان يشارك في اختبار السنوي في مركز الصناعات التقليدية و اجتهد حتي حصل علي شهادة امتياز في هذه المهنة و لم يكتفي فقط بهذه الشهادة انما استطاع في تلك السنة ان يكون صاحب محل صغير و ركز علي هدف واحد وهو تحقيق النجاح المنشود لتصاميمه و بدأت احواله تستقر و بدأ في التطوير و انتاج و الابداع في تصميمه الذي يحمل اسم (الخيالي) و تحويل افكاره الي تصاميم مدهشة و بدأ يحتل مكانا لا بأس به في السوق و نمت مبيعات تصاميمه بشكل ملحوظ منذ العام الاول انما لم يكتفي بهذا فأستطاع ان يملك محلا اكبر بكثير بأحدث
¥