[تسونامي البحر الميت!]
ـ[كرم مبارك]ــــــــ[21 - 05 - 2007, 09:43 م]ـ
[] "تسونامي محمد بن راشد آل مكتوم "
في لحظة من لحظات التاريخ تمر على الأمم والشعوب رجال عظماء أفذاذ
من أبنائها ..
تكون لهم يد السبق في مبادرات لا تخطر على بال من يعاصرونهم بل وينظرون إلى البعيد ويترقبون ما لا تراه أعين من حولهم
كنا صغاراً ولم نكن ندرك معنى أن يفتح الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله تعالى مراكز لتحفيظ القرآن ويصرف لك مبلغ مالي شهري بمجرد تسجيلك وحضورك ناهيك عن تفوقك!!
الناس في كل مكان تدفع دم قلبها لتتعلم وأنت يدفع لك مقابل أن تتعلم وتترقى ..
يالها من معادلة صعبة ليس لها إلا رجال أفذاذ في حجم الشيخ زايد رحمه يعرفون حلها وفك رموزها ...
وصدق الشاعر حين قال:
وباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم وما غرموا غُرماً وقد غنموا غنما
عرف العرب منذ أن وعوا؛ حاتم الطائي .. الذي عرف بالكرم العربي الأصيل
وأصبح حاتم الطائي ذلك الرمز الذي لم يزحزحه رمز آخر على طول الدهور والقرون ...
هذا وحاتمنا هذا لم يخرج عن مألوف العرب الذي عرفوا بالكرم والجود ..
بل كان الكرم سمة ملتصقة بالعربي أينما حل وارتحل غنياً كان أو فقيراً
وجيهاً كان أو ضعيفا
وكان " الجود بالموجود " هي وأمثالها الصيغ المتداولة والتي كان الناس يعتزون بها
ومع توالي الدهور والقرون تغير العرب
وتغيرت مفاهيم كثيرة ..
تشتت العرب
وانتشرت الأقاليم
وكل عربي أصبح يبكي على ليلاه
بل أصبحت الأقاليم دولاً
وكل دولة بما لديهم فرحون!
لم يعد الكرم مصدر فخر واعتزاز
ولم تعد الشجاعة والشهامة من الصفات الحميدة
بل ظهرت مصطلحات جديدة مع الجيل العربي الجديد
مثل: الشردة (أي الهروب) نصف المرجلة (الرجولة)
وأحفظ القرش الأبيض لليوم الأسود ..
وهي من الصيغ والمصطلحات الانهزامية والتي راجت مع وضعنا الانهزامي البائس
ولكن .. لابد في نهاية كل نفق من بصيص نور ..
ونورنا اليوم ليس نوراً عادياً بل هو "تسونامي" الأنوار بلغة العصر
ففي ذلك البحر المعروف " بالميت " وعلى ضفافه .. انطلقت أضخم مبادرة عربية " حية " تحي القلوب والعقول وتنير الطريق لشباب هذه الأمة ..
مبادرة عظيمة بحجم عظمة من أطلقها .. ودعوني أطلق عليها "تسونامي" البحر الميت ..
أو " تسونامي " محمد بن راشد آل مكتوم ...
إنها المبادرة الأضخم في الاستثمار في العقول العربية وبمبلغ ضخم يقدر بـ 10 مليار دولار أمريكي (37 مليار درهم إماراتي)
هذا ما قاله سموه في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت بالأردن حيث قال:
«يسعدني أن أعلن عن مبادرة شخصية تستهدف الإسهام في بناء مجتمع المعرفة في منطقتنا،
وذلك بتقديم الدعم للعقول والقدرات الشابة والتركيز على العطاء في البحث العلمي والتعليم والاستثمار في البنية التحتية للمعرفة
والسعي لتوفير فرص متساوية لأبناء المنطقة في التقدم والحياة الكريمة» أهـ
لم تقصر المبادرة في حدود دولة الإمارات فقط
بل شملت الوطن العربي بأسره ..
فهي مبادرة لتفجير طاقات الشباب العربي وتسليحه بالعلم والمعرفة لمواكبة التطور العلمي العالمي ومواجهة التحديات الثقافية القادمة ..
وتهيئة الفرص لهم للبحث والاختراع والمعرفة
وتوفير البعثات الدراسية إلى أعرق الجامعات في العالم لتعلم أدق العلوم وأنفعها
وإنشاء المراكز العلمية المتخصصة
وإلغاء مظاهر البطالة والجهل والأمية
و ردم الفجوة العلمية والمعرفية والتكنولوجية بين العالم العربي والدول المتقدمة علمياً ..
الوطن العربي .. يزخر بالقدرات والكفاءات العلمية وطاقات بشرية هائلة وجاءت مثل هذه المبادرة لتهيئة الفرص لها ليبدعوا ويخترعوا ..
فبالعلم والبحث تتقدم الأمم والشعوب .. لا بالطبل والرقص وابتذال العقول ...
إن الفراغ والجهل والبطالة هي الثالوث الذي جثم على صدر هذه الأمة فخرب العقول والقلوب والدمغة
وأصبح الشباب حائراً بين من الفائز في ستار أكاديمي؟ ومن الأول في نجوم الخليج؟
وماذا سيلبس الممثل الفلاني؟ ومتى طلقت المطربة الفلانية؟ وأين سترقص الراقصة العلانية؟ ..
أصبحت التطلعات دونية والأفكار إبليسيه والشهوات حيوانية والمشاريع جهنمية
كل ذلك بفعل ذلك الثالوث الذي جثم على صدر هذه الأمة وأخذ حجمه يزداد كالسرطان يفتك به يوماً بعد يوم ..
ولا أحد يتحرك ليقضي على هذا الثالوث وينقذ الأمة من براثنه وسطوته
فكانت هذه المبادرة الحية من رجل عرف بنظره الثاقب وعمله الناجح المنظم
ويالها من مبادرة ومن الوزن الثقيل جداً
وهنا تساؤل يفرض نفسه وبكل قوة؟؟
ماذا لو وجد في الأمة عشرة فقط في وزن ونظرة وعمل الشيخ محمد بن راشد؟
هل سيبقى أحد جاهل؟
هل سيبقى أمي لا يعرف القراءة والكتابة؟
هل سيترك العلماء وأصحاب العقول الفذة دولهم ليهاجروا إلى الغرب؟؟
هل سيبقى عالم مسلم أو عربي يعطي عصارة جهده وعلمه لمختبرات الغرب ومصانعه؟؟
إنها تساؤلات ليست بالبريئة ولكنها في نفس الوقت أحلام بريئة
ويكفي أن الحقيقة الناصعة البياض ماثلة في أنه يوجد واحد في وزن آلاف
وأين حاتم الطائي وكرمه وجوده من كرم هذا الرجل وجوده خاصة أنه يعيش في زمن أصبح الكرم فيه عزيزاً
فتحية ملؤها الحب والتقدير العظيم لهذا القائد العربي الفذ الكريم
بقلم / الربيع الأول
¥