تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وعن اسمي الله "الرازق" و "الرزاق"]

ـ[مهاجر]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 06:55 ص]ـ

وهي لطيفة ذكرها لنا أحد الفضلاء:

فـ: "الرازق": اسم فاعل من "رزق"، كـ "منزل"، بتسكين النون وكسر ما بعدها، من "أنزل"، فالفعلان يدلان على الحدوث مرة واحدة، ولا يتأتى ذلك في:

اسم الله "الرازق" إلا إذا كان الرزق قد حدث مرة واحدة فقط، وهذا قد يتعارض، بادي الرأي، مع تكرار رزق الله، عز وجل، لعباده، فرزقه لهم متجدد باستمرار، فأكلة بعد أكلة، وشربة بعد شربة ............. إلخ، والجواب: أن هذا الاسم متعلق بالرزق "الإجمالي" الذي كتبه الله، عز وجل، لكل عبد من عباده في اللوح المحفوظ، فقد كتب فيه جملة واحدة، كتابة مبرمة لا تتغير، فهو "مجمل" في اللوح المحفوظ.

"مفصل" باعتبار تنزله بقدر تبعا للأسباب، وهذا معنى اسم الله: "الرزاق"، وهي صيغة مبالغة تدل على التكرار مرة بعد أخرى، وهذا التكرار منوط بأسبابه التي تتعدد، فيتعدد بتعددها، وينزل من الرزق "المجمل" في اللوح المحفوظ تبعا لما أخذ به المكلف من أسباب: الرزق "المفصل"، "المعلق"، الذي يقبل المحو والإثبات، والزيادة والنقصان، تبعا للأسباب أخذا وتركا، فمن لازم الاستغفار على سبيل المثال: زاد رزقه المكتوب في الصحف التي تحملها الملائكة، مصداقا لقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا)، ومن أعرض عنه نقص رزقه تبعا لإعراضه، وإن كان الرزق في اللوح المحفوظ قولا واحدا مبرما لا تعليق فيه.

وفي الحديث: (وإن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فهذا أخذ بأسباب النقص كما أخذ المستغفر بأسباب الزيادة.

تماما كـ "صلة الرحم"، فإن من وصلها زاد عمره المعلق في صحف الملائكة، كأن يكون ستين إذا قطعها، سبعين إذا وصلها، فيصلها فتمحى الستون وتثبت السبعون، مصداقا لقوله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، وإن كانت في اللوح المحفوظ سبعين قولا واحدا لا تعليق فيه.

ولا أخفيكم، حتى لا أكون ممن يقول ما لا يفعل، أنني من المقصرين، أيما تقصير، في صلة رحمي، وإلى الله المشتكى.

وضابط المسألة:

أن كل ما تعلق باللوح المحفوظ فهو مبرم لا تعليق فيه إذ لا يقبل التبديل.

وكل ما تعلق بالأسباب فهو معلق يقبل التبديل إذا أخذ الإنسان بأسبابه من دعاء أو صلة رحم أو استغفار .................. إلخ.

وصيغة المبالغة، كما تقدم، تدل على التكرار، ولذا كان: "نزل"، في قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا)، دالا على تعدد نزول القرآن منجما.

و "أنزل": في قوله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)، دالا على نزوله جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا ليلة القدر.

والله أعلى وأعلم.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[30 - 05 - 2007, 12:57 م]ـ

بارك الله فيك أخي

لا عدمناك

جعلها الله في ميزان حسناتك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير