[أمس: وضعوا أيديهم على رأس الجاني وقالوا بصوت واحد اعتقناك لوجه الله]
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 12:04 م]ـ
من بين 13 قضية أنهتها لجنة الطائف بنجاح
4 أشقاء يعفون عن قاتل والدهم في ساحة القصاص
عبدالرحمن الشمراني (الطائف)
أكثر من 30 قضية قتل نظرتها لجنة اصلاح ذات البين بمحافظة الطائف منذ تأسيسها قبل نحو ثلاث سنوات، انهت منها نحو 20% من تلك القضايا وتحقق العفو في 70% منها.
هذا ما أوضحه لـ «عكاظ» سكرتير اللجنة بالمحافظة احمد الزهراني مضيفا ان معظم القضايا كانت احتسابا لطلب الأجر والمثوبة، فتم العفو من قبل أولياء الدم دون ان يتلقوا اية مبالغ سواء عن طريق اللجنة او عبر اهل الجاني، مشيرا الى ان التنافس في العفو بات هاجسا عند الكثير من أهل دم القتيل.
10 قضايا جديدة
وبين الزهراني ان اللجنة تنظر حاليا عشر قضايا مطروحة على جدول الاعمال يتم التركيز فيها على القضية التي يكون موعد تنفيذ القصاص فيها قريبا. ففي البداية تعمل اللجنة على تأجيل القصاص واحيانا يتطلب الأمر التأجيل لفترة معينة، اما لبعد الورثة او للتشاور او الاستخارة او تغيير الموقف، حيث يتصلب بعض أولياء الدم في موقفهم، وهنا يكون عمل اللجنة المفصلي، فنبدأ بالتأثير تدريجيا على هؤلاء الاشخاص لافتا الى ان تأخير تنفيذ القصاص يعد مؤشرا جيدا، ففي حالة موافقة اولياء الدم على التأجيل ربما يدفعهم الى العفو فيما بعد وهذا ما حصل في 13 قضية استلمتها اللجنة.
لوجه الله
وعن أبرز المواقف التي حدثت في حالات العفو يقول الزهراني انها حدثت قبل عام تقريبا، عندما تفاجأ الجميع بوالدة المجني عليه تأتي من منطقة بعيدة، لتضع يدها على رأس الجاني بعد اعلان بيان القصاص وتقول أمام الملأ اعتقك لوجه الله، الأمر الذي قابله الحضور بالدموع والفرح.
العفو في ساحة القصاص
اما القضية الثانية فهي لأبناء القتيل غابش السفياني، حيث اشترطوا تأجيل قرارهم بالعفو الى ساحة القصاص، فقام محافظ الطائف فهد بن معمر وهو رئيس لجنة اصلاح ذات البين برفع برقية الى امارة المنطقة ووزارة الداخلية يفيد فيها بأن اللجنة وصلت الى طريق شبه مسدود، لكن هناك نية للتنازل في ساحة القصاص، فصدرت توجيهات سمو أمير منطقة مكة المكرمة بتمكين اللجنة من مقابلة أولياء الدم واتاحة الفرصة للتحدث معهم في اللحظات الاخيرة وهذا ما حدث فعلا، لكن أبناء القتيل أجلوا قرارهم الى ان يشاهدوا الجاني أمام السياف، وفي تلك اللحظة تقدم الاشقاء الأربعة ووضعوا أيديهم على رأس الجاني وقالوا بصوت واحد اعتقناك لوجه الله دون قيد أو شرط، سوى أن يقيم الجاني خارج الطائف.
ولفت الزهراني الى ان حالة احد الأبناء المادية صعبة للغاية، ومع ذلك لم يطلب ريالا واحدا وكان عفوه مع اخوته لوجه الله تعالى.
الموارد المالية
وحول الموارد المالية للجنة قال الزهراني انه ليس لها أي مورد وليس لها أي دعم مادي، فيما يعمل أعضاؤها احتسابا للأجر والمثوبة. اما عن توفير الأموال لمن يشترط التنازل بمقابل مادي فنحن نحتاج الى دعم رجال الاعمال والموسرين، والحمد لله فإن بلادنا تنعم بالكثير من فاعلي الخير، سواء من أصحاب السمو الملكي الأمراء أو رجال الأعمال وغيرهم، مشيرا في الوقت نفسه الى ان هناك قضايا معلقة بسبب المبالغ المالية الكبيرة وتعمل اللجنة على تخفيض المبلغ خصوصا اذاكان أهل الجاني لا يملكون شيئا أو لا يستطيعون دفع تلك المبالغ الكبيرة، فلا يجب ان ينظر للقضية على أنها تجارية.
خطط مستقبلية
وأشار الزهراني الى ان اللجنة لديها خطة مستقبلية لاستقطاب كوادر جديدة، حيث تم البدء بفتح حساب بنكي يستقبل الدعم المالي من رجال الأعمال لدعم اعمال اللجنة، كما أن هناك الكثير من الأفكار الجديدة لعمل اللجنة.
عكاظ
ـ[أبو طارق]ــــــــ[05 - 06 - 2007, 07:08 م]ـ
لحظة صعبة للغاية ليست على الجاني فقط بل وعلى أبناء المجني عليه , حيث يشاهدون قاتل والدهم أمامهم , ثم يطلقون كلمة العفو دون ضغط , بل يفعلون ذلك لوجه الله. آجرهم الله على فعلهم
وهي حياة جديدة للجاني يستأنف فيها حياته بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الموت , عسى أن يصلح حاله في حياته الجديدة.
دائمًا ما تتحفنا بالعجيب الممتع
بارك الله فيك أستاذنا
ـ[أبو سارة]ــــــــ[06 - 06 - 2007, 04:48 ص]ـ
حري بهذه اللجنة أن تظافر جهودها في مساعدة الأسر التي زج بمعيلها في السجون بسبب دين ونحوه، وتعتبر مساعدتها لهذه الحالات فرصة لهؤلاء المدينين بأن يستقيموا وينأوا بأنفسهم عما بدر منهم سابقا.
أما الشفاعة في حد من حدود الله كالقتل والزنا والسرقة ونحوها فهي جريمة في حد ذاتها، لأن الأصل فيها أنها: منع لتنفيذ حد من حدود الله!، وهذه الحدود يجب أن تطبق بحذافيرها وفق معايير الشرع ولا تقبل فيها الشفاعات على الإطلاق، لأن تنفيذ هذه الحدود فيه ردع وصيانة للمجتمعات من انتشار هذه الظاهرة المدمرة للمجتمعات.
القاتل يقتل مهما كانت المسوغات والأسباب، قال تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} البقرة179، قال المفسرون: لأن القاتل إذا علم أنه يقتل ارتدع فأحيا نفسه.
وخلاصة القول أن مثل هذه اللجان والهيئات يجب أن تمنع وتحاكم، لأنها جعلت من نفسها ندا لشرع الله سبحانه.
والله من وراء القصد