تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شارع المتنبي…في بغداد واجهة ثقافية تراثية]

ـ[نور صبري]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 01:20 م]ـ

[شارع المتنبي…في بغداد واجهة ثقافية تراثية]

يقع هذا الشارع في الجانب الشرقي من نهر دجله، وسط العاصمة بغداد، والمسمى بـ"جانب الرصافة"، حيث يتفرع من أقدم، وأشهر شوارع بغداد، شارع الرشيد، وينتهي بـ"سوق السراي" من جهة اليسار،

http://www.alzawraa.net/home/images/arts/011.jpg و"جديد حسن باشا" من جهة اليمين، ويبلغ طوله حوالي 250 متراً، وتتفرع من جانبيه عدة أفرع وأزقة، تشغلها مطابع ومحلات تجليد الكتب، وقد تمت تسميته بهذا الاسم من قبل أمانة العاصمة في ثلاثينيات القرن الماضي تيمناً بالشاعر الكوفي الذي ملأ الدنيا وشغلَ الناس قديماً وحديثاً: أبو الطيب المتنبي.

ويعتبر يوم الجمعة عيد الثقافة الأسبوعي العراقي غير المعلن، حيث يفد رواد الثقافة في بغداد والمحافظات القريبة منها وبأعداد كبيرة، إلى هذا الشارع، لاقتناء مايحتاجونه من كتب، للاطلاع على المعروض. وتجد الجديد كل أسبوع لأن بعض الباعة لايعرضون الجديد لديهم إلا يوم الجمعة، كما أنه المكان المناسب للقاء بعضهم البعض، حيث أصبح هذا اليوم، وفي هذا الشارع، هو اليوم التقليدي، وعلى غير موعد، الذي يلتقي فيه الأساتذة والكتاب والأدباء والصحفيين 0

http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/3/13/1_211832_1_6.jpg

أما بالنسبة للباعة فإنهم يفدون منذ الصباح الباكر، حاملين معهم ماتم جمعه خلال أسبوع، من كتب ومجلات، إضافة إلى ما يحتفظون به من خزين محفوظ داخل إحدى غرف السوق، التي يقومون باستئجارها كمخزن، حيث يقومون بعرضها بطريقة منظمة، وكل كتاب يحمل سعرا معينا، أو تجميعها على شكل أكداس وبسعر مقطوع، وعلى المشتري أن يبحث عن الكتاب الذي ينوي شرائه. وكلما اقترب الوقت من الظهيرة، وقبل موعد صلاة الجمعة والتي يحرص الكثيرون على ادائها في الجامع المجاور للسوق والمسمى جامع الحيدرخانة كلما انخفضت أسعار هذه الكتب، لأنه الموعد الذي يبدأ فيه الزبائن بمغادرة الشارع، لتأدية صلاة الجمعة، أو بالعودة إلى منازلهم، حيث يرغب الباعة بالتخلص مما لديهم من معروض أملاً في الحصول على مجاميع جديدة.

.

وفي السوق الجاور لشارع المتنبي هناك سوق آخر يسمى سوق السراي وهو مجاور لسراي الحكومة العراقية القديم وفيه عدد غير قليل من لمكتبات القديمة التي انشات قبل مايزيد على الثمانين عام

http://www.sotakhr.com/typo3temp/pics/08efc62950.jpg

وتضم هذه المكتبات كتبا قيمة في جميع الاختصاصات واللغات، ومنها مايعود تأريخها إلى عام 1800، وكذلك مخطوطات نادرة، وهي الملاذ الذي يلجأ اليه الباحثون، وطلبة الدراسات العليا. وقد كان من روادها أساطين الثقافة العربية، وكانت تعقد فيها اللقاءات الثقافية، كما أن أصحابها يرشدونك إلى أي كتاب أو مصدر قد يساعدك في إنجاز بحثك.

وعند نهاية شارع المتنبي المقابل لسوق السراي، تقع أشهر المقاهي في بغداد اليوم والتي باتت الملتقى الأسبوعي للطبقة العالية من رواد شارع المتنبي. وهذه المقهى هي "مقهى الشابندر". تأسست هذه المقهى عام 1917، وسميت بالشابندر نسبة إلى أصحاب المبنى الذي تقع فيه هذه المقهى وهم ورثة "محمد سعيد الشابندر" من أعيان بغداد. وعند تأسيسها، وبسبب قربها من خمس وزارات وبضمنها وزارة العدل، حيث تتواجد بعض دوائرها، فإن معظم روادها كانوا من رجال القانون من الحكام والمحامين، وكذلك أصحاب الدعاوى الذين يراجعون المحاكم

. وكانت خلال فترة الخمسينات تقام فيها حفلات المقام العراق، التي كان يحييها أحد أبرز قراء المقام وهو "رشيد القندرجي". وغالباً ماكان ريع هذه الحفلات لصالح المؤسسات الخيرية

http://www.iraqmemory.org/iNP/Upload/181850_thakira_makan3.jpg اضافة إلى ذلك يكاد يكون شارع المتنبي بيئة متكاملة لعملية إعداد الكتاب، وطبعه وتجليده ومن ثم بيعه. وتنتشر فيه وفي الأزقه المتفرعة المطابع ومحلات التجليد، والتي تتباين المطابع مابين تلك التي تستخدم ماكنات الطباعة الحديثة وتلك التي ماازالت تستخدم ماكنات الطبع القديمة والتي يعود تأريخها إلى سنة 1900. أما بالنسبة لمحلات التجليد فإن معظمها يستخدم الطريقة اليدوية القديمة في تجليد الكتب والأطروحات الجامعية، واستخدام مادة الرصاص في إعداد الكليشيهات ومن ثم استخدام الورق المذُهب والمعامل حرارياً في إعداد أغلفة الكتب

.

واخيرا لابد من القول وما يؤسف له ان هذا الشارع بات شبه معطل في الوقت الحالي نظرا لما تمر به بغداد تجديدا من ظروف سيئة ابعدت الكثيرين من الوصول اليه

ختاما اهدي هذه الصورة النادرة لشارع الرشيد في بغداد والتي تعود الى سنة1910 ولا توجد من وسائط النقل الا العربات التي تجرها الخيول وهي محدودة جدا ويلاحظ في نهاية الصورة جامع الحيدرخانة المقابل لشلرع المتنبي00

http://www.mafhoum.com/press4/mulb133_files/MOL571-5.jpg المصدر:

http://travel.maktoob.com/vb/showthread.php?p=1338876#post1338876

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير