[الصحفي الفلسطيني ينتزع النصر في أتون المعركة الإعلامية]
ـ[صاحبة الجلالة]ــــــــ[06 - 06 - 2007, 12:44 م]ـ
[الصحفي الفلسطيني ينتزع النصر في أتون المعركة الإعلامية]
غزة- إيمان جمعة- الشبكة الإعلامية الفلسطينية
"رصاص جنود الاحتلال لا يفرق فإن لم يسقط شهيد سقط الجريح, وان لم يقصف بيت فتقلع شجرة, وان لم يكن المستهدف طفلاً فتكن امرأة". هذا هو حال الشعب الفلسطيني وواقع الأراضي الفلسطينية والذي تعد من أكثر بقاع العالم سخونة من حيث كثرة الأحداث والصراعات.
طبيعة هذا الواقع يزيد عبء العمل على الصحفيين الذي يحملون أمانة إيصال هذه المعاناة وهذا الألم إلى كل إنسان في هذا العالم, ويحتم عليهم خدمة الشعب بنقل الصورة الحقيقية.
ما بين القلم والورقة والكاميرا والميكرفون تتعدد الأدوات الإعلامية التي يستطيع الصحفي استخدامها في نقل الصورة.
الصحفي الفلسطيني أدرك أن الصورة الجيدة لا تستخدم لمجرد إضفاء الجاذبية على الصفحات, بل لتقديم المعلومات والأدلة الحقيقية والقوية على ما يحدث في الواقع الفلسطيني.
المصور الفلسطيني استطاع أن يبرز ويرفع اسم فلسطين عالياً, من خلال فوزه بالجوائز العالمية في التصوير الفوتوغرافي والفيديو.
ابن بيت حانون
المصور الصحفي زكريا أبو هربيد مدير مصوري وكالة رامتان الفلسطينية للأنباء فاز بالجائزة الدولية (أفضل مصور لأفصل صورة للعام 2006) , بصورته للطفلة هدى غالية في مجزرة شاطئ غزة.
يقول أبو هربيد:" كان شعوري لا يوصف عندما علمت أن اسمي من الثلاثة في التصفية النهائية وأن اسم وكالتي الفلسطينية سوف يوضع مع أسماء الوكالات العالمية وكانت تلك اللحظات جميلة وكان هذا إنجاز كبير لي ولبلدي".
ويؤكد أبو هربيد أن الصورة خضعت للجنة تحكيم دولية, وكانت لأول مرة يأخذ هذه الجائزة فلسطيني, أو حتى عربي.
ويضيف أبو هربيد:" عندما ذهبت واستلمت الجائزة, طلب مني أن ألقي كلمة, وكانت في نفس الوقت أحداث مجزرة بين حانون, فوقفت رافعاً رأسي بفخر وبدأت قائلاً أنا ابن بيت حانون المنكوبة, فلم أشعر إلا والقاعة كلها تضج بالهتافات والتصفيق الحار.
ويتابع "أردت أن أسُمع هؤلاء الناس صوت أنين وطني وبلدي, شعرت بأنهم عطشى للحقائق التي زورتها دولة الاحتلال الإسرائيلي لهم, وأحسست أنني أحمل أمانة وعلي إيصالها والحديث عن معاناة شعبي".
لماذا لم تساعد الفتاة؟ وتابع أبو هربيد "ألقيت محاضرة لطلبة قسم الصحافة والإعلام في جامعة المدينة بلندن, بعد حفل استلام الجائزة بيوم. وكانت أسئلة الطلبة كثيرة, لكن السؤال الذي أراد الجميع أن أجيب عليه وكان لديهم الفضول في معرفة إجابتي عليه هو (لماذا لم تساعد الفتاة؟ كيف فرقت بين المهنية والإنسانية).
ويجيب أبو هربيد "لم يكن من الصعب علي الإجابة, فأنا من صور وأنا من شعر بها أكثر من الجميع, فقلت: "عندما وصلت كان المكان يحتاج على 20 كاميرا لتغطيه, لم أكن أعلم من أين أبدأ, وجدت كومة من الجثث, كانت صدمة بالنسبة لي, بدأت بأخذ التفاصيل الموجودة, اكتشفت أن هناك حياة من عمق الموت فتبعتها بكل مشاعري, كانت سيارة الإسعاف واقفة, والكثير من المواطنين, كنت مهني لأن الصور يجب أن تخرج للعالم".
ويضيف "براءة الطفلة وكلامها ألم تسمعوها ألم تعرفوا ماذا كانت تعني عندما قالت - صور .. صور .. يا عالم - هدى حملتني أمانة, ويجب أن أوصلها للعالم".
ويسترسل في الوصف "حركة الكاميرا كانت تعبر عن مشاعري أنا, فالبحر هو الأمان, والأفق البعيد الذي ليس له نهاية, كانت تجري على البحر, ثم رمت بجسدها على جثة والدها, وهذه اللحظة هي ما عملت أزمة لدي, وتأكدت أن حياة هذا الصغيرة انتهت باستشهاده, فلم يبقى لديها أي أمل".
" لم يشعر أحد بما شعرت به ولم يرى أحد ما الذي كان يدور في عقلي, لقد كانت الكاميرا ترجف بين يدي وشعرت لأول مرة أنها ثقيلة". يقول المصور أبو هربيد
الأم والأطفال شهداء
أما المصور الصحفي محمود الهمص ويعمل في وكالة الأنباء الفرنسية في غزة, ومحاضر التصوير الصحفي في الجامعة الإسلامية, حصل عام 2004 على الجائزة البرونزية, على أفضل صور البورتريه في مهرجان الصين الدولي.
¥