تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استفت قلبك]

ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[23 - 06 - 2007, 12:10 م]ـ

:::

كثير من النَّاس يتحايل على الشرع ويفر من أداء الواجبات أو يعمل بالمهم تاركا الاهم أو الواجب تاركا ماهو أوجب معللا ذلك بانَّ قلبه لم ينشرح له الامر ويردد الاثر المشهور (استفت قلبك وان افتوك) فيترك قول فحول العلماء وجهابذة الفقهاء مائلا لما يراه قلبه.

واليك المقصود من الحديث، ولمن قاله صلى الله عليه وسلم؟ ومتى يصح استعماله؟ واين؟

الحديث

عن وابصة بن معبد (رضى الله عنه) ـ وابصة بكسر الموحدة وفتح المهملة بن معبد الأزدي وفد سنة تسع وكان بكاءا وقبره بالرقةـ قال: (أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال جئت تسأل عن البر قلت نعم قال استفت قلبك البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدور وان افتاك الناس وأفتوك).

قال النووي: حديث حسن رواه احمد بن حنبل والدارمى في مسنديهما ورواه أيضا الطبراني قال الحافظ العراقي وفيه العلاء بن ثعلبة مجهول (1).

وفي مسند احمد (قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئاً من البر والاثم الا سألته عنه وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه فجعلت أتخطاهم فقالوا اليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت دعوني فادنو منه فانَّه أحبّ النَّاس إلى أن أدنو منه قال دعوا وابصة أدن يا وابصة مرتين أو ثلاثا قال فدنوت منه حتى قعدت بين يديه فقال يا وابصة أخبرك أو تسألني قلت لا بل أخبرني فقال جئت تسألني عن البر والاثم فقال نعم فجمع أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول يا وابصة استفت قلبك واستفت نفسك ثلاث مرات البر ما اطمأنت إليه النفس والاثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وان افتاك الناس وافتوك) (2).


(1) انظر المجموع 9/ 150، رياض الصالحين 311،فيض القدير شرح الجامع الصغير 1/ 633
(2) مسند احمد 4/ 228
وفي سنن الدارمي (عن وابصة بن معبد الاسدي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوابصة جئت تسأل عن البر والاثم قال قلت نعم قال فجمع أصابعه فضرب بها صدره وقال استفت نفسك استفت قلبك يا وابصة ثلاثا البر ما اطمأنت إليه النَّفس واطمأن إليه القلب والاثم ما حاك في النَّفس وتردد في الصدر وان افتاك النَّاس وافتوك) (1).
شرح الحديث
قوله (استفت نفسك) اي النفس المطمئنة الموهوبة نورا يفرق بين الحق والباطل والصدق والكذب، إذ الخطاب لوابصة وهو يتصف بذلك.
وفي رواية (قلبك) أي عوّل على ما فيه لأنَّ للنفس شعورا بما تحمد عاقبته أو تذم.
قوله (وإن) غاية لمقدر دلَّ عليه ما قبله أي فالتزم العمل بما في نفسك ولو (أفتاك المفتون) بخلافه لأنهم إنَّما يطَّلعون على الظواهر وهم بضم الميم جمع مفتي وفي بعض الحواشي بالفتح من الفتنة بمعنى الاختبار والضلال لكن كلّ من رأيناه شرح الحديث إنَّما يبني كلامه على معنى الضم وعليه قال حجة الإسلام: ولم يرد كل أحد لفتوى نفسه وإنَّما ذلك لوابصة في واقعة تخصه.
قال البعض: وبفرض العموم فالكلام فيمن شرح الله صدره بنور اليقين فأفتاه غيره بمجرد حدس أو ميل من غير دليل شرعي وإلا لزمه اتباعه وإن لم ينشرح له صدره.
وقال حجة الإسلام ما محصوله:
ليس للمجتهد أو المقلِّد إلا الحكم بما يقع له أو لمقلَّده ثم يقال للَورِع (استفت قلبك وإن أفتوك).
إذ للإثم حزازات في القلوب فإذا وجد قابض مال مثلا في نفسه شيئا منه فليتق الله ولا يترخص تعللا بالفتوى من علماء الظاهر فإن لفتاويهم قيودا
ومطلقات من الضرورات وفيها تخمينات واقتحام والتوقي عنها من شيم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير