[من نوادر الجاحظ]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 06:52 م]ـ
كتابُ توصية
قال أبو العيناء للجاحظ: طلب مني صديق لي أن أسألك أن تكتب له خطاب توصية إلى والي البصرة. فقال الجاحظ: نعم. أكتبه ثم أبعثه إليك. وكتب له الجاحظ الخطاب وختمه ثم أرسله إلى أبي العيناء. فلما تسلّمه أبو العيناء أحبّ أن يرى ما كتبه الجاحظ، فقال لرجل عنده: اِفتحْه واقرأه عليّ. فإذا فيه: "كتابي إليك طلبه مني من أخافه لمن لا أعرفه. فافعل في أمره ما تراه، والسلام". فغضب أبو العيناء ونهض إلى الجاحظ، فقال: أعرّفك باعتنائي بهذا الصديق فتكتب له مثل هذا؟! فقال الجاحظ: لا تنكر ذلك، فإنها أمارة بيني وبين والي البصرة إذا عُنيت برجل. قال أبو العيناء: بل أنت ولد زنا. قال: أتشتمني؟ قال: لا. إنها أمارة لي عند الثناء على إنسان!
من كتاب "جمع الجواهر في المُلَح والنوادر" للحُصْري.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 08:53 م]ـ
الرد المناسب، امتعتنا ايها الكريم الشمالي
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 09:58 م]ـ
بارك الله فيك نورت الصفحة بمرورك الكريم أخي محمد سعد.
ـ[عيون المها]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 11:18 م]ـ
شكرا، والجاحظ له نوادر كثيرة
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[13 - 06 - 2007, 11:37 م]ـ
بارك الله فيك أخية،هات ماعندك اذا تكرمت، فالباب مفتوح للجميع.
ـ[فارس]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 12:01 ص]ـ
دائما متميز بإطلالتك أخي الشمالي
ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 08:36 ص]ـ
الجاحظ أحيانا يكون مطرقة وأحياناً سندان
وأحياناً يقع بينهما
بوركت أناملك أخي الكريم
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي المشاغب، وبارك فيك، نفعنا الله بجهودك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[14 - 06 - 2007, 10:13 ص]ـ
صدقت أخي الحارث،بارك الله فيك.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 06 - 2007, 09:41 ص]ـ
وحكي عن الجاحظ أنه قال ألفت كتابا في نوادر المعلمين وما هم عليه من التغفل ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك فدخلت يوما مدينة فوجدت فيها معلما في هيئة حسنة فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده وباحثته في القرآن فإذا هو ماهر فيه ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول وأشعار العرب فإذا هو كامل الآداب فقلت هذا والله مما يقوي عزمي على تقطيع الكتاب قال فكنت أختلف إليه وأزوره فجئت يوما لزيارته فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده فسألت عنه فقيل مات فحزن عليه
وجلس في بيته للعزاء فذهبت إلى بيته وطرقت الباب فخرجت إلي جارية وقالت ما تريد قلت سيدك فدخلت وخرجت وقالت باسم الله فدخلت إليه وإذا به جالس فقلت عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائق الموت فعليك بالصبر ثم قلت له هذا الذي توفي ولدك قال لا قلت فوالدك قال لا قلت فأخاك قال لا قلت فزوجتك قال لا فقلت وما هو منك قال حبيبتي فقلت في نفسي هذه أول المناحس فقلت سبحان الله النساء كثير وستجد غيرها فقال أتظن أني رأيتها قلت وهذه منحسة ثانية ثم قلت وكيف عشقت من لم تر فقال اعلم أني كنت جالسا في هذا المكان وأنا أنظر من الطاق إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول:
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ... ردي علي فؤادي أينما كانا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به ... فكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو ... فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فحزنت عليها وأغلقت المكتب وجلست في الدار فقلت يا هذا إني كنت ألفت كتابا في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه والآن قد قويت عزمي على إبقائه وأول ما أبدأ أبدأ بك إن شاء الله تعالى
ـ[أم يوسف2]ــــــــ[15 - 06 - 2007, 06:35 م]ـ
سلمت الأنامل
والسلام
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 06 - 2007, 11:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخت مي محمد نفع الله بك أخية.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 12:21 م]ـ
ذكر الجاحظ: أن الرشيد أحب أن ينظر إلى شعيب القلال كيف يعمل ? فأدخل القصر، وأتي بكل ما يحتاج إليه من آلة العمل؛ فبينما هو يعمل إذ بصر بالرشيد فنهض قائماً. فقال له: دونك وما دعيت له؛ فإني لم آتك لتقوم إلي؛ بل لتعمل بين يدي. فقال: وأنا أصلحك الله لم آتك ليسوء أدبي؛ وإنما أتيتك لأزداد أدباً؛ فأعجب الرشيد به، وقال له: بلغني أنك إنما تعرضت لي حين كسدت صناعتك ? فقال: يا سيدي، وما كساد عملي في خلال وجهك! فضحك الرشيد حتى غطى وجهه. وقال: ما رأيت أنطق منه ولا أعيا منه! ينبغي أن يكون أعقل الناس وأجهل الناس. وكذلك كان.