تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مبادرة تدعو للقلق!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 09:23 ص]ـ

أطلق الرئيس الإيراني: أحمدي نجاد، خلال زيارته الأخيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، مبادرة مفاجئة لإعادة العلاقات مع مصر، بعد انقطاع دام نحو 30 عاما، بعد قيام الثورة الإيرانية ولجوء شاه إيران إلى مصر، حيث عاش أيامه الأخيرة ودفن بها.

وتوقيت المبادرة غريب: فالعلاقات الإيرانية العربية عموما، والعلاقات الإيرانية المصرية على وجه الخصوص في غاية التوتر لاسيما بعد التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون العراقية، التي كانت من أهم أسباب المأساة الإنسانية التي يعيشها إخواننا أهل السنة والجماعة في العراق، بل تعدى ضررها إلى بقية الطوائف العراقية، لاسيما العربية منها، فالمشروع الإيراني: مشروع سياسي متستر برداء شرعي، فلا يشك عاقل، من خلال استقراء التاريخ، أن قلوب الفرس لم ولن تصفو للعرب، الذين أزالوا دولتهم، بل قل: إمبراطوريتهم العظمى التي دانت لها شعوب الشرق، فظن القوم أن الصراع مع أمة الإسلام كالصراع مع أمة الرومان: صراع قوميات، فعمر ما جاءنا فاتحا، وإنما جاءنا غازيا، تحركه أطماع شعوبية كتلك التي حركت قيصر!!!!، ودخلت فئام من الفرس في دين الإسلام، وحسن إسلام كثير منهم، بل أنجبت تلك البلاد على مر العصور: علماء ربانيين حفظوا لهذه الأمة: عربها وعجمها آخر رسالات السماء، وفي المقابل: لم يطهر الإسلام قلوب أقوام أظهروا الإسلام تقية، وراحوا يتصيدون الفرص لضرب الأمة الجديدة التي تسلمت قيادة العالم من الإمبراطوريتين الهالكتين، وكانت الضربة الأولى موجعة، كسر بها الباب الذي أوصد دون الفتن، كسر بها محدث الأمة، كسر بها عمر الفاروق، رضي الله عنه، وباتت الأمة من يوم قتل عمر إلى خروج الدجال تكابد فتنا كقطع الليل المظلم، فما تكاد تنجو من واحدة إلا وتقع في أخرى، وما الفتن التي نعيشها اليوم، إلا امتداد لتلك الضربة، فاليوم: فتن ولا باب يوصد دونها، وإن شئت الدقة فقل: فتن ولا عمر لها، وتلا تلك الضربة الكسروية المؤلمة: تحالف استراتيجي، كالتحالف القائم اليوم على أرض العراق، بين قوى الشر في العالم القديم: يهود ويمثلهم: عبد الله بن سبأ، صاحب نظريات "الرجعة" و "الوصية" ........ إلخ، الذي أسلم نفاقا ليفسد على المسلمين دينهم كما أفسد "شاؤول" على النصارى دينهم.

وبقايا الأمة الفارسية التي أطفأ المسلمون العرب نارها المقدسة، وبينهما سقط كثير من ضعاف العقول حديثي العهد بالإسلام، فنجح ابن سبأ في إنشاء جمعيات سرية لتأليب الأمة على عثمان، رضي الله عنه، وكالعادة: تظاهر دعاته بالزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!!، وهي شعارات "جماهيرية" تخدع كثيرا من البسطاء، لاسيما في البلاد المفتوحة حديثا التي لما يرسخ الإيمان في قلوب أهلها بعد.

وكما هو متوقع: لم تنجح الدعوة الجديدة في أرض الحجاز، لأنها كانت دار علم، ردت متشابه ابن سبأ بمحكم الآيات، ونجحت في بلاد كمصر والعراق، لبس على أهلها ابن سبأ، بشبهاته، فأظهر الانتصار لآل البيت، رضوان الله عليهم، وهي الدعوى التي تلقى قبولا كبيرا عند أي مسلم، وللأسف كان ظهور اسم مصر، لأول مرة في تلك الحقبة: ظهورا مخزيا، فتحركت فرق "المغفلين"!!! من مصر والعراق لتحدث الفتنة الثانية بعد مقتل عمر، فقتلت خليفته: شهيد الدار، عثمان، رضي الله عنه، وبعدها وقعت فتنة الجمل: بإيعاز من ابن سبأ وأعوانه الذين أشعلوا القتال بين الفريقين.

وتسلى الفرس بإظهار موالاة آل البيت، رضوان الله عليهم، ورأى القوم في زواج الحسين، رضي الله عنه، من "شهربانو" فرصة سانحة لاقتناص الرسالة من العرب الأجلاف!!!!!، ولسان حالهم: (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)، ولسان حال العرب: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ)، وجرت سنة الاختلاف الكونية على أمة الإسلام كما جرت على أهل الكتابين من قبلنا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير