[اختبر سرعة قراءتك ....]
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[31 - 05 - 2007, 02:34 م]ـ
كيف تصبح مقدما رائعا
ترجمة د. طارق السويدان عن موقع "غريب"
(هذا نص محاضرة حقيقية القتها باتريشا براش "مديرة الاتصالات باحدى الشركات الأمريكية الكبرى في مؤتمر النساء والاتصالات في ميلواكي وسكنس 18/ 8/1992م")
شكرا لك يا سوزان (التي قامت بتقديمها) وأقدر الفرصة الثمينة التي اتحتموها لأشارككم ببعض أفكاري حول اعداد وتقديم الخطبة.
كلنا في عالم الاتصالات نعي حقيقة واضحة وهي اننا كلما ترقينا في عملنا كلما زادت فرصنا والتزاماتنا بتقديم المحاضرات، ونعي كذلك حكمة زيادة خبراتنا في ذلك بأكبر كمية واسرع وقت وأكثر تكرار، وبالإضافة الى ذلك فنحن جميعا نعرف قيمة أخذ دورة في فن الإلقاء والدراسة المستمرة لتطوير مهاراتنا في الإلقاء.
واود اليوم ان أركز على ثلاثة محاور رئيسية: الإعداد والمحتوى، التقديم، واستعمال وسائل الإيضاح.
دعونا نبدأ بالإعداد الذي يشمل كل جوانب الإلقاء الفعال، مثل اتخاذ القرار بالهدف من الإلقاء، واعداد المحتوى، والتقديم والوسائل المساندة.
من المهم ان نحدد هدفنا قبل ان نركز على الرسالة، ويجب ان نبدأ بان نسأل انفسنا ان كان هدفنا هو إعطاء معلومات، او الإقناع، او الالهام، او التحفيز، او التسلية.
والجواب يعتمد بشكل كبير على تشكيلة الحضور، حيث يجب صياغة المحاضرة لتتناسب مع الجمهور والموضوع الأساسي للقاء او المؤتمر، وهذا يعني ان نجمع أكبر قدر من المعلومات عن مستوى معلومات الحضور وعن اهتماماتهم، وعلينا ان نحاول ان نعرفهم ونتحدث معهم ونستمع إليهم ونفهم احتياجاتهم، وعندها فقط نكون مستعدين للبحث عن الموضوع المناسب.
ومن النماذج التاريخية الشهيرة لشخص صاغ رسالته لتتوافق مع جمهوره المكتشف الاسباني الشهير كريستوفر كولمبس، "قبل ان يقابل كولمبس ملك اسبانيا وزوجته كان الكثير من خبراء الملاحة قد حذروا الملك من دعم مشروع كولمبس الغريب بالوصول الى الشرق الاقصى بالابحار غربا ولكن كولمبس كان يعرف فن الإقناع وضروة إعادة صياغة الرسالة لتتناسب مع الجمهور، وكان يعرف كيف يعد القاء فعالا.
كان كولمبس يعرف مثلا ان الملكة متدينة جدا وحريصة على ادخال المزيد من الناس في دينها، ولذلك أكثر في حديثه من الاشارة الى وجود عدد كبير من البشر في الشرق الاقصى جاهزين لتحويل دينهم، وعرف كولمبس ذلك ان الملكة مغرمة بالصقور والطيور الغريبة، فوجد خلال بحثه العلمي عن الشرق الاقصى ان ماركوبولو (الرحالة الشهير) قد ذكر في وصفه بمملكة الشرق الأقصى طيورا غريبة وصقورا رائعة.
كما عرف ان الملك كان يرغب بتوسعة مملكته من ناحية قوتها التجارية، ولذلك فقد كرر كولمبس الاشارة الى الذهب والتوابل والبضائع المميزة للشرق الأقصى.
كل هذه الاشارات في القائه امام الملك والملكة جعلهما يدعمانه في رحلته التي ادت الى اكتشاف امريكا.
وبينما يندر ان يواجه أيا منا فرصة لإلقاء له هذه الآثار التاريخية، إلا ان الكثيرين منا يقومون بالقاء مؤثر على عقود هامة، او برنامج تسويقي مهم، او مصير وظائفنا أحيانا.
وبغض النظر عن طبيعة الإلقاء فاننا يجب ان نبدأ بإعداد مقدمة تعطي الحضور فكرة واضحة عن ما ننوي ان نتحدث عنه وخطة الطرح، ومن المهم ان نجذب انتباههم اولا بتعليق غير مألوف او قصة مثيرة او معلومة غرببة او سؤال، وقد نضيف إلى هذا، الحديث عن الفوائد المهمة التي سيحصلون عليها كما فعل كولمبس، فالهدف الأساسي من المقدمة هو بناء علاقة منع الجمهور وان (نقول لهم ماذا سنقول لهم)، ثم نقضي باقي الوقت بالقول الفعلي.
ومن بين الأمور التي يجب الانتباه لها في صياغة الرسالة لتناسب الجمهور مراعاة ان نستخدم لغة سهلة خالية من المصطلحات والرموز واللغة المتخصصة.
ولدينا ثروة من الطرق التي يمكن استعمالها لتتظيم محتوى الحديث، والاختيارات تشمل الترتيب الزمني او المكاني او الموضوعي او السبب والنتيجة او حل المشاكل وغيرها من طرق الترتيب. وعلينا انت نختار الطريقة التي تساعدنا في ايصال المعلومات والمشاعر بصورة واضحة للجمهور.
¥