تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لولا حواء لم تخن أنثى زوجها]

ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[28 - 06 - 2007, 05:54 م]ـ

:::

عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) (1).

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (سميت حواء لأنَّها أم كل حي قيل انها ولدت لآدم اربعين ولدا في عشرين بطنا في كل بطن ذكر وأنثى واختلفوا متى خلقت من ضلع آدم فقيل قبل دخولها الجنة فدخلاها وقيل في الجنة) (2).

وعنه رضي الله عنه قال: قال الله لآدم ما حملك على أن أكلت من الشجرة التي نهيتك عنها قال يا رب زينته لي حواء قال فإني عاقبتها بأن لا تحمل لا كرها ولا تضع إلا كرها وأدميتها بين في كل شهر مرتين (3).

قال النووي:قوله (لولا) فلا معارضة بين هذا وبين حديث النهي عن (لو) (4) وقد قال الله تعالى: (قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) [آل عمران: 154]، وقوله تعالى: (وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) [الأنعام: 28]، وكذلك ما جاء من (لولا) كقوله تعالى: (لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [الأنفال: 68]، وقوله سبحانه: (وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) [الزخرف: 33]، (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143 ـ 144]؛ لأنَّ الله تعالى مخبر في كلِّ ذلك عما مضى

أو يأتي عن علم خبرا قطعيا وكلّ ما يكون من (لو) و (لولا) مما يخبر به


(1) انظر مسند احمد 2/ 349، صحيح البخاري 4/ 178، صحيح مسلم 4/ 179
(2) انظر شرح مسلم - النووي 10/ 59
(3) انظر فتح القدير:الشوكاني 1/ 70 وفيه أخرجه ابن منيع وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب
(4) أشار الى حديث ابى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم):المؤمن القوى خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وان اصابك شئ فلا تقل لو انى فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان) صحيح مسلم 8/ 56
الإنسان عن علة امتناعه من فعله مما يكون فعله في قدرته فلا كراهة فيه
لأنَّه اخبار حقيقة عن امتناع شئ لسبب شئ وحصول شئ لامتناع شئ وتأتي (لو) غالبا لبيان السبب الموجب أو النافي فلا كراهة في كل ما كان من هذا إلا أن يكون كاذبا في ذلك كقول المنافقين (لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي
قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ) [آل عمران: 167] (1).
وقوله: (لم تخن أنثى زوجها)
قال الحافظ ابن حجر: فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الاكل من الشجرة حتى وقع في ذلك (فمعنى خيانتها): أنَّها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش حاشا وكلا ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم عد ذلك خيانة له وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وقريب من هذا حديث (جحد آدم (2) فجحدت ذريته) (3)
وقال الحافظ السيوطي:لأنَّها ألجأت آدم إلى الأكل من الشجرة مطاوعة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير