تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[بطلان هذه الكلمة (لولا عمر مازنى إلا شقي)]

ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[19 - 06 - 2007, 03:12 م]ـ

:::

جاء في الروضة البهية لمحمد كلانتر مالفظه: (صح عن علي لولا أنَّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي) روى هذا الحديث بهذا اللفظ الطبري في تفسيره (5/ 13) بإسناد صحيح والرازي (10/ 55) والسيوطي (2/ 140) وأخذ إبن عباس هذا المعنى عن علي فكان يقول (رحم الله عمر ما كانت المتعة إلا رحمة من الله رحمَ بها أمة محمد ? ولولا نهيه لما أحتاج إلى الزنا إلا شفا) أي القليل من الناس. روى هذا عن إبن عباس أبو بكر الرازي الجصاص (أحكام القرآن (2/ 179)) وإبن رشد (بداية المجتهد (2/ 58)) والسيوطي من طريق الحافظين عبد الرزاق وإبن المنذر عن عطاء (الدر المنثور (2/ 141)) (1).

وزاد عبد الحسين وذكره إبن حيان في تفسيره 3/ 218. والثعالبي في تفسيره (2).

وقال المجلسي: وقول أمير المؤمنين لعن الله إبن الخطاب فلولاه ما زنى إلا شقي أو شقية لأنَّه كان يكون للمسلمين غناء في المتعة عن الزنا ثم تلا (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ [البقرة: 204ـ205] (3).

ونقل هذه الرواية الطبرسي في مستدرك الوسائل عن عاصم بن حميد


(1) الروضة البهية 5/ 267
(2) الغدير 6/ 206
(3) بحار الانوار 22/ 71
الحناط عن أبي بصير قال: (سمعت أبا جعفر يقول قال علي: لولا ما سبقني إبن الخطاب ما زنى إلا شقي) (1).
ويقول الطبرسي وقد أورد الثعلبي في تفسيره بإسناده عن شعبة عن الحكم بن عتيبة قال سألته عن هذه الآية (فما استمتعم به منهن…) أمنسوخة هي؟ قال الحكم: قال علي بن أبي طالب: لولا أنّ عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي!) (2).
والأثر نفسه أورده عبد الرزاق في مصنفه قال: (قال إبن حجر وأخبرني من أصدق أن علياً قال بالكوفة لولا ما سبق من رأي عمر بن الخطاب أو قال من رأي إبن الخطاب لأمرت بالمتعة ثم ما زنا إلا شقي) (3).
أقول: بعد السبر والنظر في هذه الرواية رأيتها لا تصمد في ميدان التحقيق والتدقيق والتمحيص، فلا تخلو من التصحيف والتحريف، بل الانتحال، والكذب والتزوير.
اما رواية المجلسي: (لعن الله إبن الخطاب فلولاه…).
أقول: كون اللعن صادراً عن علي رضي الله عنه، فهذا كذب صريح يخالف الصحيح الثابت عنه رضوان الله عليه من الثناء على الفاروق عمر رضي الله عنه، وتزويجه من ابنته أم كلثوم، وتسميته أولاده عمر الاصغر وعمر الاكبر.
فقد روى المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب أنَّه قال لأصحابه: أوصيكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير