تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

منتدى مكافحة أسباب الإرهاب ومسبِّباته

ـ[5803]ــــــــ[10 - 05 - 2007, 05:00 م]ـ

منتدى مكافحة أسباب الإرهاب ومسبِّباته

===============

الإرهاب مقيت، وأسبابه ممقوتة، والمتسبِّب فيه أكثر مقتا، وهو من حيث التعريف فضفاض يستطيع كل فرد من الناس تعريفه بحسب أفكاره ومفاهيمه، وبحسب مصالحه وأهدافه.

وأواخر السبعينات من القرن الماضي عقدت ندوات عن الإرهاب، شاركت فيها أمريكا لتحديد مفهوم الإرهاب، فقالوا هو: " استعمال العنف ضد أهداف مدنية لتحقيق أغراض سياسية ".

واقتراح إنشاء منتدى مكافحة أسباب الإرهاب ومسبِّباته، أو منظمة، أو جمعية، أو هيئة، أو ما شابه تعنى بذلك؛ يصب كله في رفع الظلم الواقع على الأبرياء، ويستهدف فضح الدمويين الذين يتاجرون في أرواح الناس وأبدانهم بسادية عز نظيرها في تاريخ الانحطاط الإنساني ..

والإرهاب كما قلت فضفاض، وهذه الصفة الملصقة به ليست لغوية، بل سياسية منحازة للظلم والجشع والاستغلال والأنانية لأن اللغة قد حسمت تعريف الإرهاب ولم تجعله منسجما مع تعار يف الدجالين، ولكن مع ذلك يمكن مقاربته إلى حد التوافق على أرضية للعمل المشترك، وإزاحة الستار عن المتسترين خلف أفكار وآراء ووقائع مختلقة يديرون من خلالها وبمغالطات فظيعة شؤون العالم وفق ما يرون مصلحة لهم؛ فيرهبون الناس إن هم خالفوهم، ويفزعونهم إن هم حادوا عنهم، ويمدون أيديهم للسياط فيضربونهم ويسجنونهم بمحاكمة أو دون محاكمة إن هم تعاطفوا مع أعدائهم، ويعذبونهم، أو يقتلونهم إن هم رفعوا أصواتهم تنديدا بهم ولجرائمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وهذه النتيجة لم تأت من عدم، فلقد هيئوا لها أرضية إعلامية وثقافية ما كان لها أن تنطلي على المثقف للأسف، ولكن قد وقع في شركها الكثيرون، وعليه يجدر بنا كمثقفين وأحرارا يرفضون الظلم محليا وعالميا؛ أن نهب جميعا لإنشاء منتدى فكري وسياسي يجمع أجناسا إنسانية متعددة تغار على إنسانية الإنسان، وتعمل لها على الأقل بفطرتها التي تنفر من الظلم وتميل إلى العدل طبيعيا، وحين نختلف في أي الأمرين عدل؟ وأيهما ظلم؟ نناقش ونناقش حتى نصل إلى الاتفاق على أرضية للعمل المشترك فنبدأ العمل ..

وأقترح لإنشاء منتدى مكافحة أسباب الإرهاب ومسبِّباته أن نبني صورة للعمل نتفق عليها، وصورة لآلية العمل نتفق عليها، وصورة للظلم والعدل كأول ما نتفق على العمل من أجله، وأبدأ بنفسي فأقول:

العدل وضع الشيء في محله، والظلم وضع الشيء في غير محله، ويشترك كل الناس في هذا التعريف، لأنه مطابق للواقع ولو اختلف اللون والموضع، أي ولو ظهر ما يناقض ذلك في المنظومات السياسية والعقدية لدى الناس، إذ يبقى أن العدل عند صاحب وجهة نظر ما غيره عند مقابله، ولكن كلاهما يعتبر وضع الشيء في محله عدل، ووضع الشيء في غير محله ظلم وذلك وفق أفكاره ومفاهيمه .. وهو (أي وضع الشيء ... ) مسألة نسبية لا يمكن الاتفاق عليها بين الناس، لأن الناس تتصرف وفق أفكارها ومفاهيمها كما قلت، والأفكار والمفاهيم منظومة تدير سلوك الإنسان، أو يسلك وفقها، وهي التي تبني صوره عن علاقاته بالكون والإنسان والحياة .. ولكن ومهما بعدت شقة المنظومة الفكرية والمفاهيمية عن الالتقاء مع غيرها، فإن فطرة الإنسان السليمة غير مختلفة بين الناس، خلاف العقل والفكر، والفطرة بطبيعتها تميل إلى العدل، وتنفر من الظلم، وهي وإن كانت لا تستطيع تحديد الظلم والعدل لأن ذلك من اختصاص العقل، والعقل فكر ومفاهيم بنيت على ثقافات وخبرات وعقائد .. فإننا رغم كل ذلك بقدرة الاتفاق على ما يلي:

أولا:

الحق في العيش ليس هبة إنسانية؛ لأن الإنسان لم يوجد نفسه، ولم يوجد كوكبه، وعليه لا حق لأحد في أن يمنعه من حق العيش على كوكب الأرض بصرف النظر عن دينه ولونه ومذهبه ..

ثانيا:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير