تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه]

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[25 - 06 - 2007, 11:22 م]ـ

:::

كنت قد وعدت أخي الفاضل أحمد الفقيه أو مغربي أو كليهما بكتابة نبذة عن بعض أعلام الدين لتعريف الناس بهم وبسيرتهم العطرة حتى لا أظل أكتب عن ابن حزم فقط ورأيت قولهما صائباً فبدأت بالإمام البخاري رضي الله عنه وأُثني بالإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه.

من هو الإمام أحمد ابن حنبل

إنه الإمام في الحديث، والفقه، والدعوة إلى طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - هو أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي ثم البغدادي.

* طاف البلاد في طلب العلم، ودخل الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة.

* تلقى العلم على يدي كبار علماء هذه الأمة، في علم الحديث النبوي الشريف، فمنهم على سبيل المثال لا الحصر:

إسماعيل بن إبراهيم ابن علية، والأسود بن عامر شاذان، والحسن بن موسى الأشيب، وسفيان بن عيينة، وسليمان بن داود الطيالسي، وعبد الله بن أدريس، وعبد الله بن نمير، وعبد الرحمان بن مهدي، وعفان بن مسلم، ومحمد بن أدريس الشافعي، ووكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون، ومئات غيرهم، أورد الذهبي عامتهم في ((سير أعلام النبلاء))، والمزي في ((تهذيب الكمال)).

* كما تلقى العلم عنه، رحمه الله، جمع من كبار أئمة الحديث من الطبقة التي عاصرت، والتي تلت الإمام أحمد، رضي الله عنه.

ويقف في مقدمة من تعلم بين يديه: البخاري محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج _ صاحبا الصحيحين _ وأبو داود _ صاحب ((السنن))، وأبو بكر أحمد بن محمد المروذي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء الأثرم , وإسحاق بن منصور الكوسج، والحسين بن حريث المروزي، وابن عمه حنبل بن إسحاق، وابناه عبد الله، وصالح، وعباس العنبري، وعباس الدوري، وأبو زرعة الدمشقي، وأبو الحسن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، وأبو زرعة الرازي، وغيرهم.

ـ[أبو محمد المصرى]ــــــــ[25 - 06 - 2007, 11:23 م]ـ

كيف نشأت المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة:

من الفتن التي ترسبت في أعماق الكثيرين ممن يدعون طلب العلم، وخلع الناس عليهم ألقاب العلم والعلماء، والخطباء، والدعاة، أن المذاهب الأربعة من أركان الإسلام، وأنه من لا مذهب له، لا دين له، وأن الفرقة والخلاف، هما روح الدين وذروة سنامه، بل صار الخلاف رحمة وصار البحث عن الدليل من الكتاب والسنة من أصول الكفر كما زعم الصاوي!

لقد نزل على الأمة كتاب واحد ... وأرسل الله لها نبياً واحداً .... وقال: ((ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا)) وقال: ((ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك)) وقال: ((فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه)).

وترك النبي - صلى الله عليه وسلم - أمة , كانت خير أمة.

أليسوا هم الذين قال ربك فيهم ((وألزمهم كلمة التقوى)) ... و شهد الله لهم فقال: ((وكانوا أحق بها وأهلها)).

ورحل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، ورحل بعده الرجال الذين ما بدلوا تبديلا، والذين كانوا أحق بها وأهلها.

كل ذلك قبل أن تظهر هذه المذاهب، لقد جاء بعد الخير شر، وأي شر.

وخلع الشيطان على هذه الفتنة عباءة أخرى،وسمى تلك المذاهب بأسماء أناس فضلاء علماء للحديث الشريف وصنفوا فيه الكتب وعاشوا حياتهم في الدعوة إلى الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم، وقاوموا طاعة السادة وكبراء القوم.

فأبى الخلف إلا التقليد الأعمى، وادعوا زورًا وبهتانًا على هؤلاء العلماء، فنسبوا لهم ما لا نسب لهم به، فقدوا قمصانهم من دبر!!.

فأصبحنا نسمع عن مذهب الإمام مالك، ومذهب الإمام الشافعي، ومذهب الإمام أحمد بن حنبل.

ونسمع الإمام أحمد يرى في المسألة كذا، وخالفه الإمام مالك فرأى كذا.

ولو تتبعنا المسألة لوجدنا أن هؤلاء الأئمة لا ناقة لهم في الأمر ولا جمل. بل هي أقوال مجموعة من المتأخرين، من الذين آدمنوا تعاطي الفرقة والخلاف، حتى سكرت أبصارهم، فهم يعمهون، ثم ألبسوا خلافهم وفُرقتهم عباءة قالوا: هي للإمام أحمد، أو للإمام مالك، حتى يتمكن إبليس من الوصول إلى فرقة هذه الأمة، والى الفشل الناتج عن النزاع.

يقول أبو شامة المقدسي رحمه الله في كتابه العجاب (مختصر المؤمل في الرد إلى الأمر الأول، ط مكتبة الصحوة الإسلامية - الكويت ص 36)

" ... ومنهم من قنع بزبالة أذهان الرجال وكناسة أفكارهم وبالنقل عن أهل مذهبه

وقد سئل بعض العارفين عن معنى المذهب فأجاب أن معناه دين مبدل قال الله تعالى (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)

ألا ومع هذا يخيل إليه أنه من رؤوس العلماء وهو عند الله وعند علماء الدين من أجهل الجهال بل بمنزلة قسيس النصارى أو حبر اليهود لأن اليهود والنصارى ما كفروا إلا بابداعهم في الأصول والفروع

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (لتركبن سنن من كان قبلكم) الحديث " أ. هـ كلام أبي شامة رحمه الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير