[ندوة علمية تبرز دور المسلمين في تقدم العلم والتكنولوجيا]
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 - 05 - 2007, 11:43 م]ـ
- قبة الصخرة والمسجد الأموي بدمشق يشهدان بالعبقرية الهندسية العالمية.
- في عصر الخليفة العباسي المقتدر وضع أول نظام عالمي لمزاولة مهنة الطب.
- علماء الغرب: أبحاث المسلمين في الفلك كانت نقطة تحول في تاريخ هذا العلم.
- في عهد المأمون قاس العلماء قطر الأرض فكان 24 ألف ميل.
- من الزهراوي في الأندلس تعلمت أوروبا مهنة الطب.
- مستشفيات أوروبا أنشئت على نسق مستشفيات الوليد بن عبد الملك.
أحمد وهدان
"أثر الفكر الإسلامي في تقدم العلم والتكنولوجيا"، كان موضوع الندوة التي نظمتها أكاديمية البحث العلمي وتحدث فيها د. محمد يوسف سعد عضو مجمع اللغة العربية والشاعر والمحقق، الذي بدأ حديثه قائلاً: إن القرآن الكريم مليء بالآيات القرآنية التي جاء معظمها في صيغة الأمر (اقرأ) أو صيغة النص على تمجيد الذي يعمل بمضمون هذه الآيات وإحلاله أرفع الدرجات.
وترتب على ذلك أن ما جاء في مضمون هذه الآيات الآمرة يعد واجباً دينياً على المسلم لا يكتمل الإيمان بدونه. والمسلم الحق لا ينبغي أن يدخر وسعاً وجهداً في الدراسة العلمية لكل ما في السموات والأرض، وعليه بالمثابرة وتحمل المعاناة في سبيل ذلك. ففي سورة يونس [قل انظروا ماذا في السموات والأرضي]. وفي سورة العنكبوت [قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق].
ولقد صار هذا الالتزام أسلوباً للحياة الفكرية منذ صدر الإسلام، وصار التعلم والتعليم واجباً دينياً بل يكاد يكون فريضة على كل مسلم. وكان ذلك يتم في أول الأمر في المساجد وبيوت الخلفاء والأمراء ومنازل العلماء. وفي أول الأمر كانت الدراسة في المساجد تقتصر على الكتابة والقراءة والدراسات اللغوية والدينية ثم تعدتها إلى سواها من أبواب المعارف فدخلت عليها علوم المنطق والحساب ثم علوم الميقات ثم علوم الطب. وزاد الإقبال على المناقشات والمناظرات في تلك الحلقات مما أحدث الضوضاء في المساجد، وعد معوقاً لإقامة الفرائض وإحياء الشعائر، فحدا ذلك بالخلفاء إلى التفكير في فصل حلقات الدراسة الدنيوية عن الدينية ففكروا في إنشاء مدارس خاصة بالعلوم الدنيوية.
الأمويون وريادة علمية سبقت العالم
كان الوليد بن عبد الملك أول حاكم مسلم يأمر بإنشاء المدارس المنظمة الخاضعة لإشراف الدولة ورعايتها، وكان انتشار المدارس هو بداية النهضة العلمية الإسلامية، وكان الوليد بن عبد الملك أيضًا أول حاكم في التاريخ ينشئ المستشفيات، كما أنشأ كذلك البيرامستانات لإيواء المعوقين وذوي الأمراض العقلية والعصبية ورعايتهم.
ويقول في ذلك "أنتوني ناتنج" صاحب كتاب "العرب" الصادر عام 1964: "إن كثيراً من المستشفيات التي نشأت بعد ذلك في أوربا كانت تقام على نسق مستشفيات الوليد، وكان يخصص لتلك المؤسسات الصحية أطباء حائزون اعتراف الدولة بقدرتهم وبعدهم عن أعمال الشعوذة، وكان هؤلاء الأطباء يقومون بتدريب تلاميذ لهم على المهنة، وكان ذلك أول صورة لنشوء مدارس الطب في التاريخ.
وقد بدأت رعاية مهنة الطب منذ عبد الملك بن مروان الذي كان يشجع على نموها ويضمن عدم ممارستها إلا من قبل من درس أصول الطب المنقولة عن الإغريق.
وكان عبد الملك بن مروان أول خليفة يأمر بتعريب الإدارة في دواوين الدولة الإسلامية شرقاً وغرباً، فسادت العربية وأصبحت اللغة الرسمية للدولة بدلاً من البهلوية في الشرق واليونانية في الغرب.
وأقبل الفلاسفة والعلماء الأجانب على تعلم العربية، وهكذا بات لزاماً على الأجانب من ممارسي الطب والعلوم المتصلة به من كيمياء وصيدلة وغيرها أن ينقلوا علوم شعوبهم إلى اللغة العربية، وهكذا بدأت الخطوة الأولى في حركة النقل والترجمة.
¥