تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإسلام والعلمانية: جولة جديدة في "فلسطين"!!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 06 - 2007, 08:10 ص]ـ

جولة جديدة من الصراع بين الإسلام والعلمانية شهدتها الأيام الماضية في "غزة والضفة الغربية"، وكالعادة: لم تسمح العلمانية للإسلام أن يسيطر على مقاليد الأمور فسارعت بافتعال أزمة استنكرها حتى الشرفاء من أعضاء التيار الانقلابي، لأنها كانت في غاية الافتعال والتكلف، وبعدها تم إقصاء التيار الإسلامي عن القيادة، وسارع الطرف الآخر بتشكيل قيادة "كوميدية" كسائر القيادات الصورية التي تلي أي انقلاب، والعجيب أنهم، وعلى طريقة: "رمتني بدائها وانسلت"، راحت تكيل الاتهامات كما بثت فضائية الجزيرة بالأمس، إلى التيار الإسلامي متهمة إياه بأنه: تيار "انقلابي"، "استئصالي"، مع أن الواقع يشهد بخلاف ذلك:

فالتيار الإسلامي هو الذي راح ضحية الانقلاب المدبر، وهو الذي أصدر عفوا عن كثير من المنتسبين للطرف الآخر، بينما راح الطرف الآخر، كما نقل موقع "مفكرة الإسلام" يتصيد أعضاء التيار الإسلامي في "الضفة الغربية"، حتى صار القتل على الانتماء، تماما كما يحدث في العراق، فقتلوا شابا يعاني من اضطراب عقلي عند أحد الحواجز الأمنية في الضفة الغربية لمجرد أنهم اشتبهوا في انتمائه للتيار الإسلامي!!!، فضلا عن عدد من أئمة المساجد، وبعض إخواننا في غزة والضفة ممن التزموا الهدي الظاهر، فبدت أمارات الإسلام على هيئاتهم وملابسهم، حتى ولو لم تكن لهم انتماءات سياسية معادية، المهم أن سيماهم سيما المسلمين، وهذا في حد ذاته كاف للتنكيل بهم، تماما كما يحدث في العراق، وتجربة الحركة الإسلامية السياسية في فلسطين خلال الأشهر الماضية تجربة تستحق التأمل:

فقد أثبتت هذه التجربة، ومن قبلها تجربة الجزائر، وتجربة تركيا أيام الزعيم التركي: "نجم الدين أربكان": أن الإسلام والعلمانية على طرفي نقيض، قد يتهادنان، ولكنهما لا يتحالفان أبدا، فالعلمانية لا تمانع في دين لازم، باصطلاح النحويين، لا يتعدى لغيره بنفسه أو بواسطة، أو دين يشارك مشاركة صورية في إدارة شئون الحياة، فيمثله عدد لا يشكل خطورة من النواب، كما هو الحال عندنا في مصر، بغض النظر عن شرعية هذه البرلمانات أصلا وحكم المشاركة فيها فهذه مسألة أخرى ليست محل نقاش في هذه العجالة، الشاهد أن الإسلام عند القوم: شعائر تمارس في المساجد، وهذه أصل في ديننا لا يماري في ذلك إلا زائغ، ولكنها ليست كل الدين، فحتى مع السماح بممارسة هذه الشعائر وفتح المساجد والمعاهد لتدريس العلوم الشرعية ......... إلخ، كما هو الحال عندنا في مصر، إلا أن الأمر لا يخلو من مضايقات عديدة في مقابل تسهيلات عديدة لأن فكر معاد للصحوة الإسلامية، وبالرغم من المتابعة الأمنية الصارمة للأنشطة الدعوية الإسلامية فنحن نعيش في مصر، ولله الحمد،، في سعة يحسدنا عليها كثير من أبناء العالم الإسلامي الذي تخضع كثير من شعوبه لحكم علماني صارم، وهي "سعة نسبية"، بطبيعة الحال لا مطلقة فنحن "أحسن من غيرنا" كما يقال في لغتنا الدارجة!!!.

مع كل هذا لا يسمح للإسلام بأي مشاركة حقيقية في الحياة السياسية، ويوم أن يتخطى الإسلام "الخطوط الحمراء":

تلغى الانتخابات الجزائرية، وتهدد فرنسا بالتدخل العسكري، ويساق أبناء التيار الإسلامي إلى السجون والمعتقلات في قلب الصحراء الجزائرية، وبعد ذلك يتساءل البعض مندهشا عن سر ظهور الحركات المتشددة في الجزائر التي أفرطت هي الأخرى في استخدام العنف، فظهورها، وإن كان مرفوضا من الناحية الشرعية، إلا أنه رد فعل طبيعي للظلم والقهر الذي تعرض له المسلمون في الجزائر، والخطأ لا يعالج بخطأ، ولكن كان ما كان!!!!!

ويقصى "نجم الدين أربكان" ويمنع من المشاركة في الحياة السياسية.

ويلغى ترشيح "عبد الله جول" وزير الخارجية التركي لمنصب رئاسة تركيا، لأن زوجته "محجبة"، مع التحفظ على حجابها فهو كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر يحتاج إلى "ترشيد"!!!، ولكن يبقى أنه رمز إسلامي وإن لم تتحقق فيه الضوابط الشرعية، وتركيا تشهد صحوة إسلامية حميدة، بالرغم من سنوات الاستبداد العلماني، خلاف الصورة الإعلامية "المنحطة" التي يروج لها الإعلام التركي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير