[تعدد الزوجات ضرورة اجتماعية]
ـ[مصطفى السامرائي]ــــــــ[17 - 06 - 2007, 05:56 ص]ـ
:::
انَّ الناظر في قوله تعالى (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) [النساء: 3] يحتاج ان يقف على الحكمة من اباحة الزواج بأربع زوجات للرجال.
لماذا التعدد اولا؟
ولماذا أربعة وليس أقل أو أكثر؟
التعدد ضرورة اجتماعية تتناسب مع الفطرة الالهية للذكور والاناث من حيث العدد؛ فقد أثبتت الاحصائيات العالمية أنَّ عدد الاناث يفوق عدد الذكور أربعة أضعاف، ويستطيع كل انسان بالبداهة أن ينظر في عدد الولادات لدى النساء سيجد أنَّ الاناث أكثر من الذكور.
وهذا الذي توصلت اليها الاحصائيات العالمية قد أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرنا؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد). (انظر صحيح البخاري 4933)
قال الحافظ ابن حجر: (قوله):وتكثر النساء قيل سببه أنَّ الفتن تكثر فيكثر القتل في الرجال لأنَّهم أهل الحرب دون النساء وقال أبو عبد الملك هو إشارة إلى كثرة الفتوح فتكثر السبايا فيتخذ الرجل الواحد عدة موطوآت قلت وفيه نظر لأنَّه صرح بالقلة في حديث أبي موسى الآتي في الزكاة عند المصنف فقال من قلة الرجال وكثرة النساء والظاهر أنَّها علامة محضة لا لسبب آخر بل يقدر الله في آخر الزمان أن يقل من يولد من الذكور ويكثر من يولد من الإناث.
(وقوله): لخمسين يحتمل أن يراد به حقيقة هذا العدد أو يكون مجازا عن الكثرة ويؤيد أنَّ في حديث أبي موسى وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة قوله القيم أي من يقوم بأمرهن واللام للعهد أشعارا بما هو معهود من كون الرجال قوامين على النساء.
وقال القرطبي في التذكرة يحتمل أن يراد بالقيم من يقوم عليهن سواء كن موطوآت أم لا ويحتمل أن يكون ذلك يقع في الزمان الذي لا يبقى فيه من يقول الله الله فيتزوج الواحد بغير عدد جهلا بالحكم الشرعي قلت وقد وجد ذلك من بعض أمراء التركمان وغيرهم من أهل هذا الزمان مع دعواه الإسلام والله المستعان (انظرفتح الباري شرح صحيح البخاري)
اذن التعدد ضرورة اجتماعية؛ فاذا تزوج كل رجل أربعة نساء لم تبق امرأة بدون زوج ... سيما وكثرة الحروب خلفت عددا كبيرا من الارامل وكذا الايتام من البنات ...
وليس هناك حلّ لمعالجة كثرة العزوبة بين صفوف النساء الا بالانصياع الى قانون الله الذي شرعه؛ وهو تعدد الزوجات .... وكلما أهمل هذا الأمر ورغب الرجال عنه ازداد عدد النساء على عدد الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد.
وكان أول من حمل راية منع التعدد النصرانية حيث منعت الرجل من أن يتزوج بثانية لأي سبب من الاسباب ..... ونتيجة تشريعهم المخالف لتشريع الله أنك تجد الرجل من جلدتهم يتخذ الاخدان من النساء .....
وقد سلكت القوانين الوضعية مسلك النصارى فصارت تمنع التعدد الا باذن الزوجة ... ومن باب اللطيفة ما نقله الشيخ القرضاوي أنَّ احدى الزوجات شعرت بانَّ الزوج يتغيب عن بيتها فأرصدت خلفه من يقص أثره فعلمت أنَّه قد تزوجت امرأة غيرها فرفعت أمرها للمحكمة وبما أنَّ القانون المصري يمنع تعدد الزوجات من غير اذن الزوجة الاولى استدعي الزوج للوقوف امام المحكمة وفي التحقيق قيل له: كيف تتزوج بثانية من دون اذن الاولى ألم تعلم بأنَّ ذلك ممنوع؟
فقال الزوج _ وقد كان ذكيا_: ومن قال أنَّي تزوجت بثانية؟
قال القاضي: وهذه المرأة التي تكون عندها من تكون؟
قال الزوج: هي عشيقتي.
فقال القاضي: اذا كانت عشيقتك فلا بأس بذلك.
زوجة بشرع الله ممنوع .... عشيقة بالحرام ممكن!!! أليس هذا أمر عجاب!!!
بل قد تجد هذا الامر عند بعض النساء ... ترضى أن تكون لزوجها عشيقة ... ولايمكن أن ترضى بامراة يتزوجها زوجها بالحلال!!!
¥