قلت: أما السقط فلا سقط، كما هو مبين في المواطن الأخرى، ولم يدقق البوصيري العبارة في " الزوائد " وقال: (رواه إسحاق بن راهويه في مرسلاً! ورواته ثقات)، فلا إرسال فيه، وإنما هو من قوله ولا يلزم من كونه إخبار عن أمرٍ غيبي أن يكون مرسلاً، إذ قد يكون من أخبار بني إسرائيل وهو كذلك.
وأما إسناده: وبلا شك أن رواته قد وثقوا، وفي روايات أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس كلام.
قال ابن حبان: الناس يتقون من حديثه – أي الربيع بن أنس – ما كان من رواية أبي جعفر عنه لأن في أحاديثه عنه اضطراباً كثيراً (3).
قلت: ولو قيل بحُسن إسناده، فإنه مقطوع لا تقوم بمثله الحجة في مثل هذا الباب، فالربيع من صغار التابعين، ويشبه أنه تحمله من مرويات بني إسرائيل، والله أعلم.
(خبر آخر):
وروى أبو الشيخ في " العظمة " (صحيفة: 195) قال حدثنا إبراهيم ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة عن عليّ رضي الله عنه أنه قال: (اسم السماء الدنيا رقيع، واسم السماء السابعة الضراح).
قلت: أبو أحمد هو الزبيري محمد بن عبدالله بن الزبير، وفي إسناده أبو إسحاق السبيعي وهو موصوف بالتدليس وقد عنعنه هنا، وهبيرة خال زوجته العالية، وهذا الأثر عن علي أصح من الأخبار السابقة , والله أعلم.
وجاء في تسمية السماء الدنيا بالرقيع أحاديث صحاح مرفوعة، سميت بذلك لأنها مرقعة بالنجوم.
هذا ما وقفت عليه من تسمية طباق السماوات، أما تسمية السماء الدنيا فروي فيها أحاديث وأسماء عدّة ليست محل إجابة السؤال، والمقصود أنني لا أعلم روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح تسمية كل سماء، وما نقل لا يتعدى أن يكون من الإسرائيليات، وقد تضاربت الأخبار بين شخصٍ وآخر، فكما تقدم من خلاف بين أسماء بعضها، وكذلك:
ذكر في " الصحاح ": أن اسم السماء السابعة: برقع.
وفي " لسان العرب ": عن الأزهري قال: قال الليث: البرقع اسم السماء الرابعة.
وكذا في " محيط اللغة "، وحكاه في " تاج العروس "، وذكر أن الأولى تسمى بـ: الرقيع، وفي موطن آخر من كتابه ذكر أنه تسمى بالأرقع!.
وشابه أثر سلمان رضي الله عنه في تسمية السماء السابعة: ابن الأثير في " غريب الحديث "، ولكن قال: عروباء، ونقله عنه أيضاً صاحب " لسان العرب ".
وذكر الخليل بن أحمد في " العين " أن السماء الدنيا تسمى بـ: الصاقورة!.
وقيل: هي اسم السماء الثانية!.
وفي شعر أمية بن الصلت أنها الثالثة فقال:
وبنى الإله عليهم صاقورة ****** صماء ثالثة تماع وتجمد
وهو كذلك في " لسان العرب " و " المحيط في اللغة " و " تاج العروس "، وذكروا بيت أمية.
وفي " محيط اللغة " أن الحافورة اسم السماء الرابعة!، وذكره الخارزنجي أيضاً.
ونقل القرطبي في " تفسيره " عن المهدوي عن جابر بن زيد أن سجيل اسم للسماء الدنيا!.
قال القرطبي: وحكاه الثعلبي عن أبي العالية.
وذكر القرطبي استدراك ابن عطية بأنه منقوض بوصفه أنه (منضود)
.
وعلى العموم أن معرفتها من الفضول، وما كلّف به العبد من معرفة توحيد الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أولى من التعمق في معرفة اسم كل سماء!، إذ لا ينبني على ذلك دين ولا عقيدة، خاصة وأن مصدرها لا يثبت بما تقوم به الحجة، والله ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
بدر بن علي العتيبي
منقوووول ...
==========
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
سُئل الشيخ عبد الله الفقيه - حفظه الله - عن صحة هذه الأسماء، فأجاب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر السيوطي في الدر المنثور والقرطبي في تفسيره نحو ذلك، قال السيوطي: أخرج أبو الشيخ عن سلمان الفارسي قال: السماء الدنيا من زمردة خضراء واسمها رقيعاء، والثانية من فضة بيضاء واسمها أزفلون، والثالثة من يا قوتة حمراء واسمها قيدوم، والرابعة من درة بيضاء واسمها ماعونا، والخامسة من ذهبة حمراء واسمها ريقا، والسادسة من ياقوته صفراء واسمها دقناء، والسابعة من نور واسمها عريبا.
وذكر روايات كثيرة وأغلبها من الأخبار الإسرائليه عن كعب الأحبار وغيره، وما رفع منها لا يصح لانقطاع سنده، وحسب المسلم في ذلك أن يقرأ قوله تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ* الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ {الملك: 1 - 5} وأما معرفة اسم كل سماء ولونها وصفتها فهذا مما لم يكلف المسلم به شرعاً، ولا يفيده في دنياه ولا في أخراه ولم يصح به دليل. فينبغي صرف النظر عنه والاهتمام بما ينفع المرء في دنياه أو آخرته.
(منقول)
===
هذه الأسماء للسموات السبع مع انه لم يأتي ذكر ذلك لا في كتاب ولا في سنة ولم يصعد أحد من البشر إلى الآن آخر السماء الدنيا فكيف عرفوا اسماءها وسموها والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
الإسم الوحيد هو السماء الدنيا