تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(2) أشار الى حديث ابن عباس رضي اله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أول من جحد آدم عليه السلام قالها ثلاث مرات ان الله عزوجل لما خلقه مسح ظهره وأخرج ذريته فعرضهم عليه فرأى فيهم رجلا يزهر فقال أي رب من هذا قال هذا ابنك داود قال كم عمره قال ستون قال أي رب زد في عمره قال لا إلا أن تزيده أنت من عمرك فزاده أربعين سنة من عمره فكتب عليه كتابا وأشهد عليه الملائكة فلما أراد أن يقبض روحه قال قد بقي من أجلي أربعون فقيل له إنك قد جعلته لابنك داود قال فجحد فأخرج الله عزوجل الكتاب وأقام عليه البينة فأتمها لداود مائة سنة وأتمها لادم عمره ألف سنة). انظر مجمع الزوائد 8/ 206 وفيه رواه أحمد والطبراني وقال في أوله لما نزلت آية الدين وقال كم عمره قال ستون سنة، والباقي بمعناه وفيه علي بن زيد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات.

(3) انظر فتح الباري: ابن حجر 6/ 261

لعدوه إبليس وذلك خيانة له فنزع العرق في بناتها (1).

وقال المناوي: ولولا خلق حواء مما هو أعوج أو لولا خيانة حواء لآدم في إغوائه وتحريضه على مخالفة الأمر بتناول الشجرة قيل سميت حواء لأنها

أم كل حي (لم تخن أنثى زوجها) لأنها أم النساء فأشبهنها ولولا أنَّها سنت

هذه السنة لما سلكتها أنثى مع زوجها فإنَّ البادي بالشئ كالسبب الحامل لغيره على الإتيان به فلما خانت سرت في بناتها الخيانة فقلما تسلم امرأة من خيانة زوجها بفعل أو قول (2).

قال الحافظ ابن حجر: وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم بما وقع من أمهن الكبرى وأنَّ ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها شئ من غير قصد إليه أو على سبيل الندور وينبغي لهن أن لا يتمكنَّ بهذا في الاسترسال في هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن هواهن والله المستعان (3).

فالحديث أشار الى العامل الوراثي وان بعدت الشقة؛ لكن هذا لايعني الاستسلام والانصياع، فالله سبحانه جعل في النفس الانسانية استعدادا ايجابيا واستعدادا سلبيا فقال سبحانه: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس:7 ـ 8]، كما وجعل فيها القدرة على تجاوز العقبات، والتحول من الفجور الى التقوى وبالعكس فقال سبحانه: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا) [الشمس: 9]، والمرأة تستطيع مجاهدة نفسها اذا دعتها الى مخالفة أمر الزوج.

وكما قال البوصيري في البردة:

والنفس كالطفل ان تهمله شبَّ على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم

وعدم الانصياع الى نصح النفس والشيطان:

وخالف النفس والشيطان واعصهما وان هما محضاك النصح فاتهم

واما أنت أيها الرجل ان أمرت زوجتك بأمر أو نهيتها عن شيء، ثم


(1) انظر الديباج على مسلم 4/ 80
(2) فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/ 437
(3) انظر فتح الباري: ابن حجر 6/ 261
وجدت منها خلاف ما أردت،فتذكر هذا الحديث، وتذكر (رفقا بالقوارير).
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: (كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له انجشة وكان حسن الصوت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم رويدك يا انجشة لا تكسر القوارير) قال قتادة يعني ضفعة النساء (1).
قال ابن حجر:والقوارير جمع قارورة وهى الزجاجة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها. وقيل: المعنى سقهن كسوقك القوارير لو كانت
محمولة على الابل وقال غيره شبههن بالقوارير لسرعة انقلابهن عن الرضا وقلة دوامهن على الوفاء كالقوارير يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر.
وقال الخطابى كان أنجشة أسود وكان في سوقه عنف فأمره أن يرفق بالمطايا.
وقيل: كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فان حسن الصوت يحرك من النفوس فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الكسر إليها.
وجزم ابن بطال بالاول فقال: القوارير كناية عن النساء اللاتى كن على الابل التى تساق حينئذ فأمر الحادى بالرفق في الحداء لأنَّه يحث الابل حتى تسرع فإذا اسرعت لم يؤمن على النساء السقوط وإذا مشت رويدا أمن على النساء السقوط قال:وهذا من الاستعارة البديعة لانَّ القوارير أسرع شئ تكسيرا فافادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء في السير ما لم تفده الحقيقة لو قال أرفق بالنساء.
وجوز القرطبى في المفهم: الامرين فقال شبههن بالقوارير لسرعة تأثرهن وعدم تجلدهن فخاف عليهن من حث السير بسرعة السقوط أو التالم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة أو خاف عليهن الفتنة من سماع النشيد قلت: والراجح عند البخاري الثاني ولذلك أدخل هذا الحديث

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير