تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

النقلي الصحيح والدليل العقلي الصريح، ودين الكنيسة المنسوب زورا إلى المسيح عليه السلام: دين الحقد والخرافة: الحقد على الشرق المسلم والخرافة التي عششت في أذهان أتباع الكنيسة لتفشي الجهل في أوروبا في عصورها الوسطى، وهو أمر حرص رجال الكهنوت على استمراره لئلا تفيق العقول النائمة فتكتشف زيف تعاليمهم التي تنافي العقول الصريحة في الإلهيات والطبيعيات، فمقالتهم في الإلهيات: محض خرافة لا سند لها، وأناجيلهم مبتورة الأسانيد قد سرى التحريف بالزيادة والنقصان إليها، باعتراف فضلائهم، فلا تشبع نهمة ولا تسد رمقا، ومقالتهم في الطبيعيات قد أثبتت التجارب المعاصرة فسادها في مقابل انحياز كامل لمقالة الوحي المعصوم يشهد به كل منصف اطلع على أوجه الإعجاز العلمي في الكتاب العزيز والسنة المطهرة.

وانتقاص أهل الإسلام عموما، وأهل السنة خصوصا سمة بارزة في مناهج أهل الأهواء.

قال أحمد بن سنان القطان رحمه الله: "ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو مبغض أهل الحديث، فإذا ابتدع الرجل نزعت حلاوة الحديث من قلبه".

وقال الإمام أحمد رحمه الله:

"وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة، يريدون بذلك الطعن عليهم، والإزراء بهم عند السفهاء والجهلاء". اهـ

وإذا بحث المرء عن سبب انحراف العلمانيين في الماضي والحاضر وجده واحدا: ادعاء وقوع التعارض بين عقولهم الحائرة ونصوص الوحي المحكمة، أو ما اصطلح على تسميته بـ: "تعارض العقل مع النقل"، وهي مقالة غير متصورة أصلا، إذ خالق العقل هو منزل النص، فكيف يقع التعارض بينهما، والمصدر واحد، وكيف يصح في الأذهان أن يرسل الله، عز وجل، إلى العقل ما يكون مناقضا له فيكون سببا في ضلاله، وإنما يقع التعارض الموهوم بين:

نص غير صحيح وعقل صريح.

أو: نص صحيح وعقل فاسد كحال عقول علماني زماننا الذين خاضوا في الإلهيات والشرعيات بأقيسة عقلية مضطربة، فصارت أمزجتهم حاكمة على الشرع الحنيف، فما وافق عقولهم قبلوه، وما عارضها ردوه في انتقائية لا مستند لها إلا: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ).

وذلك العقل هو الذي عزل من أجله الوحي عن قيادة البشرية، ذلك العقل هو الذي يضع لأوروبا، قبلة أولئك الضلال، دساتير تبيح الشذوذ، وتجعله زواجا رسميا يحظى بموافقة الكنيسة المغلوبة على أمرها التي لا تملك إلا التصديق على قرارات البرلمان!!!، في محاولة يائسة لاسترضاء أتباعها الذين هجروها، فلسان حالها: "زورونا تجدوا ما يسركم"!!!!!، ولو كان خلاف الفطرة فضلا عن الدين، المهم أن تأتوا وتعمروا تلك الكنائس الخربة التي تباع الآن لمن يحولها إلى خمارات وملاه ليلية، فتلك تجتذب من الجمهور ما لا تقدر الكنيسة المسكينة على اجتذابه.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

"كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصريح المعقول والعقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح ولكن كثيرا من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا فمن عرف قول الرسول ومراده به كان عارفا بالأدلة الشرعية وليس في المعقول ما يخالف المنقول، ولهذا كان أئمة السنة على ما قاله أحمد بن حنبل قال: معرفة الحديث والفقه فيه أحب إلي من حفظه أي: "معرفته" بالتمييز بين صحيحه وسقيمه (وهذا: مقتضى صحة الدليل). "والفقه فيه" معرفة مراد الرسول وتنزيله على المسائل الأصولية والفروعية، (وهذا: مقتضى صحة الاستدلال)، أحب إلي من أن يحفظ من غير معرفة وفقه. وهكذا قال علي بن المديني وغيره من العلماء فإنه من احتج بلفظ ليس بثابت عن الرسول أو بلفظ ثابت عن الرسول وحمله على ما لم يدل عليه فإنما أتي من نفسه. وكذلك "العقليات الصريحة" إذا كانت مقدماتها وترتيبها صحيحا لم تكن إلا حقا لا تناقض شيئا مما قاله الرسول. والقرآن قد دل على الأدلة العقلية التي بها يعرف الصانع وتوحيده وصفاته وصدق رسله وبها يعرف إمكان المعاد. ففي القرآن من بيان أصول الدين التي تعلم مقدماتها بالعقل الصريح ما لا يوجد مثله في كلام أحد من الناس بل عامة ما يأتي به حذاق النظار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير