ـ[محمد التويجري]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 05:43 م]ـ
بورك المداد
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 05:56 م]ـ
العلمانية بدعة العصر وقد ابتلانا الله بها وبأربابها.
ـ[مهاجر]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 08:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور والتعليق أيها الكرام الأفاضل.
وإلى ما سبق يشير ابن أبي العز، رحمه الله، بقوله:
"فالواجب اتباع المرسلين، واتباع ما أنزل الله عليهم. وقد ختمهم الله بمحمد، صلى الله عليه وسلم، فجعله آخر الأنبياء، وجعل كتابه مهيمنا على ما بين يديه من كتب السماء، وأنزل عليه الكتاب والحكمة، وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين، الجن والإنس، باقية إلى يوم القيامة، وانقطعت به حجة العباد على الله.
وقد بين الله به كل شيء، وأكمل له ولأمته الدين خبرا وأمرا، (فالخبر في العلميات والأمر في الحكميات العملية)، وجعل طاعته طاعة له، ومعصيته معصية له، وأقسم بنفسه أنهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم، وأخبر أن المنافقين يريدون أن يتحاكموا إلى غيره، وأنهم إذا دعوا إلى الله والرسول - وهو الدعاء إلى كتاب الله وسنة رسوله - صدوا صدودا، وأنهم يزعمون أنهم إنما أرادوا إحسانا وتوفيقا، كما يقوله كثير من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم: إنما نريد أن نحس الأشياء بحقيقتها، أي: ندركها ونعرفها، ونريد التوفيق بين الدلائل التي يسمونها "العقليات"، وهي في الحقيقة: جهليات! وبين الدلائل النقلية المنقولة عن الرسول، أو نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة.
وكما يقوله كثير من المبتدعة، من المتنسكة والمتصوفة: إنما نر يد الأعمال بالعمل الحسن، والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدعونه من الباطل، الذي يسمونه "حقائق" وهي جهل وضلال.
وكما يقوله كثير من المتملكة والمتأمرة: إنما نريد الإحسان بالسياسة الحسنة، والتوفيق بينها وبين الشريعة، ونحو ذلك.
فكل من طلب أن يحكم في شيء من أمر الدين غير ما جاء به الرسول، ويظن أن ذلك حسن، وأن ذلك جمع بين ما جاء به الرسول وبين ما يخالفه - فله نصيب من ذلك، بل ما جاء به الرسول كاف كامل، يدخل فيه كل حق وإنما وقع التقصير من كثير من المنتسبين إليه، فلم يعلم ما جاء به الرسول في كثير من الأمور الكلامية الاعتقادية، ولا في كثير من الأحوال العبادية، ولا في كثير من الإمارة السياسية، أو نسبوا إلى شريعة الرسول، بظنهم وتقليدهم ما ليس منها، وأخرجوا عنها كثيرا مما هو منها. فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم، وبسبب عدوان أولئك وجهلهم ونفاقهم، كثر النفاق، ودرس كثير من علم الرسالة". اهـ
فلكل نصيب من قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا).
فالفلاسفة يريدون تقرير مسائل الإلهيات بمعزل على النبوات!!!، فيردون أخبار الوحي المحكمة بأقيسة عقولهم المتشابهة، وإذا اعترض عليهم معترض رموه بالجمود، فهم أرباب التحقيق، ومن سار على طريقة الرسل من أرباب التقليد، وشتان المحقق والمقلد!!!!. والبداية: عقل فاسد عارض الطريقة النبوية في الأخبار السمعية.
والمتصوفة: يريدون السير إلى الله، عز وجل، بأذواقهم، فيختطون طرقا لا سند لها من النبوات، بل قد تنقض ما قررته الرسالات، ففيها من البدعيات والشركيات ما فيها، وإذا اعترض عليهم معترض قالوا: نحن أرباب الذوق والوجد فالمحبة لا تكون إلا على طريقتنا، فما عرفها إلا من وقع في مقالتهم الغالية في الأنبياء والأولياء فضلا عن فساد تصورهم في محبة الله، عز وجل، التي حملتهم على الاستخفاف بوعده ووعيده، فلا الجنة يطلبون ولا من النار يفرون، وإنما الشأن عندهم: إنشاد قصائد الغزل، على ما فيها من فحش، تدينا!!!، فالعشق الإلهي الذي ابتدعوه كان الطريق المباشر إلى مقالة الاتحادية، أخبث المقالات في الوجود، فصار حب الله، عز وجل، اتحادا بذاته القدسية، فهو يتجلى في كل الصور الأرضية، وإن سفلت، فكلها محبوبة مرادة، لأنها عين وجود الله، عز وجل
¥