تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

، فانحلت بمقالتهم عرى الولاء والبراء في القلوب بل وعرى الغيرة والفطرة الآدمية، فلا القلوب تعرف معروفا ولا تنكر منكرا، فكله من الله، عز وجل، وما كان منه فهو محبوب مراد وإن كان عين ما ينهى عنه ويبغضه من الكفر والفحش، والبداية: ذوق فاسد عارض الطريقة النبوية في المحبة الإلهية.

يقول ابن تيمية رحمه الله:

"وكذلك العباد: إذا تعبدوا بما شرع من الأقوال والأعمال ظاهرا وباطنا، وذاقوا طعم الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي بعث الله به رسوله، وجدوا في ذلك من الأحوال الزكية، والمقامات العلية، والنتائج العظيمة، ما يغنيهم عما قد يحدث في نوعه، كالتغيير ونحوه، (وذكر بعض أهل العلم المعاصرين أنه: "التغبير"، وهو أحد أنواع السماعات المحدثة، كما أثر عن الشافعي رحمه الله)، من السماعات المبتدعة، الصارفة عن سماع القرآن، وأنواع من الأذكار والأوراد، لفقها بعض الناس. أو في قدره، كزيادات من التعبدات، أحدثها من أحدثها لنقص تمسكه بالمشروع منها"

والمتفقهة من أهل الرأي المتأخرين: يقدمون آراء الأئمة الأعلام، رحمهم الله، على أخبار الكتاب والسنة، فلفظ الشارح كنص الشارع، كما أثر عن بعض أهل العلم في سياق نقد طريقة الفقهاء المتأخرين ممن غلب عليهم التقليد والجمود، وكل خبر خالف طريقة إمامنا فهو مؤول أو منسوخ!!!، وليس لنا أن تنقدم على إمامنا، وإن خالف قوله النص المحكم، لعدم بلوغه إياه أو عدم ثبوته عنده أو معارضته بما هو أقوى عنده ........... إلخ من الأمور التي اعتذر بها ابن تيمية رحمه الله عما خالف فيه الأئمة الأعلام نصوص الوحي المنزل في رسالة "رفع الملام" فهم أشرف مكانة وأعلى رتبة من أن يتعمدوا مخالفة قول المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومأثوراتهم طافحة بتقرير ذلك ولكن للمتأخرين قولا آخر: فإن خالف قول الإمام النص المحكم، فلا بد أنه قد اطلع على ما لم نطلع عليه، فرأيه النافذ، ومذهبه الحق الي يدان به، وإن كان خلاف الحق، وكأن الله، عز وجل، قد ألقى مقاليد الحق المطلق لبشر بعد المعصوم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا تسوغ مخالفته!!!!.

يقول ابن تيمية، رحمه الله، في "منهاج السنة":

"فإن الهدى يدور مع الرسول حيث دار ويدور مع أصحابه دون أصحاب غيره حيث داروا فإذا أجمعوا لم يجمعوا على خطأ قط بخلاف أصحاب عالم من العلماء قد فإنهم قد يجمعون على خطأ بل كل قول قالوه ولم يقله غيرهم من الأمة لا يكون إلا خطأ فإن الدين الذي بعث الله به رسوله ليس مسلما إلى عالم واحد وأصحابه ولو كان كذلك لكان ذلك الشخص نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو شبيه بقول الرافضة في الإمام المعصوم". اهـ

ويقول، رحمه الله، في "اقتضاء الصراط المستقيم":

"وكذلك العلماء: إذا أقاموا كتاب الله وفقهوا ما فيه من البينات التي هي حجج الله، وما فيه من الهدى، الذي هو العلم النافع والعمل الصالح، وأقاموا حكمة الله التي بعث بها رسوله صلى الله عليه وسلم -وهي سنته - لوجدوا فيها من أنواع العلوم النافعة ما يحيط بعلم عامة الناس، ولميزوا حينئذ بين المحق والمبطل من جميع الخلق، بوصف الشهادة التي جعلها الله لهذه الأمة، حيث يقول عز وجل: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} ولاستغنوا بذلك عما ابتدعه المبتدعون، من الحجج الفاسدة، التي يزعم الكلاميون أنهم ينصرون بها أصل الدين، ومن الرأي الفاسد الذي يزعم القياسيون أنهم يتمون به فروع الدين، وما كان من الحجج صحيحا ومن الرأي سديدا، فذلك له أصل في كتاب الله وسنة رسوله، فهمه من فهمه، وحرمه من حرمه". اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير