بارك الله فيك، هذا التأويل الذي ذكرته وجيه جدا، ومع ذلك لا أرى مانعا من جعل ما مصدرية أيضا، ويكون التقدير: ما إن يخرجُ منه يشتاقُ إليه حتى يرجعُ إليه.
والله أعلم.
ـ[المجد أبو بكر]ــــــــ[28 - 12 - 10, 10:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم.
إنما عدلت عن كون ما توقيتية في جملة السائل، لأن ذلك مفض إلى غير مراد المتكلم، ومراد المتكلم-فيما يبدو, كما ذكر الشيخ أبو مالك-أن التوقف يقع عقيبَ الإخفاق، لا أن التوقف مقيد بزمن الإخفاق، ولعل الأستاذ الكريم كمالا أبا أحمد يوضح لي الفرق بين التقدير بالمدة والتقدير بالوقت.
نعم إن أراد المتكلم أن توقفه مقيد بزمن الإخفاق، فلا إشكال في التركيب، لكن بعد حذف حتى، وأما تقدير (ييأس) أو نحوِه، فلا أظنَّ له نظيرًا، وهو جار أيضًا على المعنى نفسه، من تقييد اليأس بزمن الإخفاق، والمتكلم يريد أن ذلك يحدث عقب الإخفاق،
أما جعل حتى لانتهاء الغاية، فلا أفهمه بعد، نعم قد تأتي كذلك كما في قوله تعالى: {لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} أي: يستمر عكوفنا إلى أن يرجع موسى، فإن رجع تركنا ذلك، وكقولك: (لا أقوم من مقامي حتى يأتي عمرو) أي: فإن أتى قمتُ، وجملتنا-جزى الله ناقلها خيرًا-لا يقصد قائلها أنه لا يخفق إلى أن يتوقف، فإن توقف أخفق!
وكذلك قد تأتي بمعنى (إلا)، كما في قول الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ** حتى تجود وما لديك قليل
إلا أن تجود
وقد يحتملهما قول امرئ القيس:
والله لا يذهب شيخي باطلا * حتى أبير مالكًا وكاهلا
أي: إلا أن أبير، قال الدماميني-رحمه الله- في شرح المغني: (والغاية في البيت ممكنة، أي: لا أترك ثأره إلى أن أقتل هذين الحيين، فأترك حينئذٍ لحصول القصد بإهلاكهما) اهـ
هذا، ولا يبدو لي أيضًا إمكانُ كون حتى استثنائيةً هاهنا، فليس المعنى أنه لا يخفق إلا أن يتوقف.
ومع ذلك لا أرى مانعا من جعل ما مصدرية أيضا، ويكون التقدير: ما إن يخرجُ منه يشتاقُ إليه حتى يرجعُ إليه.
أحسن الله إليك.
لا حاجة للتأويل، لأن الظرف المقدر متعلق بـ (معلقٌ).
والله أعلم.