تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أعطاني ذاك الطالب الكبير الذي انتقد "كلمتي "في مجلس الطلبة

كتاب "التوحيد" وأشار إلى حديث "لعن رسول الله زائرات القبور"

وأمرني أن أسأل المدير عن شرحه لأن الشيخ أباح زيارة القبور للنساء

فقمت إليه وسألته فقال "اسألني في الفصل.بارك الله فيك" قاله لي وقد رفع صوته

فكانت هذه أول مواجهة لي من المدير فحزنت وقلت "ليتني لم أسأل"

وعرفت بعد ذلك أن الحديث بهذا اللفظ ضعيف

والصحيح ما كان بلفظ "زوارات "

ويوما سأل التلاميذ في أثناء الدرس عن معنى كلمة "معدن" باللغة التاملية

وقد عسر على الشيخ التلفظ بها

فقلت "كَنِيَمْ" فقال الشيخ "نعم "كَنِيَمْ بارك الله فيك"

كم تمنيت من فيه دعاء "بارك الله فيك"

ومما لا أزال أشم من روائح تلك العطور التي تطيبت بها ذكرياتي من تلك اللحظات

مسألة "أكل الضب" قال الشيخ في الفصل

"إن الضب حلال بدون كراهة" ثم أورد له بعض الأحاديث

فقلت للشيخ "قرأت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم

علل لتركه بأن أمة من بني إسرائيل مسخت لا أدري لعله من القرون التي مسخت"

فقال "هل أنت متأكد؟ " فقلت "نعم"

فسكت الشيخ ثم قال "بعد انتهاء الدرس تعال إلى المكتبة"

وبعد انتهاء الدرس أسرعت إلى المكتبة

فجاء المدير إلى المكتبة وقال "أين صحيح مسلم؟ "

فأخذته فقلت "ها" فقال "اجلس على الكرسي"

فجلست وجلس على كرسي بجانبي

فعرج قلبي إلى السماء لجلوس المدير بجانبي

تقول نفسي "يا مجاهد تجلس مع من؟ تجلس مع رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية

ومدير معهد دار التوحيد السلفية وتلميذ الإمام ابن باز وذاك شرف وأي شرف"

فقال "افتح الكتاب" ففتحته فأريته الحديث

فقال "هناك حديث "ما جعل الله لمسخ نسلا " ثم أراني الحديث

فقلت "كيف يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا؟ "

فقال:"لعله قبل أن يوحى إليه به" (أظن أن جوابه كان هكذا)

فقلت"وقد مسخ الله أمما من بني إسرائيل قردة وخنازير وماذاك إلا لحقارتهما وكراهيتهما وتقذر الناس لهما فلو مسخت أمة من بني إسرائيل ضبا فلا شك أن السبب حقارة الضب وتقذره وكراهيته فلا تدل كراهية النبي صلى الله عليه وسلم على أنها كانت من وجود نسل من ذاك المسخ ولعل النبي صلى الله عليه وسلم كرهه لمجرد مسخه"

إما قلت هذا للشيخ فسكتَ أو فكرت في الجواب به وسكتُّ

ومما لا أزال أشم من روائح تلك العطور التي تطيبت بها ذكرياتي من تلك اللحظات

أنه زار معهدنا بعض الشيوخ من السعودية

وكان من بينهم أستاذ من الجامعة الإسلامية

وكنت أقرأ كتابا في المكتبة وكان الوقت وقت الدرس

ولم يكن في المكتبة إلا أنا وأمين المكتبة

فجاء المدير مع هؤلاء الأساتذة إلى المكتبة

فتجولوا فيها ولما رآني المدير دعاني وعرفهم بي

فقال"هذا مجاهد طالب نشيط يكون في المكتبة دائما وقد تأثر (ولو قال تعلم لكان أحسن) بكتب الشيخ الألباني رحمه الله

وإذا احتجنا إلى بحث مسألة نأمره فيبحث لنا"

فقال أستاذ منهم (أظنه هو الأستاذ بالجامعة الإسلامية):

"ماشاء الله .. بارك الله فيك" ثم دعا لي بدعاء حفظت كلماته

ولكني لا أريد كتابته وتسطيره لأسباب يعلمها الله

وكان في المكتبة الأستاذ خليل الرحمن أيضا

وأسأل الله أن يقبل الله دعوته في وأن يحفظني إلى آخر أنفاسي

وأن يجزي ذلك الأستاذ خير ما يجزي به الصالحين

وقد زاد دعاء ذاك الأستاذ العربي الذي هم هم الإسلام من هممي

كان المدير يأمرني بالبحث في مسائل فقهية

أمرني يوما بالبحث في حديث "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"

وأمرني يوما بالبحث في صيغ تكبيرات العيد

وأمرني يوما بالبحث في قنوت النوازل يوم دخل أمريكا العراق ظلما

والله إنها كانت من أحاسن أيام معهدي وأيامنها

وقد أحببته في الله كثيرا ولكن الله لم يقدر لي أكثر من هذا في تلك الأيام

وفي تلك السنة وصلني خبر انتقال أهلي من خص البوذي إلى دار أخرى مستأجرة

نعم قد كتبت رسالة إلى المكتب أشكو فيها معاناة أهلي

وإنا لفي حاجة إلى استئجار دار أخرى أوسع من هذه

فأعطونا عشرة آلاف جزاهم الله خيرا

ولكن الكلفة كانت أكبر من هذه و بمشيئة الله ثم بجهد أبي

وقعت في أيدينا تلك الدار التي استأجرناها و قضينا فيها من حياتنا خمس سنوات

وأرانا الله فيها من نعمه ما أرانا والحمد لله

ثم انتقلنا من تلك الدار إلى دار بـ"كَلَمْبُوْ" لأخينا في الدعوة

وهو الأخ رياض الذي حدثتكم عنه بعض الخبر

وذاك الانتقال الذي شق قلبنا حزنا من فراقنا لقريتنا التي هي مهدنا

وقضينا في تلك الدار سنة كاملة وعدنا إلى قريتنا

بعد أن تحملنا وذقنا نتائج الفراق لقريتنا

فاستأجرنا بيتا لثلاث سنوات وذاك البيت هو البيت الذي نقضي لحظاتنا وحياتنا اليوم

ولكن بأحسن حال من حالنا من عيشنا في الخص وتلك البيوت

والحمد لله

كنت في السنة السادسة يوم انتقال أهلي من الخص إلى ذاك الدار

وبدأت تبدو في حياتي في المعهد أمارات للدمار

وتجمعت مزن في سماء أفراحي للانهمار

وبدا دروس الوشي في ثياب معهدي من شد الغيار

وجمعت مناديل لمسح تذارف أعيني حين الاحمرار

وكنت أخشى عزلي عن معهدي الحبيب ولكن

قد كان ما خشيت أن يكونا وإنا إلى ربنا لراجعونا

وتلك العاصفة

(وسأعود إن شاء الله)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير