تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[09 - 10 - 09, 10:26 م]ـ

جزاك الله خيرا ... مناظرة موفقة ... سدد الله خطاك.

واصل يا اخى فنحن لموضوعك متابعون، و لقصتك مشتاقون.

و جزاك الله خيرا.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:51 م]ـ

أخي أحمد جزاك الله خيرا

"إِدِ مَنْ" هو الحي الذي فيه بيت صديقي فيصل

ويجاوره حي "آلَنْكانِيْ" أكثر أهله من الهندوس

وأكثر الهندوس منتسبون إلى نمور التامل أو مؤيدون لهم

وكان هذا الحي يعتدي على المسلمين وممتلكاتهم

فكان هذا الاعتداء حلقة من تلك السلسلة الظالمة

كنت أخاف المرور نهارا فضلا عن الليل بهذا الحي

ويوما وعدت صديقا لي بعقد درس في حي "كُرُنْجَكَّانِيْ" وهو الحي الذي يعيش هو فيه

وكان لا بد للوصول إليه من المرور بذاك الحي المخيف

وقد وصلنا إلى حي ذاك الصديق في دراجاتنا

وكان أخي فيصل يحدثني طوال عبورنا للطريق

عن أحداث ومصائب جرت للمسلمين بأيدي هؤلاء النمور

وهذا كان يزيد من خوفي ولكنه قال في الأخير

"أما النهار فلا خوف والمشكلة الليل"

وهذا الذي قاله أخيرا قد سكنني قليلا

فانقلبنا بنعمة الله ولم يمسسنا سوء

ويوما دخل بعض أفراد نمور التامل حينا في الليل

وجرح بعض أناس كانوا نائمين في بيوتهم

ونهبوا أموالهم وسرقوا الدجاجات والغنم

فاستيقظنا بصرخات الخوف التي ارتجت بها الحي كله

وكان قلقي أكثر من قلقهم لأنهم قد جربوها مرات من قبل هذا

وسمعت أصوات إطلاقات نار من بندقياتهم

فخرج صديقي من بيته وتبعته فرأيت أمام كل بيت من ذلك الحي بعض أناس واقفين

وفي وجوههم خوف ظاهر وكلامهم كان يوحيني بشر مقترب

وجلت ببصري فوقعت عيني على جانب بيت فيصل فكان مظلما

ولم يكن هناك مصباح يضيء ذاك الجانب

فاقتربت من فيصل خوفا

ولكنهم ما شعروا بقلقي الذي بلغ قمته

ولعلهم إذا قرأوا هذه السطور التي أكتبها إليكم تعجبوا وأنكروا هذا مني

وكانت الجريمة قد حدثت في آخر الحي المجاور لـ"آلَنْكانِيْ"

فقال فيصل "خلاص .. انتهى الأمر"

فدخلنا البيت وأخذنا فراشنا وأطلق فيصل المصباح ونام

ولكن أنى لهذا المسكين الخائف النوم

جرت في قلبي ألف سؤلات أحزنتني

"هل تستطيع العودة إلى أهلك؟

وهل يطمئن أهلي بالنوم إذا سمعوا هذا الخبر

ثم إنك ما كلمتهم يوما بعد وصولك إلى "كِنِّيا"

وقد مضت شهران ونصف من وصولك

ولعلهم ما زالوا يبحثونك كأنك فررت منهم ولملؤوا منك رعبا

أخطأت يا مجاهد!

أخبرهم وكلمهم قبل أن تموت"

والله ما خفت الموت فوق ما يخافه ابن آدم

ولكني خفت أهلي من ورائي

"كيف يرتاحون للعيش إذا وصلهم حالي أو مآلي

وهم ينتظرون منك مكالمة وأخبارا كللآلئ

وقد حصلت عليها

حصلت على الشهادة المولوية

صرت مدرسا في المدرسة السعدية

حاضرت في أكثر قرى "كِنِّيا"

وكلها لآلئ لم تحمل إلى قلوب كانت تدعو ربها لحاملها"

تألفت السحاب الثقال في جناني

وبدأ الودق يخرج من عيني

وأحيى كل ذكريات كانت في غمراتها

وأنبت كل ألم وغم وراح بنومي

فبكيت كطفل لا يدري لماذا يبكي

وتقلبت كثيرا في فراشي ونمت وأنا لا أدري

فلما أصبحنا كان ماحدث في البارحة حديث الحي

وكان اليوم يوم الجمعة

وكانت خطبتي ذاك اليوم في حيي الذي أنا فيه

فاستعددت للخطبة ولا أدري أي موضوع شرحته للناس

رقيت المنبر وبدأت خطبتي

مضت خمس دقائق أو عشر

فجأة سمعت صرخات نساء وأطفال خارج المسجد

وسمعت بعض صوت إطلاقات نارية ففزع من في المسجد

وبدأوا يفرون إلى الخارج إلا من رحم ربي

ولكني ثبت في منبري

لأنه مكان من لا يخاف الموت

ومكان من لا يفضل الدنيا على الآخرة

ومكان من يجاهد وليس هو مكان من يجحد

فرفعت صوتي وذكرتهم بالله إلا أن الهول كان في ازدياد

فنزلت من المنبر وصليتهم صلاة الجمعة لأن المكان مكان خوف

وخرجنا من المسجد فرأيت فرقة من العسكريين أمام المسجد

وقد أخبروا بهذا الهول على الفور فحضروا المكان

فتنهدت وسألت فيصل عما حدث

فقال "إن بعض النمور قد دخلت من وراء الحي=يدعونه بـ"كشَّيْ"=

بأسلحتهم ودخلوا البيوت للنهب"

فحزنت على ضعف المسلمين أمام هؤلاء الشرذمة

وعجبت من جرأتهم

وفي تلك الليلة سهر شباب من المسلمين لحفظ الحي من هؤلاء الظالمين

وكنا نساعدهم فكان في أيدي هؤلاء الشباب أسلحة

وكان كل واحد يجلس في فناء "كَشَّيْ" في مكانه الذي عين له

وكان فيصل رجلا ذا مزاح وكان "نِياسْ" صديق فيصل

وفي منتصف الليل فزعت من نعاسي بصوت "نمر .. " واستيقظت

فإذا فيصل ضاحكا أمام "نِياسْ" وهو الذي صرخ بـ"نمر"

لأنه كان نائما فخوفه فيصل بسيفه فصرخ

=وإني لا أذكر هل القصة وقعت لهما وعاينتها أو حدثتها أو شيء آخر

ولكن قصة مثل هذه قد وقعت=

وتتابعت أحداث مثل هذه في حي فيصل

فنصحني فيصل بالرجوع إلى قريتي

لأن الأمر قد يشتد على ما هو اليوم فقبلت نصيحته

وفي هذه الأيام جاءت إلى جوالة صديق لفيصل مكالمة من أبي

ففرحت فرحا شديدا ولكن خفت من معاتبة أبي لتفريطي

ولكن أبي كلمني بهدوء فسأل عن حالي وعن وضع الحي الحالي

ثم سألني عن هدفي وسيري إليه فبشرته بخير وشرحت له الأمر

وقال "متى ترجع؟ "

فقلت "في هذا الأسبوع إن شاء الله"

فدعا لي وسلم علي

فجاء ذلك اليوم الذي خرجت من قرية "كِنِّيا" الحبيبة

تدمرت دمعاتي بغلياني وجشعي

كأني فقدت ضوء فرقد أضاء سوادا قد حيرني

ولعلي آتيكم بتلعلي إن شاء الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير