[إماطة اللثام في سيرة الشيخ سليمان العلوان]
ـ[الظافر]ــــــــ[15 - 05 - 03, 01:42 م]ـ
[إماطة اللثام في سيرة الشيخ سليمان العلوان]
لقد رفع الله جل وعلا شأن العلماء فقال (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال عليه الصلاة والسلام (العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يرثوا ديناراً ولا درهما،، وإنما ورثوا العلم .... ) الحديث
وقوله عليه الصلاة والسلام (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم) وغير ذلك من الأحاديث التي تدل فضل العلماء ومنزلتهم.
والحديث هنا عن فضيلة الشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان حفظه الله،، وهو من العلماء الكبار في هذا البلد والذي دعاني للحديث عنه أني قرأت في بعض كتابات الأخوة من يقول إنه لا يعرف شيئا عن هذا الشيخ وكذلك سمعت من بعض الناس أن الشيخ سليمان حفظه الله لا يعرف كثيراً خارج منطقة القصيم فتعجبت من ذلك وقلت من الظلم ألا يعرف الناس عالماً كهذا،، فنحن نرى أمامنا علماء لا يحملون نصف ما يحمله الشيخ من علم ومع هذا أنتشرت سمعتهم في الآفاق وتتداول الألسنة أسمائهم ويعرفهم الصغير والكبير،، أما الشيخ سليمان حفظه الله فمن وجهة نظري أعتقد أن عدم معرفة الناس (كما يقال) به ناتج لعدة أمور:
أولها / أن الشيخ ومنذ حوالي ست سنوات وهو ممنوع من إلقاء المحاضرات وإقامة الدروس في المساجد.
ثانياً / ابتعاد الشيخ عن الأضواء وعدم الرغبة في الظهور الإعلامي في الإذاعة والتلفاز.
ثالثاً / السيطرة على أجهزة الإعلام بشتى أنواعها وعدم إظهار من يكون غير مرغوب فيه من العلماء.
إلى غير ذلك من الأسباب التي لا يتسع المجال لذكرها.
أما عن سيرة الشيخ سليمان فهي كالتالي:
التعريف به:
هو: فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان
ولد في مدينة بريدة ونشأ بها، وكان مولده عام 1389هـ
ويكبره من الأخوة ثلاثة ذكور ودونه من الأخوة أيضاً خمسة ذكور
تزوج عام 1410هـ وله من الأبناء ثلاثة ذكور أكبرهم عبد الله وله من العمر تسع سنوات.
بدأ الشيخ في طلب العلم عام 1404هـ وله من العمر خمسة عشر سنة تقريباً، و كان آنذاك في مرحلة الثالث متوسط، وبعد التخرج من المتوسطة، التحق بأحد المعاهد الثانوية لفترة لا تتجاوز خمسة عشر يوماً، وبعد ذلك قرر ترك الدراسة النظامية، والتفرغ التام لطلب العلم الشرعي والتلقي عن العلماء، ومطالعة الكتب، فقد كان شديد الميل للحفظ والقراءة في علوم مختلفة، ومنذ بداية طلبه للعلم وهو متفرغ له ويقضي أكثر يومه في الحفظ والمذاكرة والقراءة في الكتب.
طريقة الشيخ في طلب العلم:
بدأ الشيخ أولاً بحفظ القرآن وفرغ منه عام 1407هـ، وحفظ كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، و العقيدة الواسطية، والفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية، والبيقونية، وكانت هذه المحفوظات في بداية الطلب، وكان يقرأ حينها في كتب ابن تيمية وابن القيم والسيرة لابن هشام والبداية والنهاية لابن كثير، ومؤلفات ابن رجب، ومؤلفات أئمة الدعوة النجدية، وكان الشيخ يتردد على مجموعة من المشايخ يحفظ عليهم بعض المتون على حسب تخصصاتهم، وكانت الدروس يومياً عدا يوم الجمعة، وكان يختلف في اليوم على أربعة من المشايخ وذلك بعد الفجر وبعد الظهر وبعد المغرب وبعد العشاء.
وكان حريصاً أشد الحرص على حفظ المتون العلمية في كل الفنون، ولم يكن يحفظ المتن حتى يقرأ شرحه ويفهم معناه، وفي الفقه كان يحرص على معرفة المذاهب الأخرى حتى بدأ بحفظ المذاهب الأربعة، زيادة على ذلك اجتهادات واختيارات الإمام ابن حزم وشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وسألت الشيخ: كم ساعة تمضيها يومياً في القراءة هذه الأيام؟.
فأجاب: أقرأ في اليوم بما يزيد على خمسة عشر ساعة، وهي موزعة بين الحفظ والمذاكرة والمطالعة.
ثم سألته: زيادة على قراءتك في كتب العقيدة والحديث والفقه والنحو، هل كنت تقرأ في الكتب الفكرية للتعرف على أحوال العالم ومآسي المسلمين وما يحاك لهم من إفساد فكري وكيد عسكري؟
¥