[كيف تنمي ملكة البحث؟! (منقول)]
ـ[طويلب علم صغير]ــــــــ[12 - 05 - 03, 09:29 م]ـ
كيف تنمي ملكة البحث؟! (منقول) -
أبو أنس الوطيباني
~*¤§شبكة الحزم الإسلامية§¤*~
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تنمي ملكة البحث؟!
اعلم أنه لا يثبت لطالب العلم ريش في جناحيه يصلح أن يطير بهما في سماء العلم إلا بالبحث.
وكتابة البحوث من أهم وسائل شحذ القرائح العلمية وجرد الكتب والإطلاع على خطط مؤلفيها وطريقة ترتيبها والتدرب على الترجيح بين الأقوال واستبعاد المرجوح وإثبات الراجح ... وهو كما قال الخطيب:" يثبت الحفظ…".
والبحث النافع يكون في "اختراع معدوم أو جمع متفرق أو تكميل ناقص أو تفصيل مجمل أو تهذيب مطول أو ترتيب مخلط أو تعيين مبهم أو تبيين خطأ"
والتصنيف وكتابة البحوث جائزة وقت الطلب إذا كانت نية طالب العلم منه شحذ قريحته العلمية وزيادة في التأصيل والتحصيل لا إخراجه.
ولا يتصدر لهذا الأمر إلا بعد أن يتم أصول العلوم ومختصراتها وشرحها أو على الأقل أن يتم مختصر مع شرحه في العلم الذي يبحث فيه و إلا فكيف يخوض فيما لا يملك أدواته.
قال ابن جماعة: "
الاشتغال بالتصنيف والجمع والتأليف لكن مع تمام الفضيلة وكمال الأهلية فإنه يطلع على حقائق الفنون ودقائق العلوم للاحتياج إلى كثرة التفتيش والمطالعة والتنقيب والمراجعة وهو كما قال الخطيب البغدادي:
يثبت الحفظ ويذكي القلب ويشحذ الطبع ويجيد البيان ويكسب جميل الذكر وجزيل الأجر ويخلده إلى أخر الدهر.
والأولى أن يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة إليه وليكن اعتناؤه بما لم يسبق إلى تصنيفه متحرياً إيضاح العبارة في تأليفه معرضاً عن التطويل الممل والإيجاز المخل مع إعطاء كل مصنف ما يليق به.
ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه وتكرير النظر فيه وترتيبه ".
ولنا في سيرة العلماء قدوة فقد بدأ الإمام البخاري تصنيفه للتاريخ وعمره ثمانية عشر عاماً.
وابتداء ابن عساكر تصنيف (تاريخ دمشق) من صباه. وأفنى الطبراني عمره المديد في معجمه الأوسط.
لكن لابد أن كتابة البحث والجمع له وترتيبه ومناقشته والاستدلال والاستنباط لمسائله وأدلته ... أن تسير معه في حياته العلمية دون أن تخل في تحصيله وطريقه في العلم فلو اقتصر تحصيله وإطلاعه على ما يبحث فيه لسبب خلل في تحصيله. فلا بد إذن بين التوازن بين سير الطالب في تحصيله وبين كتاباته.
ولابد من هذه الأعمال والأبحاث أن تعرض على أهل العلم والاختصاص حيناً بعد حين حتى ينضج هذا العمل ويؤتي ثمره ويعطى حقه ويحقق ما فيه على الوجه المطلوب.
لكن اعلم أنه لا يمكن تنمي الملكة الثابتة والقوية في البحث إلا بركيزتين:
الركيزة الأولى: الأخذ بما نذكره.
الركيزة الثانية: ما تطلق فيها نفسك في رحاب البحث وأفقه.
وقبل البدء بالموضوع لابد من التنبيه على أمور:
-استحضر الأجر.
-اجمع فكرك لما تبحث عنه.
-أعط بحثك حقه فلا تكتفي بالدون بل اطلع على كل صغير وكبير وأسأل أهل العلم وطلبته ومن تجد ضالتك عنده.
-ارتد المكتبات العامة فقدرة الباحث لا يمكن أن تحدث إلا بهذا الارتياد فكلما كان عندك معرفة بالكتب أكثر كلما كانت قدرة البحث عندك أعظم.
-تعرّف على فوائد البحث.
-تعرّف على أهمية البحث.
-لا تغفلن عن ركائز العلم التلقي والقراءة.
-اتصف بصفات الباحث السلوكية والعلمية وهي:
*****للموضوع بقية .. وذكر المراجع فيمابعد .. ****
الصفات السلوكية:
-الاستقصاء ما أمكن فقد يوجد في الرسائل مالا يوجد في الأمهات وغبرها.
وأما ما يدعيه بعضهم من أنه رجع إلى كتابين وثلاثة ونحوها ويقول: أنا بحثت في كذا فتبين لي كذا فهذا ليس ببحث وإنما رجوع.
- وضع الخطة وتدوين المادة مع ترتيبها .......
-الكتابة الأخيرة ويراعى فيها أمور:
جودة العرض والترتيب.
دقة النقل والضبط.
تحقيق الأحاديث والآثار والاعتماد على المصادر الأساسية.
قوة البحث وجاذبته.
الصفات العلمية:
الإخلاص والعمل.
الإحاطة على الأقل ببعض العلوم الأساسية ليكون قادراً على التأمل والتفكير والاستنباط.
أن يكون موضوعياً في بحثه بعيداً عن الأوهام والأهواء.
(وهذه صفات عامة)