تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة من كلام الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _عن علو الهمة]

ـ[أم صهيب]ــــــــ[12 - 09 - 03, 10:26 ص]ـ

قال الإمام القرافي_ رحمه الله تعالى _ في كتابه الذخيرة (5/ 502): (وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة، فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك.

فلم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام)

ومن جميل ما قرأت عن الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ_ حفظه الله تعالى _ ما جاء في صحيفة الجزيرة العدد (11520) يوم الجمعة (18 من جمادى الأولى 1424): (لم يستطع المهندسون المعماريون أن يخفوا دهشتهم من دقة الملاحظات والمصطلحات الهندسية التي يبديها معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أثناء تفقده لبعض مشاريع الوزارة ضمن برنامج العناية بالمساجد ومنسوبيها الذي تنفذه الوزارة حالياً في مناطق المملكة كافة. وتزايدت دهشة المهندسين المعماريين وهم يستمعون إلى ملاحظات معالي الوزير آل الشيخ الدقيقة وطرحه لأفكار هندسية ومعمارية لإجراء تعديلات فنية على ما جرى ويجري تنفيذه من أعمال البناء والصيانة، تدل على خلفية علمية هندسية لمعاليه، الأمر الذي جعل الكثيرين يتساءلون عن سر هذه الخبرة الهندسية التي قلما تتاح لعالم شرعي. وجاءت الإجابة التي لا يعرفها سوى قلائل من المحيطين بمعالي الوزير آل الشيخ لتبدد هذه الدهشة، وهي أن معاليه درس بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود لمدة أربع سنوات متفوقاً قبل أن يتحول لدراسة العلم الشرعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض)

ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[12 - 09 - 03, 11:07 ص]ـ

(6) سألَ سائلٌ فقال:

ما نصيبُ أصحابِ التخصصات العلمية، كالهندسة، والكيمياء، وغيرها من هذه الدروسِ والدوراتِ، وهم كُثُرٌ، ويريدون الفائدةَ؟.

فكانَ الجوابُ:

من الواجب على كلِّ مسلمٍ أن يتعلمَ ما تصحُّ به عقيدتُه وما تصح به عبادتُه.

وهذا واجبٌ على المهندسِ والطبيبِ والمتخصصِ في الرياضيات والكيمياء والمهندس المعماري والكمبيوتر وغيرها من الفنون.

وهؤلاء يتعلمونَ ما تصحُّ به عقيدتُهم وعبادتُهم، وهذه الدوراتُ فرصةٌ لهم يستفيدونَ علمًا كثيرًا في وقتٍ وجيزٍ.

فإن تخرّجوا وتوظَّفوا فيأخذونَ من كلِّ علمٍ ما يحتاجون إليه.

ولا شكَّ أن أمثالَ هؤلاء لديهم استعداداتٌ فطريةٌ لِفَهْمِ العلومِ الشرعيةِ، لهذا قال بعضُ الحكماء:

" مَنْ لم يكنْ مهندسًا فلا يدخلُ داري " قالها لطائفةٍ. لأن عقولَ أصحابِ هذا الفنِّ مرتبةٌ تصلحُ للعلومِ الشرعية.

وهناك علمان: علم الهندسة، والطب، أقرب ما يكون للعلوم الشرعية.

ولهذا قال " الشافعيُّ " – رحمه الله -: " نظرتُ في العلوم فإذا أفضلُ العلومِ علمان:

(1) علمُ الأديانِ. (2) علمُ الأبدانِ.

فتأملتُ فإذا علمُ الأبدانِ الذي هو الطب يُنْجِي في الدنيا؛ لأنه يُصْلِحُ أمر البدن فيها.

وإذا بعلمِ الأديانِ يصلحُ البدنَ والروحَ في الدنيا والآخرة.

فآثرتُ علمَ الأديانِ على علمِ الأبدانِ ".

وكان " الشافعيُّ " - رحمه الله - متوجهًا للطبِّ، وكان عنده علمٌ بالطبِّ والفراسةِ، حتى كان موتُه بسببِ تعاطيه بعضَ العلاجاتِ الطبيةِ لقوةِ الحافظةِ.

و " الشافعيُّ " كان مولده سنة خمسين ومئة، ووفاتُه سنة أربعٍ ومئتين، يعني عاش أربعًا وخمسين سنة، فلم يُعَمَّرْ.

وسببُ موته أنه تَعَاطَى بعضَ الأدويةِ؛ لأنه يُحْسِنُ الطبَّ، فَأَثَّرَتْ في دمه، فأصابه نزيفٌ، يعني: أصابَهُ انفجارٌ فماتَ.

وهذا الإمامُ " ابنُ القيِّمِ " – رحمه الله - كان يعتني بالطب والفلك.

وقد شَرّح في كتابه " مفتاح دار السعادة " جِسْمَ الإنسانِ تشريحًا عجيبًا، ذكر الكبدَ ووصْفَها وتشريحها، وطبقاتِ الجلد.

لكن لا يصلح للعالم أن يُشْهِرَ هذه الأشياءَ.

كما ذَكَرَ فيه صورةً للخسوفِ والكسوفِ، وعمليةً حسابيةً هندسيةً من جهةِ الأشكالِ المخروطيَّةِ، وحسابَ القطرِ والزوايا، والزمنِ، حيث إنَّك لو أخذتَ بها تستطيعُ أن تحسبَ وقتَ الكسوفِ والخسوفِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير