تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الحفظ للمتون يعني: زيادة نسخة في البلد؟]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 - 06 - 03, 04:13 م]ـ

هذا مقال كتبه أخونا الدكتور محمود بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن حجر ـ أستاذ مشارك بجامعة الأزهر وأستاذ مساعد بجامعة الملك خالد كلية الشريعة وأصول الدين،وكان عنوانه: شبهات في طريق حفظ الوحيين،وهو يصلح ـ في نظري ـ لأن يكون أعم،وهو مقال وضع النقاط على الحروف،وقابل للتعليق.

أترككم مع هذا المقال:

إخواني وأخواتي طلاب العلم: أحييكم جميعا بتحية الإسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

إن الله حفظ الدين، وحفظ الدين يكون بحفظ القرآن وحفظ السنة إذ هما المستمسك من الضلال، والتركة النبوية لأمته، وحفظهما يكون بحفظ العلماء الذين يبينون للناس، والمجاهدين الذين يحمون أحكامه، فالجهل والكفار هما عدوا هذا الدين، من هنا جعل الله سبحانه وتعالى النفر نفرتين: نفرة لطلب العلم، ونفرة للجهاد في سبيل الله، قال الله سبحانه وتعالى (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) فالأولى إزالة الجهل، والثانية لطلب العدو، وقد وردت الأدلة الكثيرة التي ترفع طالب العلم فتجعله في مصاف المجاهدين في سبيل الله.

والعلم الشرعي يحتاج إلى عقليات فذة، تعي ما تعلم فلا يتفلت منها، وتؤديه كما علمته دون زيادة أو نقص، وهذا أعلى مقامات التبليغ عن الله، وقد جاء في الحديث: \" نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع \"

وهنا ينبغي أن نعلم أنه لا بد من أوعية للعلم تحفظه ليحيا به الناس كما تحفظ الأودية الماء الذي به حياتهم الدنيوية.

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:\" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به \"

وهذه الأوعية إن تفقهت فيما حفظت وملكت أدوات النظر فيه أمكنها ذلك من الاستنباط وتنزيل النصوص على الوقائع المستجدة، وإلا فإنها تظل أوعية للعلم تمد ذوي الاجتهاد ومن يقوى على الاستنباط بهذه المادة الصافية النقية التي لم يشبها تحريف ولا تغيير، ثم هي تظل ميزانا ضابطا ومصححا حالة الاجتهاد مع نص غير ثابت، أو هو ثابت لكنه لم يتعامل مع العبارة الواردة إنما تعومل مع المعنى، فيفتح الحفاظ لها على الناظر فيها كما يفتح الحفاظ للكتاب على الأئمة حين السهو أو الخطأ.

لهذا فلا مكان للمثبطين الذين يشيعون في مريدي حفظ القرآن العظيم والسنة النبوية عبارة:

زيدت نسخة في البلدة

وأقول: لا سواء

فإن هذه المقولة المثبطة لم تصدر ممن فهم عن الله فهما صحيحا لعدة أمور:

أولها: ما أسلفته إن تدبر جيدا وأدرك المرام منه.

ثانيها: أن النصوص الشرعية جعلت للحفاظ للكتاب والسنة مزيد فضل على من دونهم بمجرد الحفظ، والأدلة شاهدة على ذلك قال صلى الله عليه و سلم: «بلغوا عني ولو آية» أخرجه البخاري (3461) وقال ما أوردته من حديث: \" نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه؛ فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه» أخرجه أبو داود (3660) الترمذي (2656) وابن ماجه (230)

وإذا كان للحفاظ العلماء المجتهدين فضل زائد، فإن هذا لا ينفي فضل الحافظ بخاصة أن الحفظ بداية طريق التفقه والتعلم والوصول إلى درجة عالية، وإذا كان طالب العلم غير حافظ ففيم يتفقه، فالناس درجات فمن أصاب الأمرين جميعا فهو الغاية، ومن أصاب واحدا منهما فهو على طريق الفضل، والعلو ليس عليه بممتنع بل هو أيسر له من غيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير