عَنْ هَانِئٍ أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- مَعَ قَوْمِهِ سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِى الْحَكَمِ، فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ؟)، فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍ أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِيَ كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا أَحْسَنَ هَذَا فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟) قَالَ: لِي شُرَيْحٌ، وَمُسْلِمٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: (فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ؟) قُلْتُ: شُرَيْحٌ قَالَ: (فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ).
رواه أبو داود (4955) والنسائي (5387)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وسئل علماء اللجنة الدائمة: هل يجوز أن يُنادى على أحد بالابن الأصغر؛ لأن الابن الأكبر توفي في صغر سنِّه؟.
فأجابوا: " الأفضل: أن يكني الإنسان بابنه الأكبر، سواءً كان حيّاً، أو ميتاً، وينادى بتلك الكنية، ولكن لو كنَّاه أحد بابنه الأصغر، وناداه بها: فلا إثم عليه، وسواء كان ابنه الكبير حيّاً، أم ميتاً.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم " انتهى.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (11/ 487).
7. لا مانع أن تكون الكنية نسبة للإناث من أولاد صاحب الكنية.
قال النووي رحمه الله: " - باب جواز تكنية الرجل بأبي فلانة وأبي فلان والمرأة بأم فلان وأم فلانة - اعلم أن هذا كله لا حجر فيه، وقد تكنى جماعات من أفاضل سلف الأمة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم بـ " أبي فلانة "، فمنهم عثمان بن عفان رضي الله عنه له ثلاث كنى: أبو عمرو، وأبو عبد الله، وأبو ليلى، ومنهم أبو الدرداء، وزوجته أم الدرداء الكبرى ... " انتهى.
" الأذكار " (ص 296).
8. تشترك المرأة والرجل فيما سبق من الأحكام.
9. قد يكون صاحب الكنية ممن لا يولد له، ولا يمنع هذا من تكنيته.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ صَوَاحِبِي لَهَا كُنْيَةٌ غَيْرِي، قَالَ: (فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) فَكَانَتْ تُدْعَى بِـ " أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ " حَتَّى مَاتَتْ.
رواه أحمد (43/ 291) وصححه محققو المسند، والألباني في " السلسلة الصحيحة " (132).
10. قد يكنى الرجل أو المرأة بعد الزواج، وقبل أن يولد له، ولا مانع من هذا.
أ. عَن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَنَّاهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمنِ وَلَمْ يُولَدْ لَهُ ".
رواه الحاكم (3/ 353) والطبراني في " الكبير " (9/ 65)، وصححه ابن حجر في " فتح الباري " (10/ 582).
ب. وروى البخاري في " الأدب المفرد " تحت " باب الكنية قبل أن يولد له " عن إبراهيم النخعي: أن عبد الله بن مسعود كنَّى علقمة " أبا شبل "، ولم يولد له.
وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الأدب المفرد " (848).
11. لا مانع من تكنية الصغير، ولو قبل الفطام، أو أول ولادته، ذكراً كان، أو أنثى.
وقد ذكر أهل العلم فوائد متعددة من تكنية الصغير، ومنها: تقوية شخصيته، وإبعاده عن الألقاب السيئة، وأيضاً تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له.
وقد ثبتت تكنية الصغير في السنَّة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: " أَبُو عُمَيْرٍ " – أَحْسِبُهُ فَطِيمًا – قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ قَالَ: (أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟) قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ.
رواه البخاري (5850) ومسلم (2150).
والنُّغَيْرُ: طائر صغير يشبه العصفور، وقيل: هو البلبل.
والحديث بوَّب عليه البخاري رحمه الله بقوله: " باب الكنية للصبي، وقبل أن يولد للرجل ".
قال النووي رحمه الله: " وفى هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً، منها: جواز تكنية من لم يولد له، وتكنية الطفل، وأنه ليس كذباً " انتهى. " شرح مسلم " (14/ 129).
وفي " الموسوعة الفقهية " (35/ 170، 171): " قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له؛ وللأمن من التلقيب.
قال ابن عابدين: ولو كنى ابنه الصغير بأبي بكر وغيره: كرهه بعضهم، وعامتهم لا يكره؛ لأن الناس يريدون به التفاؤل " انتهى.
وبه يتبين الجواب عن السؤال بعينه، وهو جواز تكنية الأطفال، ولو كانوا رضَّعاً بكنى لائقة، ذكوراً أو إناثاً، ولو كانت بكنى بعض الصحابة والصحابيات، وهو أمر حسن غير منكر.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
¥