تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محبة النقاب]ــــــــ[05 - 12 - 09, 02:09 م]ـ

الدرس التاسع

(من الصفحة 50 إلى الصفحة 54)

الغسل.

مرّ معنا أن الطهارة الشرعية هي: رفع الحدث أو إزالة الخبث، وكنا قد أشرنا إلى أن الحدث حدثان:

_ أصغر، ورفعه يكون بالوضوء، أو ما ينوب عنه إذا ما تعذر الوضوء، وهو التيمم.

_ وأكبر، ورفعه يكون بالغسل، أو التيمم إذا تعذر الغسل.

و الغُسل اسم للاغتسال وهو تعميم البدن بالماء.

وقال الحافظ في الفتح: "وحقيقة الاغتسال غسل جميع الأعضاء مع تمييز ما للعبادة عما للعادة بالنية. "

والدليل على وجوبه،قوله تعالى ( ... و إن كنتم جنبا فاطهروا) المائدة 6

موجباته:

1 _ إنزال المني بشهوة يقظة أو مناماً لكنه في المنام يجب عليه الغسل وإن لم يحس بالشهوة، لأن النائم قد يحتلم ولا يحس بنفسه، فإذا خرج منه المني بشهوة وجب عليه الغسل بكل حال.

وتشترط الشهوة في اليقظة دون النوم لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا حذفت الماء فاغتسل من الجنابة، فإذا لم تكن حاذفًا فلا تغتسل) قال الشوكاني: الحذف هو الرمي، وهو لا يكون بهذه الصفة إلا لشهوة، ولهذا قال المصنف: وفيه تنبيه على أن ما يخرج لغير شهوة إما لمرض أو أبردة لا يوجب الغسل)

ومن احتلم ولم يجد الماء فلا غسل عليه، ومن وجد الماء ولم يذكر احتلامًا فعليه الغسل.عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلامًا؟ فقال: (يغتسل) وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل؟ فقال: (لا غسل عليه) ")

2_ الجماع، فإذا جامع الرجل زوجته وجب عليه الغسل، لقول النبي صلى عليه وسلم عن الأول: " الماء من الماء"، يعني أن الغسل يجب من الإنزال)، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب الغسل وإن لم ينزل").

و مسألة الجماع بدون إنزال يخفى حكمها على كثير من الناس، حتى إن بعض الناس تمضي عليه الأسابيع أو الشهور، وهو يجامع زوجته بدون إنزال ولا يغتسل جهلاً منه، وهذا أمر له خطورته، فالواجب على الإنسان أن يعلم حدود ما أنزل الله على رسوله، فإن الإنسان إذا جامع زوجته وإن لم ينزل، وجب الغسل عليه وعليها، للحديث الذي أشرنا إليه آنفاً.):

3_إسلام الكافر: ذهب المالكيّة والحنابلة إلى أنّ إسلام الكافر موجب للغسل، فإذا أسلم الكافر وجب عليه أن يغتسل، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه (أنّ ثمامة بن أثال رضي الله عنه أسلم، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اذهبوا به إلى حائط بني فلان فمروه أن يغتسل) وعن (قيس بن عاصم أنّه أسلم: فأمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر)؛ ولأنّه لا يسلم غالباً من جنابة، فأقيمت المظنّة مقام الحقيقة كالنّوم والتقاء الختانين.

وذهب الحنفية والشافعية إلى استحباب الغسل للكافر إذا أسلم وهو غير جنب؛ لأنه أسلم خلق كثير ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالغسل، وإذا أسلم الكافر وهو جنب وجب عليه الغسل، قال النّوويّ: نصّ عليه الشّافعيّ، واتّفق عليه جماهير الأصحاب " انتهى.

يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "الشرح الممتع" (1/ 397): " الأحوط أن يغتسل " انتهى.

والله أعلم.

4_انقطاع دم الحيض والنفاس:

. فإن المرأة إذا حاضت ثم طهرت، وجب عليها الغسل، لقول الله تعالى: (فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) (البقرة: 222).

ولأمر النبي صلى الله عليه وسلم المستحاضة إذا جلست قدر حيضها أن تغتسل والنفساء مثلها، فيجب عليها أن تغتسل.

وصفة الغسل من الحيض والنفاس كصفة الغسل من الجنابة، إلا أن بعض أهل العلم استحب في غسل الحائض، أن تغتسل بالسدرأو غيره من المطهرات، لأن ذلك أبلغ في نظافتها وتطهيرها.

5_ غسل الجمعة: وهذه المسألة خلافية بين العلماء، والراجح أنه واجب لقوله صلى الله عليه وسلم: (غسل الجمعة واجب على كل مسلم)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير