تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من آذاهم، وأن من آذاهم فقد آذى الله مع أن تميما وأصحابه لم يكونوا بمعصومين، فكيف يستحق من آذاهم ذلك مع احتمال أن يكونوا غير محقين، وأضف إلى ذلك أنهم يقولون إنه كان الاعطاء في سنة تسع قبل فتح هذه الأراضي " ولقد اعترض بعض الولاة على آل تميم أيام كنت - أي: ابن العربي - بالشام وأراد انتزاعها منهم، فحضر القاضي حامد الهروي وكان حنفيا في الظاهر معتزليا في الباطن ملحدا شيعيا، فاحتج أولاد تميم بالكتاب فقال القاضي: هذا الكتاب ليس بلازم، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أقطع تميما ما لا يملك، فاستفتى الوالي الفقهاء وكان الطوسي يعني الغزالي حينئذ ببيت المقدس فقال: هذا القاضي كافر، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " زويت لي الأرض " (1)

(##)

(هامش) *

(1) التراتيب الادارية 1: 150 وابن عساكر 3: 357.

" بت " البت: القطع أي: عطية لا رجعة فيها، ونفذت من باب التفعيل أي: انفذت وسلمت، وهاتان الجملتان لا تناسبان الكتابة، إذ لم تكن الأراضي وقتئذ بيد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى ينفذه ويسلم تلك الأراضي، اللهم إلا أن يقال: إن المراد من التسليم الاعطاء القولي أو إعطاء الكتاب. " برمتهم " وفي بعض النسخ " بذمتهم " الرمة: بالضم قطعة حبل يشد بها الأسير. . أي: يسلم إليهم بالحبل الذي شد به تمكينا لهم منه لئلا يهرب ثم اتسعوا فيه حتى قالوا: أخذت الشئ برمته أي: كله (النهاية لابن الأثير). وإن كانت الجملة " بذمتهم " فلعل المراد أنه أعطاهم القرى وذمة أهلها. " وحرتها " وفي بعض النسخ " وحرثها " والظاهر أنه هو الصحيح. " أنباطها " جمع النبط محركة، وهو أول ما يخرج من ماء البئر إذا حفرت. " صهيون " بكسر أوله ثم السكون وياء مثناة من تحت مفتوحة وواو ساكنة وآخره نون قال الأزهري: قال أبو عمر: وصهيون هي الروم، وقيل: البيت المقدس. . . قلت: فهو موضع معروف بالبيت المقدس محلة فيها كنيسة صهيون، وصهيون أيضا حصن حصين من أعمال سواحل بحر الشام من أعمال حمص. (معجم البلدان 3: 436).

.................................................. ..........

32 - كتابه (صلى الله عليه وآله) لنعيم بن أوس أخي تميم الداري: " إن له حبرى وعينون بالشام قريتها كلها، سهلها، وجبلها، وماءها، وحرثها، وأنباطها، وبقرها، ولعقبه من بعده لا يحاقه فيها أحد ولا يلجه عليهم بظلم ومن ظلمهم وأخذ منهم شيئا فإن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكتب علي ". / صفحة 517 / المصدر: الطبقات الكبرى 1: 267 وفي ط 1 / ق 2: 21 ومآثر الأنافة 3: 212 (عن ابن مندة) وفي هامشه عن صبح الأعشى 12: 122. تفرد ابن سعد بهذا الكتاب والباقون على أنه كتبه (صلى الله عليه وآله) لتميم وأصحابه. بحث تأريخي: قال الحلبي 3: 240: " ووفد عليه (صلى الله عليه وسلم) قبل الهجرة الداريون: أبو هند الداري (اسمه: برير أو بر أو الليث) (1) وتميم الداري وأخوه نعيم وأربعة آخرون (2) وسألوه أن يعطيهم أرضا من أرض الشام فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): سلوا حيث شئتم قال أبو هند فنهضنا من عنده نتشاور في أي أرض نأخذ، فقال تميم الداري (رضي الله عنه): نسأله بيت المقدس وكورتها فقال أبو هند: هذا محل ملك العجم وسيصير محل ملك العرب فأخاف أن لا يتم لنا قال تميم: نسأله بيت جيرون وكورتها فنهضنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكرنا له فدعا بقطعة من ادم وكتب لهم كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم. . . (3). قال أبو هند راوي الحديث: ثم دخل (صلى الله عليه وسلم) بالكتاب إلى منزله، فعالج في زاوية

* (هامش) *

(1) اختلف في انه ابن عم تميم أو أخوه لأمه أو أخوه لأبيه وامه؟ راجع الاصابة 4: 212 والاستيعاب هامش الاصابة 4: 212 وأسد الغابة 5: 318.

(2) قال القلقشندي في صبح الأعشى 3: 125: ستة نفر: تيم (تميم ظ) بن أوس، ونعيم بن أوس، ويزيد بن قيس، وأبو هند بن عبد الله، وهو صاحب الحديث وأخوه الطيب بن عبد الله [كان اسمه برا] فسماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن، وفاكه بن النعمان (وراجع شرح الزرقاني للمواهب 3: 357 ورسالات نبوية: 124 و 125).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير