"ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين ".
إعلام الموقعين عن رب العالمين - (ج 4 / ص 51)
- وقال السبكى
[فكثيرا ما رأيت من يسمع لفظة فيفهمها على غير وجهها، فيغير على الكتاب والمؤلف ومن عاشره، واستن بسنته، مع أن المؤلف لم يرد هذا الوجه الذى وصل اليه هذا الرجل، فإذا كان الرجل ثقة ومشهودا له بالإيمان والاستقامة فلا ينبغي أن يحمل كلامه، وألفاظ كتاباته على غير ما تعود منه، ومن أمثاله: بل ينبغي التأويل الصالح وحسن الظن الواجب به] انظر قاعدة فى الجرح والتعديل ص 53
- وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب
"ومتى لم تتبين لكم المسألة، لم يحل لكم الإنكار على من أفتى أو عمل، حتى يتبين لكم خطؤه، بل الواجب السكوت والتوقف؛ فإذا تحققتم الخطأ، بينتموه ولم تهدروا جميع المحاسن، لأجل مسألة، أو مائة، أو مائتين، أخطأت فيهن، فإني لا أدعي العصمة". الدرر السنية في الكتب النجدية - (ج 13 / ص 54)
- وقال الشيخ محب الدين الخطيب:
"يجب على من يتحدث عن أهل الحق والخير إذا علم لهم هفوات، ألا ينسى ما غلب عليهم من الحق والخير فلا يكفر ذلك كله من أجل تلك الهفوات. ويجب على من يتحدث عن أهل الباطل والشر إذا علم لهم بوادر صالحات، ألا يوهم الناس أنهم من الصالحين من أجل تلك الشوارد الشاذة من أعمالهم الصالحات." العواصم من القواصم ص 6)
- وقال الشيخ السعدي:
" ... ثم لو فرض أن ما أخطأوا أو عثروا ليس لهم فيه تأويل ولا عذر، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحاسن وحقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير، كما هو دأب أهل البغي والعدوان، فإن هذا ضرره كبير وفساده مستطير، أي عالم لم يخطئ؟ وأي حكيم لم يعثر؟! "
ثم قال مبينا صفات أهل العلم والدين:
"فتجدهم متقربين إلى الله بمحبة أهل العلم والدين، جاعلين محاسنهم وآثارهم وتعليمهم ونفعهم نصب أعينهم، قد أحبوهم لما اتصفوا به وقاموا به من المنافع العظيمة، غير مبالين بما جاء منهم إليهم من القدح والاعتراض حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة ومقيمين لهم الأعذار الممكنة، وما لم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا عاملوا الله فيهم، فعفوا عنهم لله راجين أن يكون أجرهم على الله وعفوا عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم فإن عجزوا عن هذه الدرجة العالية التي لا يكاد يصل إليها إلا الواحد بعد الواحد، نزلوا إلى درجة الإنصاف، وهو اعتبار ما لهم من المحاسن ومقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم، ووازنوا بين هذه وهذه، فلا بد أن يجدوا الإحسان أرجح من جانب الإساءة أو متساويين أو ترجح الإساءة، وعلى كل حال من هذه الاحتمالات فيعتبرون ما لهم وما عليهم.
وأما من نزل عن درجة الإنصاف فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى فيه من الظلم. فهذه المراتب الثلاثة: مرتبة الكمال، ومرتبة الإنصاف ومرتبة الظلم. تميز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم ودرجاتهم، ومن هو القائم بالحقوق ومن هو تارك، والله تعالى هو المعين الموفق " انتهى.
انظر الرياض الناضرة ص 96، من منهج الأئمة ص 194
- وقال الشيخ ابن باز:
"الواجب التثبت فإذا اخطأ العالم الداعية، أو الداعي إلى الله في مسألة ينبه على خطئه ويوضح له خطؤه ويقبل منه الحق فيما أصاب فيه، ولا ينبغي للعاقل أن يترك الحق إذا قاله الداعية أو العالم من أجل أنه أخطأ في مسألة، الحق مقدم على الجميع، فإذا كان عنده حق وباطل يؤخذ الحق ويترك الباطل، وإذا كان أخطأ في مسألة من المسائل ينبه، ويقال له أخطأت في كذا والدليل يقتضي كذا وكذا، ولا يغمط حقه بالكلية، ولكن يشكر على ما أصاب فيه من الحق وينبه على خطئه في مسألة من المسائل، مثل الأئمة الأربعة وغيرهم، كل واحد له أخطاء في مسائل"مجلة الإصلاح (27/ 12/1413) انظر منهج الأئمة ص 202
¥