تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - لم يكن ابن الزبير - هذا العالم المتأخر - هو أول من صنف في التناسب، ولا شك أن الذين زعموا ذلك لم يراعوا كافة أشكال التناسب؛ بل حصروا هذا العلم في شكل واحد هو ترتيب السور وضربوا صفحاً عن التناسب بين المفردات والتناسب بين الجمل والآيات وغيرها، وإلا فإن النظم - الذي هو إيجاد المناسبة وإقامة الروابط بين المفردات في التركيب بصورة معينة - يعدّ أهم أنواع التناسب التي اهتم بها العلماء وأقدمها.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:12 م]ـ

أوجه التناسب ومحاولات الإمام السيوطي:

لما كان التناسب والانسجام سمة جوهرية من سمات القرآن التي قام عليها إعجازه - فقد اهتم العلماء بها اهتماماً شديداً؛ وإن كانوا قد اختلفوا اختلافاً بيناً في وجوهها وأشكالها وأنواعها، ولأجل ذلك نرى الإمام السيوطي قد قسّم هذه الأوجه تقسيماً عجيباً في كتابه "أسرار التنزيل " الذي وصفه بأنه "المبرّز في أعاجيبه المبيّن لفصاحة ألفاظه وبلاغة تراكيبه؛ الكاشف عن وجه إعجازه؛ الداخل إلى حقيقته من مجازه؛ المطلع على أفانينه؛ المبدع في تقرير حججه وبراهينه " ورغم هذا الوصف العالي الذي وصف به السيوطي كتابه إلا أنه قد قسّم التناسب تقسيماً غير منهجي؛ فحوى الكتاب كثيراً مما هو ليس من التناسب أصلاً، وهذا التقسيم الذي قسّمه السيوطي كالآتي:

الوجه الأول: بيان مناسبات ترتيب سوره وحكمة وضع كل سورة منها

الوجه الثاني: إن كل سورة شارحة لما أجمل في السورة التي قبلها.

الوجه الثالث: وجه اعتلاق فاتحة السورة وخاتمة التي قبلها.

الوجه الرابع: مناسبات مطلع السورة للمقصد الذي سيقت له؛ وتلك براعة الاستهلال.

الوجه الخامس: مناسبات أوائل السور لخواتيمها.

الوجه السادس: مناسبات ترتيب آياته واعتلاق بعضها ببعض وارتباطها وتلاحمها وتناسقها.

الوجه السابع: بيان أساليبه في البلاغة وتنوع خطاباته وسياقاته.

الوجه الثامن: بيان ما اشتمل عليه من المحسنات البديعية على كثرتها؛ كالاستعارة والكناية والتعريض والالتفات والتورية والاستخدام واللفّ والنشر والطباق والمقابلة والمجاز بأنواعه والإيجاز والإطناب وغيرها

الوجه التاسع: بيان فواصل الآي ومناسبتها للآي التي ضمنت بها.

الوجه العاشر: مناسبة أسماء السور.

الوجه الحادي عشر: بيان أوجه اختيار مرادفاته دون سائرها.

الوجه الثاني عشر: بيان القراءات المختلفة مشهورها وشاذها وما تضمنته من المعاني والعلوم، فإن ذلك من جملة وجوه إعجازه.

الوجه الثالث عشر: بيان وجه تفاوت أوجه الآيات المتشابهة من القصص وغيرها بالزيادة والنقص والتقديم والتأخير وإبدال لفظة مكان أخرى ونحو ذلك.

ولعل القارئ لا يخفى عليه - في تقسيم الإمام السيوطي هذا - كثير من أنواع الخلل المنهجي التي منها:

1 - عدم وجود رابط منهجي جامع بين هذه الوجوه على اختلافها.

2 - إقحام كثير من الأنواع التي لا معنى لدخولها في هذا المضمار؛ نحو براعة الاستهلال وتنوع خطابات القرآن وسياقاته والمحسنات البديعية والفواصل وأسماء السور والقراءات ونحوها.

3 - إغفال كثير من الوجوه التي ذكرتها كتب البلاغيين ودارسي الإعجاز والمتكلمين والمفسرين وغيرهم.

ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[17 Feb 2009, 06:33 م]ـ

أضعف أنواع التناسب عند العلماء

للتناسب القرآني نوعان كليان هما:

أ- التناسب الخارجي الذي تندرج تحته:

- مناسبة المعاني الخبرية للواقع الخارجي

- مناسبة المعاني الحكمية للمصلحة

- مناسبة المعاني القرآنية - بنوعيها الخبري و الحكمي أو "الإنشائي" لقوانين العقل و أحكامه.

ب- التناسب الداخلي الذي تندرج تحته:

- مناسبة المعاني القرآنية لبعضها

- تناسب المفردات القرآنية مع بعضها

- تناسب الجمل القرآنية مع بعضها

- تناسب أجزاء السورة الواحدة

- تناسب أوائل السور وخواتيمها

- مناسبة خواتيم السور لأوائل التي تليها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير