فأولا: ابن عدي لم يذكر هذا الحديث فيما لم يتابع عليه أبو السمح ..
ولمً لمْ تذكر أخي الكريم ما ختم به ابن عدي ترجمة أبي السمح في الكامل (3/ 115):
قال: وأرجو إن أخرجت دراج وبرأته من هذه الأحاديث التي أنكرت عليه أن سائر أحاديثه لا بأس بها ويقرب صورته ما قال فيه يحيى بن معين.
يعني أنه يميل إلى توثيق ابن معين، وهذا واضح.
أما نقلك قول الإمام أحمد عنه: حديثه منكر ..
فلم لم تنقل ما في الكامل لابن عدي بسنده (3/ 112): قال أحمد بن حنبل: أحاديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فيها ضعف.
فهذا يبين أمرين: أولهما أن حديث دراج عن غير أبي الهيثم لا يساوي في الضعف روايته عن أبي الهيثم.
وثانيهما: أن وصفه بأنه منكر ليس على إطلاقه لهذا النقل عنه.
وقال الذهبي في المغني: قال أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال ابن عبد الهادي في كتاب بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أو ذم (1/ 52): وعلى حاشية المغني: وثقه أحمد. اهـ
ولم أجد هذا التوثيق وأظنه وهم واضح، ويكفي جهالة كاتبه.
وجاء في تهذيب التهذيب (3/ 181):
وقال أبو داود لما سئل عنه سمعت أحمد قال: الشأن في دراج. اهـ
وحقيقة لا أدري ما وجه هذه الكلمة عندي وهي أقرب أن يكون معناها الحمل عليه. والله أعلم
أو لعلها الحيرة في أمره كما قال المروذي (موسوعة أقوال الإمام أحمد في الجرح والتعديل - (ج 2 / ص 357)
سألت أبا عبد الله , عن أبى السمح. قلت: كيف هو؟ قال: قد روى عن أبي الهيثم أحاديث 0 وتبسم. قلت: كيف هو؟ قال: ما أدري ما هو قلت: فأبو الهيثم؟ قال: ثقة.
وفصل الدارمي القول فيه ولم يتقبل توثيق ابن معين فقال هو صدوق.
وفي تهذيب الكمال للمزي (8/ 478) قال عباس الدوري سألت يحيى بن معين عن حديث دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد فقال ما كان هكذا بهذا الإسناد فليس به بأس دراج ثقة وأبو الهيثم ثقة ..
ونحن لم نأخذ بتوثيقه مطلقا ولم نأخذ بروايته عن أبي الهيثم لطعن الأئمة فيها خاصة. فكان التوسط هو في القول بأن حديثه حسن.
أما قول ابن أبي حاتم عن أبيه: ضعيف؟
فالموجود في الجرح والتعديل (3/ 442) قوله: دراج في حديثه صنعة.
فلا أدري هل هو خطأ من النساخ أم ماذا؟
ولكني وجدت نفس الكلمة عنه قالها في ترجمة أبو غيلان الشيباني وعائذ بن شريح الحضرمي. ولعلها أيضا من صيغ التضعيف
وأما قول فضلك الرازي وقد ذكر له قول يحيى بن معين في دراج انه ثقة فقال فضلك ما هو بثقة ولا كرامة له. .. يحتمل بهذا أنه أراد نزوله عن رتبة الثقة لا أنه ساقط.
كما أن فضلك الرازي وهو أبو بكر الفضل بن العباس وهو ثقة ثبت إمام حافظ ناقد ولكنه متشدد في الجرح جدا حتى قال في أبو سعيد الربعي عبد الله شبيب وهو أخباري علامة لكنه واه قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ فضلك الرازي فقال: يحل ضرب عنقه!!
وأقول شيخنا:
ما ذكرته أنا من ترجمة أبي السمح نقلتها نصا من كلام الحافظين الذهبي وابن حجر .. وهما من هما ..
وكتبهما ما هي إلا خلاصة تجمع جميع الأقوال في المترجم له، فيضعان خلاصة الحكم على الراوي بأوجز عبارة ..
وهذا لا نقول عنه تعسفا وإنما بالسبر لحال الراوي وجمع كلام علماء الجرح والتعديل فيه ..
ولا يشك عاقل في أنهما اطلعا على جميع ما نقلته فضيلتك في ترجمته ولكنهما رجحا ما نقلته في مشاركتي وهو الآتي:
قال ابن حجر: صدوق وفي حديثه عن أبى الهيثم ضعف.
وقال الذهبي: وثقه ابن معين والنسائي وقال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم، إلا ما كان عن أبى الهيثم.
والصدوق حديثه حسن كما تعلم فضيلتك ..
وهذا ما فعله الألباني وشعيب في رواية أبي هريرة من طريق دراج عن ابن حجيرة، ولم يعلاها باضطراب أو غيره كما تراه في تعليقهما رحمهما الله تعالى.
وقولك: لا يحتمل منه هذا المتن الذي يفسر كلام الله .. لا أدري ما وجهه!! وهل إذا لم يكن في التفسير يقبل مثلا؟!!
وقولك ولعل هذا الحديث من منكراته اجتهاد منك ولم نجد أحدا ذكره فيما أنكروه عليه .. وهذا ابن عدي والمزي ذكرا الأحاديث التي أنكروها عليه ولم يذكر أحدا منهما أو غيرهم هذا الحديث ..
وأخيرا أشكر لفضيلتك مشاركتك الطيبة واسأل الله أن أكون وإياك والأخوة المشاركين ممن يبحثون عن الحق ومن الدعاة إليه ..
ولا أدعي الصواب .. فجهدي من كدي ..
¥