ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:06 م]ـ
ولكن ما يذهلني حقيقة هو ما فهمته من كلامك أن قول ابن كثير (رفعه منكر جدا) أنه يستنكر أن يكون المتن كله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بأي طريق جاء.
......
وقد بحث الكترونيا عن قول ابن كثير (رفعه منكر جداً) فلم أجدها ذكرت في تفسيره كله إلا مرة واحدة بهذا اللفظ ..
الإشكال ـ وفقك الله ـ أنك وقفتَ مع هذه اللفظة، وظنتتَ أنني أعني هذه اللفظة فقط، وليس الأمر كذلك، بل المراد ـ وهذا يفهمه أهل التخصص ـ هذه اللفظة وما في معناها من ألفاظ النقد، فتدبر ذلك جيداً ـ وفقك الله ـ.
والحقيقة أنني فهمتُ من خلال هذه المناقشات ـ وأرجو أن تعذرني ـ أن هناك تفاوتاً بيننا في طريقة المعالجة للطرق والاختلاف،والنظرِ في كلام الأئمة، ومنهجِ النقد الذي أفهمه، لذا أعتذر عن الاستمرار؛ لأننا لن نخرج بنتيجة، والسبب هو الاختلاف في طريقة النظر في هذا الباب ـ أعني باب العلل واختلاف الأسانيد ـ، وإن كان من شيء أذكره هنا نصحاً لنفسي ولإخوتي من طلاب العلم الذين قد يقرأون هذه المناقشات المفيدة:
فهو أنه للباحث الذي يريد البحث في الطرق والأسانيد أن لا يُبكر في إبراز أقوال العلماء في الحكم على الحديث إلا بعد استيفاء البحث كاملاً؛ لأن مثل هذا الأسلوب فيه نوعٌ من الإلزام للباحث الذي يريد المناقشة للمسألة، وكأن الكاتب الأصلي يريد أن يقول: هذا الحديث صححه فلانٌ وفلانٌ من الحفاظ أو الباحثين المتأخرين، فإياك أن تخالفهم!!!
ولا شك أن هذا وأد خفيٌّ للبحث والنقاش العلمي، يقع فيه بعض الباحثين من حيث لا يشعرون، والله الموفق.
وخلاصة رأيي في الحديث الذي ذكره أخونا الفاضل عادل:
أنه لا يصح بطريقيه، لأن مداره على دراج، وقد اضطرب فيه، بل وترجح لي من البحث أن المحفوظ فيه هو قول أبي سعيد رضي الله عنه في تفسير الآية الكريمة: "يضيق عليه في قبره حتى تختلف أضلاعه" كما رواه ابن عيينة، عن أبي حازم، عن أبي سلمة (وهو النعمان بن أبي عياش)، عن أبي سعيد (ينظر: تفسير ابن كثير 9/ 377 - 378 ط. أولاد الشيخ).
وختاماً:
ليس من ضرورة البحث والحوار أن نصل إلى نتيجة واحدة، شاكراً لأخي عادل الذي كان سبباً في إثارة البحث الطيب، رزقنا الله العلم النافع، والعمل الصالح، والحمد لله رب العالمين.
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[28 Mar 2009, 10:25 م]ـ
شاكر لك جدا دكتور عمر .. على حسن أدبك وجميل معروفك ..
ولن أكيل لك الكيل ثناءا بثناء وإنما أدعوا الله أن أكون وإياك ممن يتبعون الحق ومن الدالين عليه .. آمين ..
وإنما كان لي رد على مشاركة الأخ عمرو الشاعر وقبل وضعه فوجئت بمشاركتك ..
وافول أنا أيضا عن نفسي: قد أنهي الموضوع بعد هذه المشاركة ..
وشكر الله لك دكتور عمر ولجميع الأخوة طرا ..
الأخ: عمرو الشاعر ..
مشاركتك الأولى جزمت فيها بوضع الحديث بلا دليل، كما عبت على أن المتن يشبه الأساطير، ونصحتنا متسائلا؟ .. ؟ .... ؟
وفي هذه المشاركة تصر إصرار من لم يفهم موضوع المقال من أصله ..
يا أخي الحبيب: موضوعنا كله ليس مرتبط بتفسير الآية على الأصل ..
وإنما الموضوع مناقشة لما ورد مرفوعا في حديث التنانين في عذاب الكافر في قبره، وعلى قول الإمام ابن كثير عن الحديث " رفعه منكر جدا " ..
ومع ذلك أرد عليك – بإذن الله - كي تفهم سبب المشاركة الأصلي وسبب مناقشتي للدكتور عمر في سند حديث أبي هريرة:
أنت قلت: فأنا أتبع منهجا مختلفا بعض الشيء في تصحيح وتضعيف الأحاديث , يقول به الدكتور محمد عمراني حنشي .. الخ
أقول: الرابط المذكور لم أرى فيه شيئا مما أشرت إليه، وليتك تفيدنا عن هذا المنهج الجديد الذي أتحفك به الدكتور حنشي، كي نتعلمه ونضعه في دراساتنا لمصطلح الحديث.
وقلت: لست أدري صراحة ما علاقة الآية بهذه الرواية؟ الآية تتحدث عن معيشة الإنسان الضنك في الدنيا وكيف أنه يحشر أعمى في الآخرة! فما علاقة هذا بعذاب القبر؟! الآية تتحدث عن معيشة ونصر على أن نجعلها في الموت!! الخ
أقول لك: وهل كلمة " معيشة " فقط للدنيا؟
ألم تقرأ قوله تعالى عن أهل الجنة: (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)؟
وقال عليه الصلاة والسلام: " اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ". متفق عليه.
¥