تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يا أخي: اقرأ تفسير ابن كثير وتفاسير الأئمة قبل أن تعترض اعتراضا عقليا كهذا ..

ففي تفسير ابن كثير للآية:

قال سفيان بن عيينة عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد في قوله: {معيشة ضنكا} قال: يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فيه.

وذكر أيضا رواية البزار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم {فإن له معيشة ضنكا} قال: [عذاب القبر] وقال ابن كثير: إسناده جيد. وجود إسناده أيضا السيوطي في الإتقان وصححه الحاكم من رواية أبي هريرة وأبي سعيد ووافقه الذهبي ورواه الطبري في تهذيب الآثار رقم: 178 الحديث بطوله بلفظ:

ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه قال: وذلك قوله تبارك و تعالى: {فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى}

ورواه ابن حبان والحاكم والطبراني وحسنه الألباني.

وارجع إلى شيخ المفسرين الإمام الطبري .. فقد عرض الأقوال التي تقول أن المعيشة الضنك هي في: جهنم نار الآخرة، أو في الدنيا، أو في اابرزخ ..

وقد رجح أنها في عذاب القبر بكلام نفيس جدا، غير ما نقله من آثار ..

وأنا أهدي لك أخي الكريم مما قاله رحمه الله تعالى في تفسيره:

قال أبو جعفر:

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: هو عذاب القبر (ثم ذكر رواية أبي هريرة) وإن الله تبارك وتعالى أتبع ذلك بقوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة لأن ذلك لو كان في الآخرة لم يكن لقوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} معنى مفهوم لأن ذلك إن لم يكن تقدمه عذاب لهم قبل الآخرة حتى يكون الذي في الآخرة أشد منه بطل معنى قوله: {ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} ..

فإذ كان ذلك كذلك فلا تخلو تلك المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا أو في قبورهم قبل البعث إذ كان لا وجه لأن تكون في الآخرة لما قد بينا ..

فإن كانت لهم في حياتهم الدنيا فقد يجب أن يكون كل من أعرض عن ذكر الله من الكفار فإن معيشته فيها ضنك!! وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله تبارك وتعالى المؤمنين به، وفي ذلك ما يدل على أن ذلك ليس كذلك ..

وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صح الوجه الثالث وهو أن ذلك في البرزخ. الخ

وهو كلام نفيس جدا مقنع أيما إقناع .. وبطل به اعتراضك العقلي.

وأزيدك بيانا بنقل شرح نفيس لمقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية ..

قال الشارح:

قوله: (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً). قال العلماء: هذا من ضمن الأدلة التي يوردها أهل العلم على عذاب القبر، فإن الآية ظاهرة في أن هناك معيشة ضنكاً قبل عذاب الآخرة قبل يوم القيامة وليس قبل القيامة إلا الدنيا والبرزخ، والمشاهد أن بعض الناس من أهل المعاصي يستدرجه الله سبحانه وتعالى فلا يكون في معيشته نوع من الضنك فأين يصير الضنك إذاً؟ الجواب: الضنك في عذاب القبر، ولذلك ذكروا في تفسير هذه الآية عن السلف رضوان الله عليهم أنهم فسروا (العذاب الضنك): بما يكون من عذاب في القبر. اهـ

وقلت: الحديث هنا عن تنانين أكبر من الكرة الأرضية أو في حجمها أو أصغر منها قليلا وهي تنانين تخرج نارا أو سما أو ما شابه, وعلى الرغم من ذلك فهي تنهش الجسد الغير موجود أصلا! أي كم من الخرافة يحتاج الإنسان ليحزم بأن هذا المتن موضوع, لا يمكن أن يصدر عن الرسول؟! الخ

أقول: في كلامك هذا مسائل ثلاث:

الأولى عن قولك: الحديث هنا عن تنانين أكبر من الكرة الأرضية أو في حجمها أو أصغر منها قليلا وهي تنانين تخرج نارا أو سما أو ما شابه ..

أتدري لماذا ذهب خيالك بعيدا عما نحن فيه؟

لأنك ذكرت رواية أبي سعيد الخدري: ليسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة ولو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما نبتت خضراء. وهي رواية بينا ضعفها في أول كلامنا ..

وإنما كان البحث أخي الكريم في تحسين رواية أبي هريرة وهي:

عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين؟ سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة.

ومع ذلك:

من أين لك تلك الأحجام التي تخيلتها للتنين ونفخه النار في هذه الرواية الضعيفة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير