ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 Oct 2008, 01:08 ص]ـ
ومما يناسب الموضوع قول أحدهم:
وفي (سألتُ اللهَ) للتعليمِ * نقول: منصوبٌ على التعظيمِ
تأدباً بدل قولنا: منصوب على المفعوليَّة.
أحسنتم يا دكتور عبدالرحمن. هذا له تعلّق بأنواع الطلب، ومنه طلب الأسفل من الأعلى، وهو دعاء، والدعاء مبعثه التعظيم، فناسب ماذكرتم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Oct 2008, 05:01 ص]ـ
أعجبني مصطلح "الورع اللغوي"، الذي تعلمته منكم لأول مرة. فبارك الله فيكم.
وبخصوص الدعاء أضيف ما يلي:
الدعاء يولَّد مجازاً من صيغتي الأمر والنهي. قال سيبويه: "الدعاء بمنزلة الأمر والنهي وإنما قيل: دعاء لأنه استعظم أن يقال: أمر أو نهي " [الكتاب، سيبويه: 1/ 142]، ويشترط في صدوره أن يكون الداعي أقل رتبة من المدعوّ، أو أن يكون المدعوّ مستعلياً عليه. وإنما سمي أمرًا (أو نهيًا) على المجاز، لأنه يخضع لنفس صيغ الأمر والنهي وما يلحقها من علامات الإعراب، وإلا فإن الدعاء لا يصدر إلا عن تلطف ورغبة وتذلل وخضوع.
قال الزركشي، في البرهان، في صيغة ?اغْفِرْ لَنَا? [سورة الحشر: الآية 10] و?اهْدِنَا الصِّرِاطَ الْمُسْتَقِيمَ? [سورة الفاتحة: الآية 6] إنهما: "فِعْلاَ دعاءٍ أو سؤالٍ. ولا نقول (فِعْلَيْ أمرٍ) تأدبًا، من جهة أن الأمر يستلزم العلو والاستعلاء" [البرهان في علوم القرآن، للزركشي: 1/ 306].
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 Oct 2008, 05:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخي محمد وأحسن إليكم. ولا يخفاكم أنه يوجد من قسّم الدعاء نفسه إلى نوعين: دعاء سؤال ودعاء ثناء.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:29 ص]ـ
مما يقرب من هذا الموضوع: كتاب (الأثر العقدي في تعدد التوجيه الإعرابي لآيات القرآن الكريم) رسالة علمية مفيدة طبعت في ثلاثة مجلدات عن دار التدمرية ط1 1419هـ , ومؤلفها الدكتور/ محمد بن عبد الله السيف , عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة القصيم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[06 Oct 2008, 11:33 م]ـ
تأملت مسألة عقدية في ضوء الصناعة النحوية
فتوصلت للنتيجة التالية:
من الفروع المترتبة على ما ذكرنا - القول بأن الوعي الإعتقادي مؤثر في الصياغة النحوية سواء ما تعلق بالاصطلاح أو بصناعة النحو عموماً - أن القائلين والمؤمنين بمقولة "الكلام النفسي" [1] سيجدوا أنفسهم في مأزق، وتصير حجتهم داحضة. لما يلي:
يقول النحويون الماضي هو الزمن الذي قبل بداية الكلام، والمضارع هو الزمن الذي يحصل فيه الكلام، والمستقبل هو الزمن الذي يبدأ بعد انتهاء الكلام. الإشكال الذي سيقع فيه القائلون "بالكلام النفسي" هو استحالة أو تعذر معرفة الأزمنة النحوية الثلاثة [2]، لأن الكلام النفسي على قولهم معنى مجرد لا تعرف حدوده وغاياته، فيتعذر معه تماماً معرفة الحد الذي يكون قبله الماضي ويكون بعده المستقبل ويكون عنده المضارع.
ففي ضوء الصناعة النحوية يمكننا القول بأن عقيدة "الكلام النفسي" تثير اشكالات كبيرة، منها ماتوصلنا إليه هنا، ومنها ماهو مسطور معروف في كتب العقيدة.
**********************************************
[1] وهو اعتقاد أن الكلام في حقيقته معنى قائم بالنفس وإنما عُبر عنه باللفظ ليظهر ويُعرف، وأما القيمة الحقيقية للكلام فهي في المعنى القائم بالنفس أما اللفظ فيطلق عليه كلامٌ تجوزاً، فليس بكلام على وجه الحقيقة، وهو قول تبنته المعتزلة وبعض الأشاعرة والحنفية.
[انظر: ميزان الأصول في نتائج العقول، علاء الدين السمرقندي الحنفي (539 هـ)، ص84]
[2] قيد الزمن النحوي يخرج غيره من الأزمنة التي تقع في خطاب المتخصصين في علوم أخرى كالزمن النفسي عند النفسيين، والزمن الثرموديناميكي عند الفيزيائيين [انظر: موجز اختصار الزمن، لمؤلفه: ستيفن هوكنج، لا يحضرني رقم الصفحة]
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 Oct 2008, 12:39 ص]ـ
و (لا) الزائدة .. يسميها بعض النحويين: الصلة .. فالقرآن ليس فيه حروف زائدة.
في مثل قوله تعالى: (لا أقسم بهذا البلد).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 Oct 2008, 01:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا. إنني أؤيد القول أنه ليس في القرآن حروف زائدة بلا معنى.
وهنا مسألة: ما نقول فيما يرد على ألسنة النحاة: "لا محل له أو لها من الإعراب؟ "، ومعلوم أن الإعراب كشف عن وجه موقع الكلمة، وتفسير لطبيعة العلاقة بين الكلمات والتراكيب، وهذه المسألة ترتبط بمسلّمة مهمة وهي أن القرآن كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير، كما أنه انزل بلسان عربي مبين، ومعنى البيان وطيد الصلة بمعنى الإعراب لغة، لأن الإعراب - كما ذكر الثعالبي في أسرار اللغة العربية وغيره - من قولهم أعرب أي أبان وأظهر الشيء، ومن قولهم: عربت معدة البعير، إذا تغيرت بسبب المرض ونحوه، وهذا يشير إلى معنى التغير الذي يعتري أواخر الكلمات بسبب اختلاف العوامل الداخلة عليها، كل هذه الاعتبارات تشير إلى خلاصة مهمة: أن التراكيب النحوية في القرآن يحكُمها قانون لغوي مُحكم غاية الإحكام، وبسبب هذا الإحكام الفريد، تجلّت واستبانت دلالات ألفاظه. فهل لنا أن نقول عن شيء من القرآن أنه "لا محل له من الإعراب؟ ". ربما يدل هذا على قصور في التفسير البشري، اي لا محل لما ذُكر من الإعراب في نظرنا وبحسب ما انتهى إليه وسعنا، ولكن لا يمكن ألاّ يكون له محل عند الله تعالى، المنزه عن وضع الأشياء في غير موضعها اللائق بها.
فما رأيكم؟
¥