تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الجكني]ــــــــ[07 Oct 2008, 03:14 ص]ـ

بعض هذه الأمثلة التي ذكرها الإخوة الأفاضل لا علاقة لها بالعقيدة من قريب أو بعيد، إنما هي " سلوك " من بعض العلماء الذين صدرت منهم هذه المواقف، أو قل بعبارة أوضح هي ما أشار إليه بعض الإخوان " الورع النحوي " و " ليس " العقدي النحوي "، بدليل أن نفس هؤلاء العلماء قد استخدموا هذه المصطلحات التي تورعوا عنها في أماكن أخرى من كلامهم، فما ذا نسمي صنيعهم هذا يا ترى: منزلة نحوية بين المنزلتين " أم ماذا؟

هذا رأيي الخاص و الله أعلم.

ومن باب المشاركة لأخي عبدالله الشهري في موضوعه، وهو موضوع كما قلت ممتع وشيق من وجهة النظر " الأدبية " لا " العقدية " أقول:

يعرف كل من درس النحو أن " العامل " هو " المحور " الذي تدور حوله الأبحاث والدراسات النحوية غالباً، حتى إن بعضهم كان يطلق مصطلح " العامل " ويريد به أبواب النحو كله، فمدرسة سيبويه النحوية بنيت على أن الفاعل لا يُرفع – بالبناء للمجهول – إلا بعامل، وكذلك المنصوب والمجرور، ومتى لم يجد المعربون هذا " العامل " ظاهراً طلبوه مؤوّلاً.

واستمر النحويون على اختلاف مدارسهم على هذا حتى جاء الإمام أحمد ابن مضاء النحوي (ت 592هـ) فأحدث ما سماه العلماء النحويون " الظاهرية النحوية " تأثراً بالإمام ابن حزم رحمه الله و " ظاهريته الفقهية ".

المهم مما له علاقة بموضوعنا أنقل لكم رأيه في " العامل" الذي رفع " الفاعل " ما هو؟ فيقول:

" بِمَ يُردّ على من يعتقد أن معاني هذه الألفاظ هي العاملة؟

قيل: الفاعل عند القائلين به إما أن يُفعل بإرادةٍ كالحيوان، وإما أن يُفعل بالطبع كما تحرق النار ويبرد الماء، ولا فاعل إلا الله عند أهل الحق، وفعل الانسان وسائر الحيوان فعل الله تعالى، كذلك الماء والنار وسائر ما يَفعل، وأما العوامل النحوية فلم يقل بعملها عاقل، لا ألفاظها ولا معانيها لأنها لا تفعل بإرادة ولا بطلب " اهـ

ولما اعترض عليه رحمه الله بأن النحويين أجمعوا على القول بالعوامل قال عبارته المشهورة: إجماع النحويين ليس بحجة على من خالفهم " اهـ

وفي موضع آخر من كتابه يقول في نحو: قام زيد، لم رفع زيد؟ فيجيب:

" الصواب أن يقال كذا نطقت به العرب اهـ

وجوابه هذا مبني على مذهبه في " اللغة " وهو: أنها كاملة لا تحتاج إلى تعديل أو زيادة لأنها من عند الله خالق كل شيء، فهي " توقيفية ".

ملاحظة:

لخصت هذا الكلام من كتاب: المدرسة الظاهرية بالمغرب والأندلس

تأليف الدكتور: توفيق احمد الإدريسي

والسبب عدم وجود كتاب ابن مضاء عندي الآن، ومن بركة العلم رد الفائدة لأصحابها

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[07 Oct 2008, 08:04 ص]ـ

جزاك الله خيرا يا أستاذنا الفاضل. وأثمن لك رأيك الخاص بك. ولعلي إن شاء الله أتوسع قليلاً في المراد بـ "الوعي الإعتقادي"، فهو شيء والعقيدة شيء آخر، أما طرحك المفيد بخصوص أصل العامل، وعلاقة ذلك بأصل اللغات، وكذلك علاقة هذين بفعل العبد، أهو مخلوق لله لا كسب له فيه، أم مخلوق له لا سلطان لله عليه، فقد سنحت لي فكرته من قبل، ولكني آثرت تأجيله حتى وقفت على ما سطره فضيلتكم. في مشاركة قادمة بحول الله سأتعرض لشيء مما ذكرت في ضوء المدارس اللغوية الحديثة، وأما كتاب ابن مضاء فهو عندي، وسوف أبحث فيه عما يكون له صلة بما سأتناوله.

** لدي نسخة مصورة من كتاب ابن المضاء،المعروف بـ "الرد على النحاة"، ارفقها لمن أراد تحميلها والاستفادة منها.

ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:41 ص]ـ

موضوع جميل وبحث مفيد, وهو متشعب الأطراف ومتفرق في عدد من الأبواب النحوية ,والأمثلة فيه عديدة.وقد وقفت بعون الله على كثير منها. ولعلي أنبه هنا على ما ذكره شيخنا الفاضل الدكتور السالم من كون بعض الأمثلة تتعلق بالسلوك لا بالعقيدة. وهذا حق, فإطلاق المصطلح النحوي مع ألفاظ الجلالة أو ما يتعلق بالذات الإلاهية أو بكتاب الله منه ما يكون أدبا أو تنزيها _وهو الغالب_ كإعراب لفظ الجلالة و (كان) الناسخة و (لا) الناهية و (لام) العاقبة و (نا) العظمة و (من) الموصولية ويدخل فيه إطلاق مسمى الحرف الزائد في القرآن, ومنه ما يتعلق بالجانب العقدي_وهو قليل_كإطلاق مصطلح التعجب على الخالق عز وجل. والموضوع طريف وأشكر أخي عبدالله على إثارته والشكر موصول لمن داخل وأفاد.

ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 01:22 م]ـ

جزاك الله خيرا على مرورك اللطيف يا دكتور عبدالعزيز. أسعدني اهتمامك بموضوع المشاركة وعزمك على الإضافة. مرة أخرى، المراد "بالوعي الاعتقادي" يحمل دلالات تمتاز عن مصطلح العقيدة كما نعرفه نحن. الوعي الاعتقادي هو شعور المرء بالحاجة إلى فعل سلوك معين بسبب معتقد يحمله على ذلك. هذا المعتقد - بمفهومه النفسي - أو ما يسمى " belief" في الحقل النفسي، يملي اتجاهات ونزعات معينة على وعي الإنسان ليمارس سلوكاً معيناً، فما أسميته "الورع اللغوي" صحيح أنه سلوك ولكن وراء كل سلوك معتقد يحفزه ويثيره، فلولا "اعتقاد" المرء بأن الله يستحق كذا وكذا أو أنه لا ينبغي أن يقال في جناب الحضرة الإلهية كذا وكذا، لولا "اعتقاد" ذلك لما استتبعه هذا السلوك أو ذاك. هذل باختصار شديد لما رأيت الحاجة تدعو لإيضاح المقصود بـ "الوعي الاعتقادي". والله الموفق.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير