تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

3 - الذي في كلام السلف: الجماعة ما كان على الحق ولو كنت وحدك ... ولم يك عندهم هذا الولوع بالكثرة .... غاية الأمر أن يعددوا العلماء المنتسبين لأهل السنة أما الوصف بالكثرة في الأمة فلا .. وشيخ الإسلام وتلاميذه كانوا وحدهم في خضم هائل من المخالفين؛ورأينا في كلامهم كثرة الحديث عن الغربة والاغتراب ولم نر حديث الكثرة هذا، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب كان وحده في قاموس من المخالفين الشانئين ولم نر منه ذاك الولوع بالاستكثار ... بل ذكر أن الاحتجاج بالكثرة من سيما أهل الجاهلية ... والشيخ الألباني كان كدوحة الخير في صحراء قاحلة من الأعداء والمناوئين فلم نر منه هذا الولوع بالاستكثار بل لعلي رأيت في كلامه وكلام الإمام المجدد التمدح بالقلة وأنها شعار أهل الحق ..

فلم جارى أولئك الباحثون تلك الشبهة الأشعرية وحاولو الركض في مضمار التكثر البغيض هذا (؟؟؟؟)

وإذاً فهبنا قلنا الأشاعرة أكثر الأمة ..

فكان ماذا (؟؟)

وهل يُعدُ هذا مدحاً إلا على سنن أهل الجاهلية المتمدحين بالكثرة (؟؟!)

4 - إدخال العوام في هذا التعداد والاستقواء بهم خطأ ظاهر ... خطأ من جهة أصول المناظرة والاستدلال فالأشاعرة يتكلمون عن العلماء ولأمة في كلامهم هم العلماء فهم معيار الأمة وهم الذين ينعقد بهم الإجماع ويحصل بخلافهم الخلاف .. فإدخال العوام حيدة ظاهرة ....

وإدخال العوام خطأ في نفس الأمر فالعوام ليسوا معياراً تُقاس به الأمة، والعامي إن وافق الحق فليس ذلك عن استدلال-في الغالب- ولذا يسهل إدارته عما هو عليه من الرأي من أقرب طريق ... بل لو شئنا أن نقيس الأمور بميزانها الصحيح لقلنا: إن الغالب على العوام عدم الخلو من الاعتقاد الفاسد ولو في وجه من الوجوه فخرجوا بذلك عن أن يكونوا من أهل السنة الخلص ... فالعامي حين يصيب أو حين يخطئ فهو لا يرتكز في صوابه وخطأه على علم وحجة وإنما هو التقليد والجهل لا غير ...

4 - كلام الأشاعرة صحيح في أن المنتسبين لمذهبهم كثر أما أنهم أكثر الأمة عبر الألف وخمسمائة عام .. فباطل وتزيد محض.

5 - ثم الأشاعرة ليسوا أكثر الأمة ولا حتى إذا جعلنا العلماء هم الميزان ... وبرهان ذلك فيما يلي:

1 - منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عام تحول الأشعري إلى طريقة ابن كلاب زهاء أربعة قرون،ليس فيها أشعري ولا مذهب أشعري ... والقول بإن هذه القرون كانت على طريقة الأشعري لأنها هي الحق =هو استدلال بمحل النزاع فالسلفيون يدعون نفس الدعوى ... فخرجت هذه القرون الأربعة عن أن يستدل بها على الكثرة ..

2 - من القرن الرابع الهجري إلى الآن وبلاد الهند ودول الاتحاد السوفيتي كلها على مذهب الماتريدية وليس هو مذهب الأشاعرة ومجرد الاختلاف في الأصول وفي النسبة يمنع جعلهم والأشاعرة واحداً ... فخرج هذا الفصيل بأكمله عن أن يستدل به على الكثرة ...

3 - مذهب الأشاعرة منذ أبي الحسن وحتى ما قبل الرازي شئ ومذهب الأشاعرة بعد الرازي شئ آخر .... والخلاف بين المذهبين يشق الصف الأشعري ويمنع وصفه بأنه مذهب واحد ... ولذلك كان أهل الفطنة من الأشاعرة المتكلمين عن الكثرة يُركزون على القرن السابع فما بعده ...

4 - كان المذهب الأشعري من القرن الرابع للسابع موجوداً. هذا صحيح .. أما أنه هو الأكثر فلا وكلا بل لعل القرنين الرابع والخامس شهدا سيطرة وانتشاراً كاملين للحنابلة السلفيين ....

5 - وإذاً فالوجود الحقيقي الذي يمكن وصفه بالكثرة للأشاعرة هو وجودهم بعد القرن السابع ... وقد ألمحنا إلى مفارقة طريقتهم لطريقة الأشعري وأتباعه الأول: الاسفراييني والباقلاني ...

6 - الآن علماء الأشاعرة من القرن السابع إلى الثالث عشر من هم (؟؟؟)

من هم في أنفسهم (؟؟)

ومن هم قياساً إلى القرون السابقة (؟؟؟)

أما العدد فهم أقل عدداً ولا شك .... فالخير في تناقص والإقبال في تناقص ... ونهمة الناس للعلم وفراغهم له وجمعهم أنفسهم له في القرون السابقة كان أكثر وأكبر ...

أما الفضل فهم أقل فضلاً ولا شك ....

أما الاجتهاد ... فعلماء ما بعد القرن السابع –بشهادتهم على أنفسهم-ليس فيهم مجتهد واحد؛فباب الاجتهاد مغلق،والفقه تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والاعتقاد تبع لإمام تقليداً ودوراناً، والسلوك تبع لإمام تقليداً ودوراناً ...

أما النظر الحر، والاستدلال الخالص، والاجتهاد غير المتقيد بمذهب وإمام فلم يك موجوداًَ ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير