تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[امجد الراوي]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:44 م]ـ

اخواني الكرام،

السلام عليكم،

لقد ترردت كثيرا في كتابة هذه الكلمات، ولم اكتبها سوى حبا فيكم وابتغاء الاصلاح ما استطعت، وارى انه قد طفح الكيل وعمت البلوى، وكتاب الله يستغيث الا تتخذوه مهجورا، والا ننبذه وراء ظهورنا ونتخذ بدلا له، نحسبه منه وماهو منه، وهو ليس الا لغوا فيه، ورين تراكم حتى كاد يحجب كتاب الله،

ان عِرض الله ورسوله وكتابه احق بالصيانة من اي احد من البشر او الذوات الذين هم على اقل تقدير اخطأوا في حق الله وحرفوا الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به وليس ذلك بالهين، فنرى ان هؤلاء يغضون الطرف عن التخليط والافتراء في سبيل صيانة عرض من تسموا بالعلماء ولاجله تغاضوا عن لغوهم في كتاب الله،

فحتى دليل ومفهوم العلم ضيعوه وجعلوا له بديلا دليل المعرفة والدراية واطلقوا هذا المفهوم على العلم زورا وبهتانا ولبَّسوا مفهوم العلم والعلماء الذي وصف الله به عباده وما علموه من الحق، فصاروا يطلقون اسم العلم حتى على لغوهم وتحريفهم،

وانا لست عارفا مثلكم بل انا اقلكم بالمعارف، ولكن قد يكون لي من العلم مالم ياتكم وقد لايكون، والمعرفة بالتعرُّف ولكن العلم ليس بالتعلم وانما هو نور لايدرك بكثرة المعارف وانما يدرك باتباع الحق والخشوع لله،

كل ماتفضلتم به حق ويجب ايلاؤه الاهمية،

ولكن وللاسف نسيتم ماهو خطره عظيم ولايقبل الله له عدلا ولاتحويلا،

والذي اشار اليه سبحانه مثلا؛ وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم،

او من قبيل؛ تكاد السموات يتفطرن وتخر الجبال هدا،

الذي اريده واشير اليه صراحة هو اللغو في كتاب الله الذي لغا فيه من تَسَمَّوا بجهابذة العلماء وحرفوا مفاهيمه، ولكن اكثر اخواني يتهربون وينبذون هذه الحقيقة ولا يريدون مواجهتها، فلقد تشعبت وكثرت التفسيرات والتناقضات والترقيعات، فاكثر الذي يكتب حول القرءان وعن القرءان عبارة عن لغو وترقيع ومحاولة الخروج من المعضلة التي اوقع اهلها انفسهم فيها، وليس فيه من الحق الا اقل القليل، فجبال من اللغو تنكس القاريء وتزيده تيها ولاترده الى نور كتاب الله بل تبعده عنه، وحتى هذا القليل فان الله وكتابه وبيان كتابه غني عنه، ولايمثل مَنَّا على الله ولا على خلقه ولا زيادة علم ولاتحصيل في كتاب الله، ولكنهم تراهم يمنون على الله وعلى الناس بعلمهم، ويحسبونه علما وهو لم يبلغ حتى درجة الدراية او المعرفة، فما عاد التردد والسكوت واتخاذ جانب التريث يجدي نفعا، بل لابد من كلمة حق قوية تدك عرش الطاغوت الذي يريد حجب كتاب الله بالكهانة والنيابة والترجمان عن الله ورسوله وتزيل الخبث، وهذا الخبث هو الذي صار يطغى ويحجب الحقيقة، فكان بالاولى توجيه الاهتمام الى هذه المسالة قبل مدارات المشاعر والاداب، ونظرة في كتاب الله ترينا مقدار العنف والمقت والتنكير الذي يتصف به ويعلمنا اياه كتاب الله في مواجهة الباطل، والذي رفض علينا ابدا التهادن بل حتى مجاملته،

انظروا الى مقدار العنف والوصف هذا:

{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} المنافقون4

لقد استكثروا حتى ان يقولوا سبحانك هذا بهتان عظيم حين شُتِمَت ام المؤمنين في عرضها وعرض اخواتها، فكان ذلك نقيضا للصلاة على النبي وءاله الذي تقوله السنتهم وتابى قلوبهم وافعالهم بالصلاة عليه، وانما هو مجرد دندنة وهمهمة، فصار صيانة عرض الراوي وصاحب الفقه اولى من صيانة عرض النبي وازواجه اللائي جعلهن الله امهاتهم،

لقد طرحت كثيرا من الاشكالات واشرت الى الكثير من الفتوق التي فتقها اهل التحريف، والتي كانت بارزة للعيان، ولكن لم اجد من هو مستعد في مواجهتها وارى الصمت المحير الذي لايرفض ولايقبل ولا يستدل ولاينقض وانما يكتفي بالسكوت والتهرب ويرى ذلك من حسن التصرف والكياسة،

الاستحياء والتردد لن يجدي، بل الذي يجدي هو الاقدام والمقارعة، وان الله علمنا ان لانستحيي من الحق حين قال؛ والله لايستحي من الحق،

هؤلاء يخشون على عوارتهم وسؤاتهم وسؤاة مناهجهم ان تنكشف، وليس عورة وسوءة الدين، فما لله ولالكتابه ودينه من عورة ولاسوأة، وانما هي سوأتهم التي صنعوها بانفسهم ورموا كتاب الله بها،

وتراهم لايخرجون من دائرة الجمود الا قليلا، وصار نتاجهم لايعدوا اتكاءا لافهام من سبقهم ورهنوا قلوبهم وفكرهم لغير كتاب الله فلايرون مخالفة فلان وفلان ممن سبق ولايوجهون الاتهام اليه، حتى لو ناقض كتاب الله وشتم عرض رسول الله، فاتخذوا كتاب الله مهجورا واتخذوا من اللغو مأوى لهم وبه يصولون وله يدعون وببضاعته يتجرون، فلا يفكرون في كتاب الله لا بل لايسمحون لغيرهم بالتفكير، ويناصبونه العداء ويخصامونه ويطلقون عليه التهم والتوصيف السيء بغية عزله وتثبيطه،

وتراهم يلبسون جلود الظأن من اللين، ولكنك تشم ريحهم فلاتجد غير نتن التعالي والعزة بالاثم، فلا يرون حق ولا ينصاعون اليه،

وليست المسالة مسالة خطأ وزلل عارض وسهو لدى ذلك العَلم - وليس العالِم -، بل المسالة اخطر من ذلك بكثير انها قضية تحريف المفاهيم والدلالات، والتي ارى انه عين تحريف الكلم عن مواضعه الذي سماه الله في كتابه،

فلعل القلم الاحمر هو الحق وهو الشفاء وهو ماينبغي ان نحبه في الله،

?

والسلام عليكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير